Translate

Saturday, January 17, 2015

مصر.. هل مازالت تعيش فينا؟! بقلم د. وسيم السيسى ١٧/ ١/ ٢٠١٥

هل صحيح أن مصر وطن يعيش فينا وليست فقط وطناً نعيش فيه؟!
ألقيت على نفسى هذا السؤال، فكانت الإجابة: نعم.. مصر.. وطن يعيش فينا!
انظر إلى الأعياد مثلاً.. هو ذا عيد شم النسيم لايزال معنا منذ آلاف السنين، عيد ميلاد أوزيريس ٢٥ ديسمبر أصبح عيد ميلاد السيد المسيح بشجرة عيد الميلاد، الإوزة البرية التى استبدلها الغرب بالديك الرومى، وإن كانت سويسرا وألمانيا تحتفلان بالإوزة البرية حتى الآن!
عيد عاشوراء هو أصلاً احتفال مصر برمى بذور القمح فى اليوم العاشر من ديسمبر، عيد وفاء النيل، كرنفال الزهور «عيد نفتيس»، عيد ختان الذكور «إيزيس»، عيد قيامة أوزيريس من بين الأموات، هو عيد قيامة السيد المسيح!
فإذا انتقلنا من الأعياد إلى الزينة، سنجد العطور بجميع أنواعها، وكيف كانت تهدى أقماع العطور للسيدات فى الحفلات حتى توضع فى الشعر، سنجد الكحل بأنواعه الثلاثة الأخضر، الأزرق، الأسود، سنجد أحمر الخدود والشفاه، سنجد إزالة الشعر عند السيدات، كما سنجد الأساور، الخلاخيل، والسلاسل سواء كانت ذهبية أو فضية، كذلك التزين بالأحجار الكريمة فى الخواتم والعقود خصوصاً مع النساء.
فإذا تركنا الزينة والأعياد، وانتقلنا إلى الأحزان، سنجد زيارة أحبائنا الذين رحلوا فى أول أيام العيد «عيد أوزيريس»، سنجد أقراص الرحمة، هى ما كنا نقدمه للقرين أو الكا!
سنجد الثالث، الخامس، السبوع، الأربعين، كذلك رش الماء والبقدونس، إنما هى طقوس مصرية قديمة، كذلك الرقص الجنائزى لايزال يمارس فى بعض القرى والبلدان بشكل آخر، ألا وهو القفز حول الندابة! مع اللطم! أما الملابس السوداء فهى من عصر الرومان، لأن الملابس البيضاء كانت هى ملابس الحزن عند أجدادنا القدماء.
أما الإيمان بالحسد، نجد عين حورس، وكف مريم «خمسة وخميسة»، البصل على أبواب البيوت لطرد الأرواح الشريرة، أما الأحجبة، التعاويذ، التمائم فكانت خمسة آلاف فى مصر القديمة، تبقى منها معنا القليل.
أما الدين.. فقد عرفنا من أجدادنا القدماء خلال الأنبياء والحكماء «إدريس، الخضر، لقمان» أن هناك حياة بعد هذه الحياة، وهناك حساب، ثواب، عقاب، وأن هناك صراطاً مستقيماً يفصل بين الجنة والنار، وأن هناك ميزاناً، وأن الأعضاء تشهد على أصحابها «لا تشهد علىَّ يا قلبى»، «يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون» (قرآن كريم)، أما البخور، الوضوء، الصلاة سجدا بالأذقان «الآن بالجباه»، كذلك الصيام، الحج، الزكاة، كان أجدادنا القدماء يعرفونها «ولكل أمة رسول» (قرآن كريم).
أما لغتنا العامية فهى لغتنا المصرية القديمة بالتركيب GRAMMER وعشرات الآلاف من الألفاظ «أحمد كمال باشا»، «بيومى قنديل».
فلان له اسم كبير.. له شنة ورنة «هى شن رن الفرعونية أى الاسم الملكى داخل خرطوشة ملكية»، أما سعاد حسنى حين تغنى لصلاح جاهين: مافيناش كانى ولا مانى إنما هى «السمن والعسل فى مصر القديمة»!
وكلمة كعبة هى كابا المصرية، وهى CUBE الإنجليزية بمعنى مكعب، أما كلمات «دين - حساب - آخرة - حج - ماعو» فهى كلمات مصرية قديمة.. بل إن هناك ١٥ حرفاً هيروغليفى أصبحت حروفاً سينائية نبطية عربية كالباء، الهاء، والنون، والميم، الدال... إلخ وعمار يا مصر.

No comments:

Post a Comment