Translate

Saturday, June 6, 2015

الدكتور خالد منتصر وماء بئر زمزم بقلم د. وسيم السيسى ٦/ ٦/ ٢٠١٥

هو صحيح الهوى غلاب؟ سؤال طرحته السيدة أم كلثوم وأجابت عنه: ما أعرفش أنا! ولكن العلم يعرف أنه غلاَّب حقاً فى معظم الأحيان! ذلك لأن الجهاز الحرفى أو الهامشى فى المخ Limbic System الذى تغذيه الهرمونات والهوى، ينضج فى سن ١٠-١٢ سنة، ولا سلطان لقشرة مقدم الفص الجبهى من المخ عليه إلا فى سن ٢٥-٣٠!! Prefrontal Cortex المصدر: Scientific American، عدد يونيو ٢٠١٥.
وقد فطن إلى هذه الحقيقة العلمية جانونج فى كتابه الرائع وظائف الأعضاء الطبية، وشبه الـLimbic System بـ«حصان قوى جامح»، وقشرة الفص الجبهى بـ«فارس»، ولكن دون لجام!!
بدأت بهذه المقدمة العلمية لأنها تفسر لى ما يحدث على الساحة الدينية العلمية الثقافية!
قالت الـB.B.C ما قالت عن ماء بئر زمزم، وقال دونكان كامبل، رئيس جمعية المحللين، ما قال، وقال الدكتور فيصل شاهين ما قال، وقالت الدكتورة خولة الكريع عالمة أبحاث التحول الجينى فى السرطان ما قالت عن ماء بئر زمزم، كل هؤلاء قالوا ما يعتقدون أنه صواب «وقد يكون خطأ»، ولكن الغريب لم تضطرب الدنيا أو يتهمهم أحد بالكفر والعياذ بالله، بينما حين نقل عنهم الدكتور خالد منتصر بعض ما قالوه، هادفاً إلى ترسيخ التفكير العلمى فى شؤون دنيانا، قامت القيامة، هبت العواصف، متهمة إياه بازدراء الدين؟!
فى المراكب يحتفظون بالخبز الناشف للسفر الطويل، سمع ربان السفينة صوت من يأكل الخبز، صاح: من ذا الذى يقضم الخبز قضم الحمار؟! قالوا له: ابنك حسن!
ابتسم وقال: من ذا الذى يقرض الخبز قرض الفار؟! صحيح إذن.. الهوى غلاب.
منذ ١٨٠٠ سنة مضت، كان ستراتون عميداً للعلوم فى جامعة الإسكندرية قال: العلم هو الطريق الوحيد للإنسان حتى يتسيد «أى يصبح سيداً» على كوكبه، أما الغيبيات فلن تصل بشعوبها إلى بر الأمان، مهما كانت دوافع أصحابها نبيلة.
منذ بضع سنوات، أعلن أحد الأديرة عن عثوره على مقبرة بها عظام، يرجح أنها ليوحنا المعمدان «يحيى المغتسل»، قمت بزيارة هذا الدير، قابلت أحد الرهبان «وكان صيدلياً من قبل» وفى طريقنا لرؤية العظام، أخبرنى بأن بعثة علمية أمريكية جاءت لدراسة كربون ١٤ فى هذه العظام لتحديد عمرها الزمنى، ولكننا رفضنا هذا البحث، خوفاً من ألا تتفق نتائج البحث مع العمر الزمنى ليوحنا المعمدان!!
هنا كانت الصدمة التى أخرجتنى عن مشاعرى قلت: وماذا فى هذا؟ إذا جاءت النتائج مخالفة، تقول إن هذه العظام ليست ليوحنا المعمدان، أما إذا جاءت متفقة مع عمره الزمنى نقول: هذه العظام قد تكون ليوحنا المعمدان أو رجل معاصر له فى زمانه، ثم أكملت: دعنى أخبرك يا أبانا.. ما فعلتموه من رفض لهذه البعثة العلمية، إنما هو سر شقائنا وتخلفنا. كان الراهب مهذباً لم يعلق بكلمة واحدة.
منذ سنوات طويلة ادعت سيدة من ضواحى حلوان أن السيدة العذراء أجرت لها عملية استخراج حصوة من الكلى اليسرى، زارنى مجموعة من شباب الأطباء والصيادلة، ومعهم الحصوة، فحصت الحصوة «وأنا.. الدكتوراه التى أخذتها من لندن كانت عن حصوات المسالك البولية»، قلت لهم: هذه زلطة! قالوا: تعال افحص صاحبة المعجزة! ذهبت معهم، فحصتها.. لم أجد جرحاً، أعطونى صورة للسيدة العذراء «مكتبة المحبة» عليها دم ونسيج، تدعى صاحبة المعجزة أنه منها، أرسلنا الصورة بما عليها للأستاذ الدكتور مكرم ميلاد، أستاذ الباثولوجى فى كلية طب قصر العينى، جاء التقرير: هذه الدماء وهذه الأنسجة ليست من أصل بشرى!! ولكن لأن الهوى الدينى غلاب، أصبحت هذه المريضة قديسة الآن!!
وأنت يا دكتور خالد.. تذكر كلمات توماس جنيفرسون قد يغلب الباطل الحق فى كثير من الأحيان، ولكن يبقى للحق ميزته الكبرى، أنه يجعل من أصحابه رواداً للحضارة، ومصابيح للتاريخ.

No comments:

Post a Comment