Translate

Saturday, July 4, 2015

أين دور الشعب فى حماية مصر؟! بقلم د. وسيم السيسى ٤/ ٧/ ٢٠١٥

كما أن الأمراض تصيب الأفراد، كذلك تصيب الشعوب، وأخطر الأمراض التى تصيب أى شعب هو: الإرهاب، الذى له أسبابه، وطرق الوقاية منه أو علاجه.
مرت على العالم موجات إرهابية قديماً وحديثاً، منها: فرقة الحشاشين برئاسة حسن الصباح، الألوية الحمراء فى إيطاليا، الماينهوف فى ألمانيا، الكوكلاس كلان فى أمريكا، الإيتا فى إسبانيا، الإخوان فى مصر «حسن البنا ١٩٢٨»، داعش فى أرض الشام.
هذه الجماعات الإرهابية تعمل لحسابها بمعونة غيرها كالإخوان فى مصر، أو تعمل لحساب غيرها «مرتزقة» كداعش لحساب أمريكا وإسرائيل أى الصهيوأمريكية العالمية، ومعظم هذه الجماعات تعتمد على البسطاء الفقراء المهمشين، والذين تحدث عنهم أمير الشعراء فى مصرع كليوباترا:
انظر الشعب «ديون» كيف يوحون إليه! ملأ الجو هتافاً بحياتى قاتليه! أثر البهتان فيه وانطلى الإفك عليه ياله من ببغاء عقله فى أذنيه! ودائماً ورقة الدين.. يقودون بها هذا القطيع،
والذى تحدث عنه وعنهم أبوالعلاء المعرى:
وجدت البهائم لا عقول تقيم لها الدليل ولا ضياء
وأصحاب الفطانة فى اختيال كأنهم لقوم أنبياء
أما هؤلاء فأهل مكر وأما الآخرون فأغبياء.
كانت صفعة على وجه إنجلترا فى عز مجدها وانتصارها فى الحرب العالمية الأولى «١٩١٤-١٩١٨» حين ثارت مصر بقيادة سعد باشا زغلول ١٩١٩: «أيها القراصنة اخرجوا من بلادنا، ويا حفيظ.. يا حفيظ.. كبة تاخد الإنجليز»، هنا لجأت إنجلترا لسلاحها الحقير الجبان: فرق حتى تسود Devid To Rule!
ولكن كيف؟ زرعوا رشيد رضا ١٩٢٤ ومن بعده حسن البنا ١٩٢٨ وأعطوه خمسمائة جنيه، أى ما يعادل خمسة ملايين الآن، وظيفته تخريب مصر! حريق القاهرة ١٩٥٢، مصرع الخازندار، أحمد ماهر باشا، محمود فهمى النقراشى باشا.. ثم محاولة اغتيال عبدالناصر، ومن بعده نجحوا فى اغتيال السادات! وأخيراً القوات المسلحة، والمحامى العام.
ماذا عن جهاز المناعة فى مصر.. كادت مصر أن تصل إلى مرحلة «الإيدز» (فقد المناعة المكتسبة)، خرَّبوا التعليم، اعتمدوا خطة موشيه شاريت وبن جوريون فى إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، اخترقوا مؤسسة الأزهر، تحالفوا مع أمريكا، وقطر، وإسرائيل، نفذوا خطة لويس برنارد القائمة على تقطيع أوصال الدولة، ثم الهجوم على القلب، وهذا ما فعلوه، باعوا سيناء، أهدروا حلايب وشلاتين، هجموا على القلب، دمروا الشرطة، وكان باقياً لهم القوات المسلحة، فانقلب السحر على الساحر، وربك رب الجنود قال مصر أدهم وأدود، انتصرنا بالمخزون الحضارى الممثل فى ٣٣ مليوناً فى الميادين، وأكثر منهم فى البيوت، مسنودين بقواتنا المسلحة.
والآن ماذا نفعل؟ نريد حكاماً لا يخافون، يحملون أعناقهم على أيديهم، ينسفون تلك المناهج التعليمية الداعشية المتخلفة التى أنتجت لنا هذا البؤس والخراب الذى نعيش فيه.. من يصدق أن التعليم الأزهرى أنتج لنا هذه الغيبوبة البائسة، لماذا لا توحِّد المناهج جميعاً بين المدارس الحكومية والأزهرية، لماذا لا تخضع جامعات الأزهر للمجلس الأعلى للجامعات، وقد طالبت بذلك وأنا عضو فى لجنة الخمسين، لماذا لا توحد الامتحانات بين كل أبناء مصر فى الجامعات.
هذا عن الوقاية.. ماذا عن العلاج؟ الرأى بالرأى، العنف بالقانون، الاغتيال بالإعدام، أى قانون رخو هذا الذى يترك قتلة معترفين كل هذه السنوات؟ الدولة هيبة، وقد فقدت الدولة هيبتها عند هؤلاء الخارجين عليها بالسلاح، وعلى الدولة أن تسترد هيبتها فى أسرع وقت ممكن. هذه الرقة والحضارة والسجون خمس نجوم، هل أفادت شيئاً؟ لقد قالها المتنبى:
إذا لم يكن من الموت بدٌ.. فمن العجز أن تموت جباناً
وأخيراً أين تفعيل الظهير الشعبى؟ إنجلترا تعطى مكافآت لمن يرشد عمن يشوه الجمال Vandalism ومعناها الرغبات الشريرة فى تدمير ممتلكات الغير كالمترو مثلاً، كما أن كل قسم بوليس فى أمريكا له «بوليس سرى» من الأهالى عددهم عشرون! ونحن لدينا جيش من العاطلين.. استفيدوا منهم حراساً على كل شارع، وعلى كل سيارة يشتبه فيها، لابد من نزول الشعب للمعركة، إنها معركة مصيرية موت أو حياة، ترى لو كان ناصر موجوداً أو السادات نجا من محاولة اغتياله، كان هذا سيكون حالنا؟! ليس عذراً أن القضاء مدنى مكبل! الرئيس فى غياب البرلمان يملك السلطتين.. تشريعية وتنفيذية، وآن الأوان أن يفعّل ما بين يديه من سلطات, حتى يعود المؤيدون له ٩٥٪ وليست ٧٥٪ كما هى الآن.

No comments:

Post a Comment