Translate

Monday, July 6, 2015

هذا جيشنا العظيم بقلم فاطمة ناعوت ٦/ ٧/ ٢٠١٥

ليس فى الحروب شىءٌ جميل. مهما كان الطرفان، وأيًّا ما كانت أسبابُ التقاتل. الحربُ تعنى إخفاقَ الإنسان. فشله فى إدراك معنى وجوده على هذا الكوكب التعس. لكن الحروب تحدث، وتحزن السماءُ من اقتتال بنى الإنسان. فإن انتصر الباغى، تضاعف حزنُها. وإن انتصر صاحبُ الحق، المعُتدَى عليه، تقول السماءُ فى وهنٍ: «تصحيحٌ للخطأ، على كل حال».
لا شىءَ جميلاً فى الحروب. لكن هناك دروسًا، ومواقفَ نبيلة، وإشاراتٍ ومعانىَ نقفُ حيالها؛ نتأملها ونفكر.
قبل أسبوع، بغتْ عصابةٌ من المرتزقة واستهدفت مجموعة من كمائن قواتنا المسلحة برفح والشيخ زويّد بلغت خمسة عشر كمينًا، فى وقت متزامن. عصابة من الإرهابيين تحالفت مع جماعة الإخوان الأشرار لتنفيذ المخطط الصهيو-أمريكى لانتزاع أرض سيناء من جسد مصر، حتى تحلَّ إسرائيلُ أزمتَها بتهجير الفلسطيينين إليها. لكن جنودنا لقّنوا الإرهابيين درسًا طيبًا ودحروهم وثأروا لمن سقط من جنودنا شهداءَ. والتقطت أجهزة الرصد المصرية صرخات استغاثة الإرهابيين ينادون قادتهم فى الدول المعادية صارخين: «الحقونا!». وتحكى السجّلات عن الجندى المصرى «عبدالرحمن»، الذى أصيب برصاصة فى خصره، فلم يُقعده الألم والنزف، بل ظل يحصد أرواح الباغين حتى أسقط منهم اثنى عشر وهو مضرجٌ فى دمائه، حتى جاءته طلقة فى رأسه ليلقى ربَّه فرحًا فائزًا.
يعرف كلُّ مصرىّ الآن قيمة جيشنا العظيم. ليس بسبب دحر أولئك الإرهابيين فى معركة الأمس، وحفاظهم على مدن سيناء من ويل الوقوع فى يد الأعداء وتحويلها إلى إمارة داعشية على غرار «الرقّة» السورية، و«الموصل» العراقية، وغيرهما من المدن التى نجح الإرهابيون فى إخضاعها وتحطيم بنيتها التحتية وتدمير آثارها وتشريد أهلها وقتل رجالها وأطفالها واغتصاب نسائها ثم بيعهن سبايا ذليلات مقيدات بالسلاسل والجنازير، ليس بسبب إنقاذ سيناء نمتنُّ لجيشنا العظيم وجهازنا الأمنى المحترم، بل بسبب إجهاضهما لمئات التفجيرات والحرائق التى كان مقررًا لها أن تُنفّذ منذ ٣ يوليو ٢٠١٣ وحتى اليوم، وإلى أجل غير مسمى.
على مَن يودُّ أن يقرأ شجرة الأقدار البديلة، لمعرفة ما كان سيحدث لمصر وللمصريين لولا يقظة جيشنا وشرطتنا، عليه بالرجوع إلى جريدة الجارديان البريطانية وما نشرته من تقارير فى الفترة ما بين ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وحتى ٢٦ يوليو ٢٠١٣. أى فى الفترة ما بين اشتعال غضبة المصريين فى ثورة شعبية هائلة لإسقاط النظام الإخوانى، ثم بيان عزل مرسى العياط، وبين تفويض الشعب المصرى للجيش المصرى بكسر شوكة الإرهاب فى مصر. ذكرت الجارديان أن مخطط الإخوان لشلّ مصر يشمل إحراق مبنى جامعة الدول العربية، وماسبيرو، والمحكمة الدستورية العليا، ومحطات الكهرباء لتخريب الدوائر الكهربية باستخدام مواد سريعة الاشتعال، فى أوقات متزامنة، لمفاجأة الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية، وسلطات الدفاع المدنى فلا تتمكن من إخماد تلك الحرائق الهائلة، إضافة إلى تنفيذ سلسلة اغتيالات موسعة لعدد من الشخصيات العامة، من سياسيين وعسكريين وإعلاميين، بمعونة الجماعات الجهادية المسلحة، التى تحتلُّ سيناء، ومن الذين أطلق سراحهم مرسى العياط فور سرقته عرش مصر.
ما لم يحدث، أكبر عشرات المرات مما حدث بالفعل، بفضل اليد العسكرية والأمنية الهائلة التى تحيط بقلب مصر. تحية لجيشنا العظيم، وسوف تحيا مصر أبد الدهر حرّةً آمنة، بإذن الله.

No comments:

Post a Comment