Translate

Tuesday, July 7, 2015

دُولاَ مين.. ودُولاَ مين دُولاَ عساكر مصريين (٢) بقلم د. محمد أبوالغار ٧/ ٧/ ٢٠١٥

هذه أغنية إمام ونجم أستمع إليها كلما كان جيش مصر يخوض معركة؛ لأنها تشعرنى بأننى وسط جيش بلادى. وهو ما حدث صباح الأربعاء الماضى مع أخبار الهجوم الكبير الذى قامت به مجموعة داعش الإرهابية على كمائن القوات المسلحة المصرية فى مناطق متعددة ومتزامنة مع تلغيم الطرق لمنع وصول إمدادات الجيش وعربات الإسعاف.
كانت صدمة كبيرة لكل المصريين أن هؤلاء الإرهابيين ما زالوا متواجدين بهذه الكثرة، وبهذا الكم من الأسلحة المتطورة. لقد فقدت مصر شهداء أبرارا من خيرة شبابها وقد ضحوا بحياتهم فداء الوطن. الأمر خطير ولا يبدو أنهم فقط مجموعة مدربة من الإرهابيين ولكن لابد أن هناك قوى خارجية تساعدهم وتمولهم وتمدهم بالأسلحة. لابد لمصر ومخابراتها أن تصل إلى مصدر الرجال والسلاح وتوقفه. إن حدود سيناء واضحة من البحر والبر، من أين يأتى هذا كله وأين يتم التدريب والتخطيط؟ كيف حصلوا على مدافع مضادة للدبابات والطائرات وأين وكيف تدربوا على استخدامها؟.
سيناء جزء لا يتجزأ من الوطن، وقد خاضت مصر فى سبيل الحفاظ عليه حروباً كثيرة فقدت فيها الآلاف من شبابها عبر عقود طويلة ولابد من تخطيط جيوبولتيكى كبير وفورى ومصحوب بدراسات سوسيولوجية حديثة عن خوض حرب عصابات فى مناطق سكانية بعض شبابها تم غسل مخه، ويجب أن تشترك فى وضعه كل العقول المصرية مع القوات المسلحة، لأن الأمر لم يصبح ضربهم بالمدافع والطائرات فقط بل لابد من خطة للقضاء عليهم بصفة نهائية مع كسب سكان سيناء لجانب الوطن.
هذه الجماعة الإرهابية موجودة فى سيناء منذ أيام مبارك، ولم تصدر الأوامر بالقضاء عليها فى مهدها، ثم استفحل الأمر بعد ٢٥ يناير حين لم تكن الدولة ملتفتة إلى هذا الخطر، وازدادت الكارثة أيام الإخوان الذين فتحوا الباب على الغارب لدخول معدات وإمكانيات وحفر أنفاق وبدأوا الاعتداء على جنودنا وقتلت أول مجموعة منهم أيام مرسى.
لابد للروح المعنوية أن تبقى مرتفعة. نعلم أن حروب العصابات خاصة فى المناطق الجبلية والصحراوية صعبة، وأن تواجد الإرهابيين وسط أماكن سكانية يسبب مشكلة أخرى، وفى نفس الوقت علينا أن نغير التفكير إلى خطة هجومية ونتروى فى التخطيط لها لنستطيع وقف جميع إمداداتهم من ناحية تمهيداً للقضاء عليهم نهائياً. أعلم أن بالقوات المسلحة عقولاً عظيمة واستراتيجيين قدراتهم عالية، ولكن المعركة الآن لم تصبح بين الجيش والإرهاب وإنما بين الشعب كله ومعه الجيش ضد الإرهاب. لابد من الاستعانة بكل من لديه القدرة والفكر للمساعدة. هذه معركة بقاء للوطن ومعركة مستقبل لنا جميعاً. هذه الخطة يجب ألا تتوقف إلا بعد القضاء على آخر إرهابى وإغلاق آخر نفق. وأخيراً تحية لأرواح شهدائنا الذين بذلوا نفوسهم دفاعاً عنا جميعاً.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment