Translate

Saturday, May 12, 2018

الفنانة تغريد يوسف بقلم د. وسيم السيسى ١٢/ ٥/ ٢٠١٨ - المصرى اليوم

بدعوة كريمة من الأستاذة تغريد يوسف ذهبت لافتتاح معرضها الفنى فى قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية. ما هذا الفن الجميل كله؟ لوحات بظلال الألوان المختلفة، بالبارز والغائر، بالأبعاد الثلاثية والخماسية. قالها أفلاطون: علموا أولادكم الموسيقى المصرية فهى أرقى أنواع الموسيقى، علموهم من مصر كيف يتذوقون الفنون ثم بعد ذلك أغلقوا السجون.
تعريف الفن: هو ما يتطلب مهارة يدوية كالرسم، النحت، العزف، الجراحة، لذا نقول فن الجراحة art of surgery، وجدنا أن كل عضو فى جسم الإنسان له مساحة فى مخه، فمثلاً مساحة اليد تساوى مساحة الساق كلها، كما أن مساحة يد الفنان أكبر من مساحة يد الإنسان العادى.
كانت أكاديميات الفنون قبل ١٥٠٠ ميلادية تلزم الفنانين بنقل الحقيقة كما هى، ولكن المدارس الفنية الحديثة بدأت منذ ١٥٠٠ «عصر النهضة» وتطورت فى مصر الإصلاح ١٦٠٠ ثم عصر أوليفر كرومويل ١٦٥٠، ثم فى عصر الثورة الفرنسية ١٧٨٩.
تحددث معالم الفن الحديث، حين رفضت لجنة التحكيم لوحات مونيه، مانيه، سيزان، بودان، رينوار، دى لاكروا، وعلى رأسهم Claud Monet، كلود مونيه رائد الفن التأثرى impresionism وكان ذلك سنة ١٨٧٤م، فأمر نابليون الثالث بإقامة معرض لهم، وسمى هذا المعرض بمعرض المرفوضين!.
كانت المدارس الفنية: كلاسيكية، نيوكلاسيكية، هذه الأخيرة خرجت منها عدة مدارس ١- الرومانسية ٢- الواقعية ٣- التأثرية وفيها الفنان يرسم ما يتأثر به لا ما يراه.
٤- التعبيرية- expressionsm ٥- التكعيبية وقد بدأها سيزان وطورها بيكاسو. ٦- المستقبلية وهى عدم تصوير الأشياء فى وضعها الثابت بل المتحرك، فمثلاً الحصان الذى يجرى، بعشرين ساقا. ٧- الوحشية، وقد أطلقوا هذا الوصف على لوحة لوجه رجل عجوز بالفحم، رأتها سيدة قالت: ما هذا؟ إنه وحش! فأصبح هذا النوع من الرسم: المدرسة الوحشية.
٨- التجريد وهو الـ Abstract، أذكر أنى استضفت الفنان الراحل الكبير صلاح طاهر فى صالون المعادى الثقافى وسألته عن التجريد، قال ليس منه إلا سبع لوحات فى العالم كله أعترف بها.
دعانى منذ بضع سنوات الأستاذ فاروق حسنى حين كان وزيراً للثقافة.. إلى قصره، وحين كنت أشاهد لوحاته، وكان معظمها فنا تجريديا، قصصت عليه ما قاله العقاد عن فن التجريد:
أعلن صاحب معرض عن زيارة فنان تجريدى من المكسيك، وعرض لوحة تجريدية بعنوان غروب الشمس فى المكسيك، والعرض لمدة يومين، وجاء النقاد فى اليوم الأول والثانى، وأخذوا يفيضون مديحاً وثناء على عبقرية هذا الفنان العظيم والذى أرادوا مقابلته بعد انتهاء المعرض كما وعد صاحب المعرض، أخذهم الرجل للفنان الموهوب فى غرفة مستقلة، فإذا به قرد يسكب الألوان على لوحات، وما هذه اللوحة «غروب الشمس فى المكسيك» إلا واحدة من إبداعاته، التى عرضها صاحب المعرض فى اليوم الأول، مقلوبة فى اليوم الثانى!!. يعلق العقاد: وهكذا ثبت أن المقلوب والمعدول من هذا الفن المعدوم على حد سوا، وأنها أقدام ترتفع إلى مقام الرؤوس، ورؤوس تنزل إلى مقام الأقدام بلا اختلاف!!.
ابتسم الأستاذ فاروق حسنى وقال لى: هذا رأى العقاد!.

No comments:

Post a Comment