Translate

Friday, May 3, 2019

خالد منتصر - تطعيم الملاريا.. معجزة العلم تحققت بأموال بيل جيتس - جريدة الوطن - 5/2019 /2

طفل يفقد حياته كل دقيقتين نتيجة الإصابة بالملاريا، لذلك ومنذ أكثر من عشر سنوات أعلن بيل جيتس، أغنى رجال العالم، عن حلمه فى القضاء على الملاريا والإيدز، وامتد الحلم ليشمل الإيبولا ثم ترسخ الحلم حتى صار تحدياً يشمل القضاء على كل الأوبئة، بدأ بدعم أربعة ملايين من مؤسسة «جيتس» وزوجته ثم انتهى بأربعة مليارات من مؤسسة أنشأها خصيصاً لهذا الغرض بالتعاون مع دول ومؤسسات أخرى، اسم المؤسسة «تحالف الابتكار تأهباً للأوبئة» Coalition for Epidemic Preparedness Innovations»، الحلم قد تحقق وها هو تطعيم الملاريا الذى كان من المستحيلات يحتفل به العالم الآن بتطبيقه فى ملاوى وأنتم تقرأون تلك المقالة، التطعيم أو اللقاح اسمه Mosquirix وقد أثبت فاعليته العالية فى تحفيز المناعة من خلال الأبحاث التى بدأتها شركة GSK، التطعيم بتبسيط أرجو ألا يكون مخلاً، واعذرونى فى ذكر بعض المصطلحات الطبية، مصنع بتقنيات الهندسة الوراثية ويتكون من جين من الخلايا التائية للمناعة من بروتين الـCSP فى غلاف بروتينى من فيروس B مع عامل مساعد كيميائى لزيادة درجة المناعة اسمه ASO1، إنه بالفعل معجزة من معجزات العلم الحديث برعاية رجل أعمال يعرف معنى ووظيفة المال الحقيقية، التى هى مختلفة عن الاكتناز والمضاربة والسمسرة والتهريب والصرف على ملذات النساء والقمار، والتى يمارسها مليارديرات آخرون ثم يغسلون ذنوبهم ببناء دور عبادة من الرخام والذهب!!، لكن لماذا اهتم بيل جيتس الأمريكى بالملاريا التى هى مرض معظم أخطاره فى جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا السمراء التى لا تمت له بأى صلة ولا تمثل له ولا لشركته مايكروسوفت أى خطر أو إزعاج؟!، إنه أولاً الضمير الذى يحرك هذا الرجل، وهو قد أصبح عضواً ضامراً كالزائدة الدودية عند معظم المتشدقين بعمل الخير، ثانياً خطورة هذا المرض القاتل، الملاريا مرض يسببه طفيلى البلازموديوم ينتقل من لدغة أنثى بعوضة الأنوفيليس، وتنتج الملاريا هجمات متكررة من القشعريرة والحمى. وتقتل الملاريا ما يقرب من 600 ألف شخص كل عام معظمهم من الأطفال، بمجرد أن تلدغ أنثى هذه البعوضة الحاملة للطفيلى الإنسان ستنتقل الإصابة له، تدخل الحويصلات الحاملة لطفيلى الملاريا، وتصل إلى خلايا الكبد فى غضون دقائق، وبعدها خلال أسبوع يصل الطفيلى إلى مجرى الدم، وينمو ويتطور ويدخل إلى داخل خلايا الدم الحمراء. ثم يبدأ بالتكاثر السريع حتى تنفجر خلايا الدم الحمراء ويخرج منها الطفيلى ليؤدى إلى حمى وصداع وقىء وإسهال، أما المضاعفات التى تؤدى إلى الوفاة فتتلخص كما رتبتها مايو كلينيك فى الآتى:
الملاريا الدماغية، إذا سدَّت خلايا الدم الممتلئة بالطفيليات الأوعية الدموية الدقيقة فى الدماغ (الملاريا الدماغية)، فقد يحدث تورم أو تلف فى الدماغ، قد تُسبب الملاريا الدماغية غيبوبة.
صعوبات التنفس، قد يؤدى تراكم السوائل فى الرئتين إلى صعوبة فى التنفس.
فشل عضو من الأعضاء، يمكن أن تسبب الملاريا فشلاً فى الكلى أو الكبد، أو قد تؤدى إلى تمزق الطحال. ويمكن أن تكون أى من هذه الحالات مهددةً للحياة.
الأنيميا، تُدمر الملاريا كرات الدم الحمراء؛ مما قد يؤدى إلى فقر الدم.
انخفاض سكر الدم، قد تسبب الحالات الشديدة من الملاريا فى حد ذاتها انخفاضاً فى نسبة السكر فى الدم، تماماً كتأثير الكينين، وهو أحد الأدوية الأكثر شيوعاً التى تُستخدم لمكافحة الملاريا. قد يؤدى انخفاض نسبة السكر فى الدم بشكل حاد إلى الغيبوبة أو الوفاة.. شكراً بيل جيتس وشكراً للعلم والعلماء.

No comments:

Post a Comment