Translate

Thursday, December 30, 2021

قلب مجدى يعقوب فى رواندا!! - حمدي رزق - المصري اليوم - 30/12/2021

 تقع «رواندا» فى شرق وسط إفريقيا، مباشرة إلى الجنوب من خط الاستواء بين خطى عرض 1.4 درجة و2.51 درجة جنوبًا، وخطى طول 28.63 درجة و30.54 درجة شرقًا، وتبلغ مساحتها ٢٦٣٣٨ كيلومترًا مربعًا، وتحدّها أوغندا شمالًا، وتنزانيا شرقًا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية غربًا، وبوروندى جنوبًا.

رسالة السير «مجدى يعقوب» الإنسانية وصلت إلى العاصمة الرواندية «كيجالى»، تدشين مركز «مجدى يعقوب- رواندا/ مصر للقلب»، بحضور وزير الخارجية سامح شكرى، وكبار المسؤولين الروانديين، وفى مقدمتهم «جانيت كاجامى»، السيدة الأولى لرواندا، يضيف إلى ما تقدم من جهود مصرية مقدرة لتوطيد العلاقات المصرية- الإفريقية.

إفريقيا باتت الشغل الشاغل للدولة المصرية فى محاولة حثيثة لوصل ما انقطع وتعويض ما فات من فرص تعاونية.

اضطلاع وزارة الخارجية المصرية بتمويل المشروع النموذج، وشراء وتوريد وتركيب كافة تجهيزات المرحلة الأولى من المشروع، من خلال «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» التابعة للخارجية، برهان على نجاح الاستراتيجية المصرية للدخول إلى قلب القارة الإفريقية، بمشروعات تمس القلوب، وباسم عَلَم من أعلام جراحات وزراعات القلوب فى العالم (السير يعقوب).

قدم البروفيسور يعقوب النموذج فى أبهى صوره فى «أسوان»، قريبًا من قلب إفريقيا، وكل مَن زار مركز يعقوب النموذجى من كبار القارة وقادتها تمناه لبلاده، مثل هذه النماذج الإنسانية ما يُبنى عليها، والقارة السمراء متعطشة للأطباء المصريين، وفى كافة التخصصات المهنية والأكاديمية.

دبلوماسية المساعدات (الفنية) ذات الطابع الإنسانى، التى تنتهجها الدولة المصرية وصارت عنوانًا عريضًا لها، برزت كأفضل ما تكون خلال جائحة كورونا، عبر الجسور الجوية المصرية، حاملة المساعدات لغوث الأشقاء الأفارقة.

يمكن (وحسب الإمكانات) نشر سلسلة مراكز القلب التى تحمل اسم السير مجدى يعقوب فى العواصم الإفريقية، ورغم الكلفة العالية، لكنها ضرورية لمَسّ قلوب الأشقاء الأفارقة، مثل هذه المراكز عمل دبلوماسى رفيع المستوى، وحضور وزير الخارجية الاحتفال فى العاصمة «كيجالى» دليل على استبطان الرسالة المستبطنة فى تدشين أول مركز قلب مصرى خارج الحدود.

أدوات الدبلوماسية المصرية ليست سفراء دبلوماسيين أكفاء، فحسب، ولكن سفراء من نوع آخر، أكاديميون وفنيون وخبراء زراعة وتربة وموارد مائية، وتعدين، وسدود، كما يحدث الآن فى تشييد سد «جوليوس نيريرى» فى تنزانيا، وسابقًا دبلوماسية الآبار، وشهدنا آثارها فى دول حوض النيل الجنوبى وغرب السودان.

الجديد المستدام دبلوماسية المساعدات الإنسانية التى قررها الرئيس السيسى، أولًا بتيسير علاج فيروس «سى» لكل مرضى القارة السمراء، وتاليًا بإرسال مساعدات عاجلة إلى ٣٠ دولة إفريقية، وذلك فى إطار مساهمة مصر فى الصندوق الإفريقى للاستجابة لفيروس كورونا التابع للاتحاد الإفريقى.

ولا تعدو عيناك عنهم، تَوالِى المبادرات الدبلوماسية مُحبَّب أخويًا، ومستوجب سياسيًا، وعلى الطريق دبلوماسيًا، ويستوجب الأمر دعم صندوق الوكالة فى الخارجية لتمويل مثل هذه المبادرات العابرة للحدود.

إفريقيا كنز إنسانى قبل أن تكون كنزًا اقتصاديًا، وداعمًا سياسيًا، والدبلوماسية الإنسانية تكسب كثيرًا من القلوب الطيبة فى القارة السمراء، التى ترنو إلى القاهرة بعيون ملؤها الأمل والطموح.

No comments:

Post a Comment