Translate

Saturday, April 12, 2014

كل من جرح إنسانا.. حياً أو ميتاً يستحق اللعنة والعقاب!! بقلم د. وسيم السيسى ١٢/ ٤/ ٢٠١٤

الدكتور مصطفى أمين الرفاعى، أستاذ جراحة المسالك بجامعة الإسكندرية شاعر موهوب، يفيض قلبه بحب مصر، تطوع فى الحرس الوطنى أثناء العدوان الثلاثى على مصر ١٩٥٦.. أرسل لى بالبريد قصيدة كتبها فى تلك الأيام منها هذه الأبيات:
أأسو الجراح وأشفى البشر... وفى القلب جرح عميق الأثر
ناديتنى فرفعت السلاح... لأحمل عنك الأذى والضرر
أحبك مصر فأنت الحياة... وأنت المصير وأنت القدر
من يصدق أن هناك مصريين يحملون السلاح الآن ضد مصر والمصريين! إنها أول مرة فى تاريخ مصر.. نجحت إسرائيل فى مخططها ومازال بعض السذج أو المغيبين أو الممولين.. يتشدقون بغباوة مقيئة: نحن لانؤمن بفكر المؤامرة! الله يخيبك ده اللى ما يشوفش من الغربال أعمى! يذكر لنا المؤرخ ديودورس الصقلى عن التحنيط فى مصر القديمة يقول:
كان يأتى من يقوم بعمل فتحة فى جدار البطن من الجهة اليسرى، ويجرى هاربا! فيجرى أهل المتوفى وراءه يلعنونه!! ذلك لأنه كان فى مصر القديمة قانون يقول: إن كل من جرح إنسانا حيا أو ميتا يستحق اللعنة والعقاب!
قارن بين من جرح إنسانا وبين من سحل إنسانا أو أحرق إنسانا أو مثل بجثة إنسان! صحيح ما قاله والاس بادج: نحن فى حاجة إلى قرون حتى نصل إلى هذا المستوى الراقى من الحضارة الإنسانية! التى وصفها الشحات بأنها حضارة عفنة.. فحلت عليه لعنتها!
أى نوع من التعليم هذا الذى أنتج لنا هذه الوحوش الضارية، هذه المسوخ (جمع مسخ) البشرية! هذه الحفريات الحية! إنهم ضحايا ذوى العقول الفارغة، والأيادى المرتعشة، لقد قالها لمبروزو: المجرم الحقيقى هو المجتمع (نحن)، وما هؤلاء المساكين إلا أدواته فى تنفيذ جريمته!
إن جريمة نظام مبارك الكبرى ليست تهريب أو نزح أموال مصر، ولكن.. التعليم! قرأت اليوم مقالة للمفكر الحر.. ثروت الخرباوى فى «مصر اليوم» ٩/٤/٢٠١٤ تحت عنوان: كارثة الاستنجاء بأوراق التوراة والإنجيل! من كتاب يدرس للطلبة فى الثانوية الأزهرية، كما يدرس لهم إمكانية الاستنجاء بأوراق الكتب التى ليس منها فائدة كالمنطق والفلسفة! وبعد ذلك نعجب من حرق الكنائس وقتل أبناء الوطن والسواح؟!
لقد طالبت فى لجنة الخمسين بأن تؤول الكليات الأزهرية غير الدينية للمجلس الأعلى للجامعات ويطبق عليها ما يطبق على باقى الجامعات!
هل لدينا نخبة؟ نعم ولكن بشرط أن تكون محررة من الرهبة والرغبة! فلا يضعف النخبة إلا الخوف أو الطمع! لقد حررت النخبة إنجلترا وفرنسا.. وكانت النخبة فى مصر قبل ١٩٥٢ لها شأن كبير ذلك لأن الحرية السياسية لواء يتألق من تحته باقى الحريات جميعا!
بدأ الظلام يرخى سدوله على مصر فى عهد مبارك، فنجد الفيلسوف العظيم زكى نجيب محمود يكتب: توبة قلم! أرسلت له برقية: اكسر قلمك يا رجل، ويعتذر خالد محمد خالد عن كتابه الرائع: من هنا نبدأ، ويغتال فرج فودة الذى تنبأ بكل ما نحن فيه الآن! ويهرب نصر حامد أبوزيد إلى هولندا!
ما هذا؟ بئس التعليم والمسؤولين عنه!

No comments:

Post a Comment