Translate

Monday, April 28, 2014

تحدث إلينا يا سيادة المشير بقلم د. محمد أبوالغار ٢٩/ ٤/ ٢٠١٤


 فى ٣ يوليو قام الفريق السيسى آنذاك باتخاذ قرار مهم فى التاريخ المصرى الحديث بالوقوف إلى جانب الشعب المصرى الذى ثار ضد مرسى الفاشى كما ثار قبل ذلك ضد مبارك الديكتاتور الفاسد. نحن نعلم جيداً أنه لولا قرار السيسى والقوات المسلحة وراءه لأصبحت مصر فى حرب أهلية ولقامت ميليشيات الإخوان بذبحنا جميعاً فى الشوارع وتاريخها يسمح بذلك، ولأصبحنا تحت حكم فاشى عنصرى. تدخل السيسى ليس انقلاباً عسكرياً ولكنه كان مساندة للشعب ليتحرر من الفاشية.
الشعب المصرى به مجموعات كبيرة من الشباب تمثل أكثر من نصف المجتمع، لا تثق فى نظام الحكم القادم ولا تظن أن السيسى سيكون رئيساً ديمقراطياً، وأسباب ذلك أولها تاريخى بأن القيادات العسكرية لم تتعود على الديمقراطية وتسبب ذلك فى مشاكل نفسية خوفاً من الديكتاتورية، وثانيها بعض تصرفات الشرطة نحو القوى المدنية السلمية الوطنية، وثالثها أن السيسى شخصية عسكرية لم يعرفه أحد قبل تعيينه وزيراً للدفاع ولكن أصبح له وضع متميز فى الشارع المصرى بعد ٣ يوليو، والتفت حوله الجماهير المصرية واعتبرته المنقذ، إلا أنه حتى الآن لم يتعرف المصريون على أفكار السيسى وطريقة تعامله، فهو قد تحدث للناس فى بعض اللقاءات معظمها فى احتفالات القوات المسلحة وكان كلامه عاماً تغلب عليه العواطف. الشعب يريد أن يرى برنامج السيسى، وبالطبع نعلم مسبقاً أن البرنامج سوف يحمل بعض الخطوات الاقتصادية ومحاولة لحل المشاكل الأمنية وأيضاً التعليم والصحة. الشعب يريد أن يسمع من المرشح الرئاسى أكثر من الأشياء التقليدية التى ذكرتها. يجب أن يطمئننا الرئيس أن مصر فى عهده سوف تكون دولة مدنية لا دينية ولا عسكرية، يريد الشعب نظاماً ديمقراطياً حقيقياً مع حرية للصحافة ووسائل الإعلام. يريد أن تكون معاملة الدولة متساوية بين الغنى والفقير وبين المسلم والقبطى وبين المدنى والعسكرى. يريد المصريون أن يسمعوا أن النظام السياسى القادم سوف يؤدى إلى تمثيل القوى السياسية المختلفة فى البرلمان القادم. وأن يقوم الجيش فقط بواجبه المقدس بحماية الحدود. يريد الشعب إبعاد الفاسدين- سواء فى الاقتصاد أو السياسة- الذين تسببوا فى الكارثة التى حدثت لمصر بسبب محاولة التوريث. ويريد أن يرى الشعب كله بشبابه وشيوخه يداً واحدة ضد الإرهاب وأيضاً يداً واحدة تعمل بجدية من أجل التقدم.
عزيزى المشير السيسى، أرجو أن تحدثنا وتقول لنا ما هو موقفك من هذه الأمور حتى يعود الشباب إلى حضن الوطن فى فترة نحن فيها فى حاجة للوحدة ضد الإرهاب والظلام، نريد أن نشعر أننا فى طريقنا إلى الحرية والتقدم الاقتصادى. أريدك أن تكون رئيساً لكل المصريين وأن تنفذ روح الدستور ونصوصه التى تقضى بتقسيم السلطات بين الرئيس ومجلس الشعب بحيث لا يجور أحد على الآخر. نريد يداً تبنى فى ظل الحرية ويداً تضرب الإرهاب بالدستور والقانون.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment