افتحوا عيونكم وعيون السد العالى بقلم د. وسيم السيسى ١٩/ ٤/ ٢٠١٤

لولا أنى سجلت هذا الحلم العجيب منذ عشر سنوات فى مقالتى الأسبوعية بروزاليوسف العدد ٣٩٨٠ بتاريخ ١٨/٩/٢٠٠٤ لما صدقته! حلمت أنى على سطح القمر أشاهد قارات العالم الست على سطح الكرة الأرضية! شاهدت سمكة رائعة.. بطول نهر النيل وعرضه من أسوان للإسكندرية.. تسبح بين شاطئيه فى جلال ووقار، فضية الجسم، ذهبية الزعانف، تتنفس بخياشيمها الجبارة من ماء النيل.. لم أر فى حياتى سمكة.. بهذا الحجم، وهذا الجمال! وفجأة تتحرك قارات ثلاث آسيا، أوروبا، أمريكا حتى تطبق على قارة أفريقيا، وتنهمر منها خلائق لاعداد لها! خواجات، بدو، تتار، ملوك، رعاة.. يجرون نحو نهر النيل! هجم الآسيويون والخواجات على هذه السمكة الرائعة، قصوا زعانفها الأمامية، وذيلها، كشطوا قشورها الفضية وهم يصيحون: «فلوس.. فلوس»! نهشوا لحمها حتى بانت عظامها، هرج ومرج، صراخ وعويل، سمعت صوتاً يبكى ويقول: أكبر سرقة فى التاريخ! سرقة أجمل سمكة فى العالم! فتح التتار من كل أنحاء العالم، مياه الخليج الفارسى مع مياه البحر الميت المالحة على نهر النيل! كادت السمكة الذهبية أن تختنق من ملوحة المياه! فلم تتعود خياشيمها إلا على المياه العذبة! أصوات مبهمة لا أتبين أصحابها: اقضوا على تاريخهم وحضارتهم.. حتى تكون هزيمتهم، دمروا التعليم، أفشوا الأمية فالذين لا يقرأون ينهزمون! أوشكت السمكة العملاقة على الموت، وفجأة ظهر سقن رع، كاموس، أحمس، حور محب، طه حسين، الشيخ على عبدالرازق، لويس عوض، رفاعة رافع الطهطاوى، قاسم أمين، سلامة موسى، سعد زغلول، ويصا واصف، أحمد شوقى، حافظ إبراهيم.. وغيرهم كثيرون! اجتمع هؤلاء الأحرار، ووضعوا خطة من شقين: أ- إيقاظ أهل السمكة النيام. ب- فتح عيون السد العالى حتى تندفع المياه العذبة، فتطهر النهر من المياه الآسيوية خصوصاً البحر الميت! استيقظ المصريون، فتحوا عيون السد العالى، اندفعت المياه العذبة، طردت المياه الآسيوية والبحر الميت، عادت للسمكة الحياة، نمت زعانفها الذهبية من جديد، أخذت تسبح فى نهر النيل فى انسيابية وجمال! هذا كان حلمى منذ عشر سنوات، فهل كان حلماً أم رؤية؟! لقد تحققت الرؤية الآن! أما السمكة الرائعة فهى مصر! أما زعانفها الأمامية فهى حدود سيناء وليبيا! أما ذيل السمكة فهو حلايب وشلاتين، أما الصهيونية العالمية فهى البحر الميت، أما قطر وإيران فهما الخليج الفارسى! أما أمريكا والإخوان وتركيا والاتحاد الأوروبى فهم تتار القرن الواحد والعشرين! افتحوا عيونكم وعيون السد العالى، اطردوا التتار من حياتكم، طهروا النيل من المياه المالحة. انهضى يا مصر: انهضى يا جنة الدنيا وسودى وأعيدى مجدك الماضى أعيدى بأس أحرارك من بأس الحديد فاثبتى كالطود فى يوم الصراع.