Translate

Monday, November 2, 2015

فيلم يصنع فى ٤٨ ساعة ويكسب جائزة بقلم د. محمد أبوالغار ٣/ ١١/ ٢٠١٥

وجهت لى دعوة مفاجئة لحضور مسابقة للسينما القصيرة فى الفسطاط فى درب ١٧١٨ وهو مركز ثقافى به أنشطة مختلفة، فوجدت أعداداً تتجاوز ٣٠٠ شاب وفتاة حضروا لمشاهدة العرض، كلهم مهتمون بالأمر ويأخذونه بجدية شديدة.
المسرح مفتوح وبه حائط أبيض وهى الشاشة أما الأرض فتغطيها النجيلة والشباب يفترشونها وهناك بعض الكراسى وكذلك دكة لمن تخطى الخمسين من الحضور، وأيضاً شاشة أخرى بالخارج لمن ليس له مكان بالداخل.
تعرفت على تفاصيل المسابقة هناك وهى تابعة لمؤسسة دولية غير هادفة للربح وتقام فى عشرات المدن حول العالم والفائز من كل دولة يدعى مع الفائزين من أنحاء العالم إلى أمريكا حيث تعرض الأفلام الفائزة، وأحسن فيلم يعرض فى مهرجان كان الفرنسى العالمى.
فى العام الماضى كان الفيلم الفائز فى مصر للمخرج رشدى نواش، وعرض فيلمه فى المسابقة العالمية ضمن ١٣٠ فيلم من كل أنحاء العالم فى هوليود وفاز بالجائزة الأولى وتم عرضه فى مهرجان «كان».
المسابقة تبدأ بإجراء قرعة علنية يحضرها الجميع وكل يسحب ورقة بها نوع الفيلم المطلوب إنتاجه (كوميدى – دراما – أكشن.. إلخ) وكذلك وجود شخصية محددة كانت الترزى هذا العام وجماد وكان الشبشب، وجملة «فلوسى فين»، وثم على المتقدم مع مجموعته الانتهاء من الفيلم فى ٤٨ ساعة فقط من إجراء القرعة إلى الفكرة والسيناريو والحوار ثم اختيار مكان التصوير والممثلين والمصور والموسيقى ومدة الفيلم من ٤ – ٧ دقائق. وكل شىء محسوب بدقة، هناك أفلام تأخرت فى التقديم ٥ ثوان بعد الميعاد فلم تدخل المسابقة. تقدم ٣٠ فيلماً وتم عرض ٢٥ فيلما التزمت بالشروط. وبالطبع من يريد أن يدخل المسابقة لا بد أن يكون معه مجموعة تساعده عندهم بعض الخبرة فى ذلك.
الأفلام بعضها متميز وجميل وبه فكرة جيدة. المبهج أيضاً هو هذا العدد الهائل من الشباب الواعى المثقف الفاهم الذى يدخل هذه المسابقة. لا أعلم إذا كان هناك دولة فى المنطقة بها هذه الأعداد من الشباب المثقف المهتم، والذى يستطيع أن يصنع فيلماً فى ٤٨ ساعة فقط من الفكرة إلى المونتاج. هذا الشباب يمثل قطاعا من المجتمع المصرى الذى أعطانى الكثير من الأمل وأدخل إلى قلبى السرور، وعرفت لماذا سوف تظل مصر دولة مدنية مهما حدث. إن طبقات الحضارة والثقافة موجوده داخل كل مصرى وتريد فقط من يبرزها بالرغم من أن تكلفة الفيلم معقولة إلا أنها فى غير مقدور الجميع ولكن هناك الآلاف من شباب الكتاب والشعراء يبحثون عن ناشر وقارئ وعلينا أن نفسح لهم المجال.
تحية للشابات والشبان الذين أبهجونى مساء الأربعاء الماضى وأعطونى الأمل والذين من الممكن أن يسعدوا عشرات الآلاف لو طافوا بالقرى وأنا متأكد أن هناك عشرات من الفرق المسرحية الشبابية والفرق الموسيقية التى تحمل روح مصر الحقيقية ويمكنها أن تفعل ذلك. عاشت مصر حرة مدنية بأهلها..
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment