Translate

Tuesday, November 10, 2015

تركت شرم الشيخ وهى تبكى دماً بقلم د. محمد أبوالغار ١٠/ ١١/ ٢٠١٥

قادم أنا من شرم الشيخ وقلبى يقطر دماً وأنا أرى خلال يومين المدينة تخلو تدريجياً من كل زائريها من الأجانب والفنادق تودع السائحين، وإلغاء الحجوزات بكثرة يعلن فى كل مكان، والطوابير إلى المطار بعشرات الآلاف والطائرات القادمة فارغة لتأخذ السياح المغادرين.
المدينة كلها تبكى حزينة على رزقها ومصر كلها تبكى حزينة على أحوالها فها هو باب للرزق يقفل أمام عشرات الآلاف من المصريين الكادحين.
ذهبت إلى شرم الشيخ لإلقاء محاضرة فى مؤتمر الشرق الأوسط للخصوبة السنوى الواحد والعشرين وحضره ما يقرب من ألف طبيب مصرى وعربى بالإضافة إلى الأوروبيين والأمريكان بالرغم من اعتذار بعض الأطباء الأوروبيين خوفاً من الإرهاب والذى بدأ منذ أسابيع، وبعد سقوط الطائرة الروسية اعتذر كثيرون.
شرم الشيخ تبكى ومصر تئن كجزء من هذه المنطقة التى لا تجد هذه الجمعية العريقة مدينة عربية يمكنها أن تعقد فيها اجتماعها السنوى القادم. خلال عشرين عاماً عقد المؤتمر فى برومانة وبيروت فى لبنان وفى القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والأقصر وفى دبى والبحرين وفى أبو ظبى وفى عمان والبحر الميت فى الأردن وفى دمشق وتونس والمغرب. الآن لا نجد بلداً عربياً آمناً يستضيف المؤتمر فقررت الجمعية عقد مؤتمر العام القادم فى قبرص.
بالتأكيد هناك حملة دولية لا تريد الخير لمصر ولكن الأمر ليس بهذه البساطة فهناك حملات دولية ضد كل بلاد العالم بدءاً من أمريكا إلى دول مختلفة فى أوروبا وإلى كل أنحاء العالم ولكن فى النهاية نحن الذين نقرر إذا كنا دولة ناجحة للاستثمار والسياحة وقادرة على الإنتاج والتصدير والاختراع. بدون تعليم جيد وبدون نظام محكم واضح للحد من الزيادة السكانية نحن ننفخ فى قربة مقطوعة، وبدون نظام لسلامة المواطن أثناء قيادة السيارة أو السفر بالطائرة فلا أمان.
بلدى حزينة وأهلها حيارى ماذا يفعلون، أكثر من ثلاثة أرباعهم رفضوا الذهاب إلى صناديق الانتخابات غضباً أو حزناً أو تعبيراً عن فقدان الأمل. لا أحد يريد إضعاف أو إسقاط الدولة ولكن الشعب تغير ولم يعد يقبل إلا الحقيقة والشفافية ولا يمكن أن تفرض عليه القرارات ويريد أن يشارك ولا يبدو أن هناك تغييراً حدث منذ ١٩٥٢ حتى الآن.
حادثة الطائرة الروسية سوف تستمر عالقة فى الأذهان وتؤثر على مستقبل السياحة فى مصر لفترة نرجو ألا تطول. واضح أن الأمن والانضباط فى مصر ينقصه شىء هام هو أن يهتم الأمن بأمن مصر وشعبها وسياحها كما يهتم بأمن الحكام وهو ما لا يحدث حالياً.
أنادى بأن يذهب كل القادرين من المصريين إلى شرم الشيخ فى إجازاتهم لتقليص الخسائر ومنع إغلاق الفنادق.
المدينة جميلة وحزينة تبكى على ما حدث.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment