Translate

Friday, October 11, 2013

السيسى يخوض الانتخابات الرئاسية لعماد جاد بالتحرير 11 اكتوبر 2013




على مدار ثلاث حلقات فى حواره مع ياسر رزق رئيس تحرير جريدة «المصرى اليوم»، شرح الفريق أول عبد الفتاح السيسى حقيقة ما جرى قبيل وبعد الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ باعتباره كان رئيسا لجهاز المخابرات العسكرية وبحكم الموقع كانت لديه معلومات تفصيلية عن حقيقة ما جرى. قدم جزءا منها وحجب كل ما رأى أنه لم يحِن وقت روايته، أو أن الإعلان عنه قد يمس بالأمن القومى المصرى. أيضا قدم السيسى رؤية شاملة وواضحة لكل ما جرى فى عام حكم مرسى، زمن المرشد والجماعة، فسر كل ما جرى من الجماعة بنسقها العقدى وأيديولوجيتها الجامدة، شرح الفرص التى أتيحت للرئيس حتى الثانى من يوليو ٢٠١٣، وكيف أضاع كل الفرص.

روى تهديدات خيرت الشاطر له، رغم كونه وزيرا للدفاع، وهى تهديدات للدولة المصرية، هدد بنشر الفوضى والعنف، لوّح بعمليات إرهابية فى محاولة لإجبار الدولة المصرية على الرضوخ لمشروع الجماعة الأممى. ولعل السيسى كان واضحا عندما لخص ما كان ينتظر مصر فى حال استمرار مرسى فى السلطة بالتأكيد على أن مصر كانت على بعد شهرين من حرب أهلية طاحنة على غرار ما يجرى فى سوريا اليوم، ومن ثم فإن قراره بالاستجابة للإرادة الشعبية كان قرارا لإنقاذ مصر من المصير السورى.

لعل الخبر الأهم والأبرز فى هذا الحوار هو ما جاء فى السطور الأخيرة من الحلقة الثالثة والخاص بالسؤال عن موقف السيسى إزاء الضغوط الشعبية الهادفة إلى إقناعه بالترشح لرئاسة الجمهورية، فقد جاء الرد المباشر مؤكدا أن التوقيت غير مناسب لطرح مثل هذا السؤال، مضيفا «والله غالب على أمره» هذه الإجابة تعنى أن الضغوط الشعبية والتى تشارك فيها قوى سياسية والمطالب الإقليمية من قبل الدول العربية المحبة لمصر وشعبها قد بدأت تؤتى ثمارها، فإجابة الرجل تعنى أنه قطع ثلاثة أرباع الطريق باتجاه قرار الترشح لرئاسة الجمهورية وما تبقى يتعلق بالتوقيت المناسب لإعلان الترشح، وهو أمر مرتبط بخريطة المستقبل التى يجرى تنفيذها.

وبالنظر إلى إجابة الفريق أول عبد الفتاح السيسى عن السؤال الخاص بالترشح نجده وللمرة الأولى لم يبادر إلى الرفض أو النفى، فقط قال إن التوقيت غير مناسب لطرح السؤال، وهو تطور فى موقف الرجل، يعنى أنه بات مقتنعا بضرورة الترشح لرئاسة الجمهورية، فالرجل كان بالفعل يرفض التفكير فى ترشيح نفسه بشكل قاطع، وشهادات المحيطين به وزواره من المسؤولين العرب كانت تؤكد أن الرجل لا يرغب فى ترشيح نفسه، وأنه شخصيا مقتنع بأنه قد أدى ما عليه تجاه مصر بإنقاذها من براثن الجماعة، فقد استعاد الدولة المصرية من حالة الاختطاف التى تعرضت لها على يد التنظيم الدولى، وأنه كان مقتنعا تماما بأن القائد العام للقوات المسلحة المصرية هو المنصب الأسمى له كرجل عسكرى. كما أن قوله «والله غالب على أمره» والتى تصدُر عن رجل مصرى متدين بشكل حقيقى لا مصطنع، تعنى أن الرجل قرر تسليم أمره للخالق، وليكن ما يكون، وهو ما يعنى أن الرجل قد حسم أمره بالاستجابة للرغبة الشعبية العارمة التى تناديه أن يرشح نفسه لمنصب الرئيس فى وقت أعلن أكثر من مرشح رئاسى سابق فيه أنه لن يخوض السباق مجددا لو قرر الفريق أول عبد الفتاح السيسى ترشيح نفسه، قال ذلك عمرو موسى والفريق أحمد شفيق، ووقف فى منتصف الطريق حمدين صباحى، كما أعلن أكثر من رئيس حزب مدنى أنه يدعم الفريق أول وسوف يمنحه صوته فى الانتخابات فى حال ترشيح نفسه (د.محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ود.أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية) وأعتقد أن إبداء الفريق أول نيته فى الترشح سوف يُحْدِث حالة من التأييد الواسع من قِبل الأحزاب المدنية.

وفى تقديرى أن توقف السيسى عن نفى نيته فى الترشح لرئاسة الجمهورية شجع عددا من القادة العرب لا سيما من دول الخليج العربى على بذل المزيد من الجهود لإقناع الرجل بالترشح والتعهد بتقديم حزمة ضخمة من المساعدات الاقتصادية لمصر فى حال ترشح الرجل، فالشعبية التى اكتسبها السيسى تجاوزت حدود مصر لتنتشر فى دول عربية عديدة، انتشرت حاملة معها بث مشاعر طمأنينة على مصر وشعبها، أمن واستقرار منطقة الخليج، ويبدو أن الوعود العربية بتقديم حزمة مساعدات ضخمة لمصر فى حال ترشح السيسى كان لها دور فى قرار الرجل بالتوقف عن رفض الترشح وترك المسألة مفتوحة للتوقيت المناسب.

خلاصة الأمر تحليليا، أن السيسى مرشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة. والسؤال هنا: هل يعنى ذلك عودة إلى الحكم العسكرى أو بروز مخاوف على التجربة الديمقراطية فى مصر؟

No comments:

Post a Comment