Translate

Monday, December 15, 2014

انتبه ياريس.. مصر ترجع إلى الخلف - مى عزام - المصرى اليوم - 13/12/2014



قال الرئيس لا عودة للوراء، مع أن كل المظاهر التي تحيط بنا تصرخ في العيون والآذان: «تيت تيت .. انتبه مصر ترجع إلى الخلف».
دماء الشهداء لم تجف، صورهم لازالت تملأ العيون، ولوعة غيابهم تحرق الأفئدة، ولم يتمكن القضاء من إدانة القتلة، ولا تجريم الفاسدين الذين أجرموا فى حق الشعب على مدى عقود من الزمن، إنهم يفلتون من العقاب الواحد تلو الآخر، ومن يخرج يلبس ثوب البراءة ويسعى لتبييض وجهه وتاريخه، فيشترى بأمواله الحرام منصة إعلامية يتسلل منها من جديد إلى حياتنا ليسممها، الجميع يحاول أن يرتدى ثياب التقوى ويتشدق بحب الخير والخدمة العامة ولا يخجل من الهتاف «تحيا مصر».
أحمد عز، الشريك الأهم فى إفساد الحياة السياسية المصرية قبل ثورة يناير، يعود بقوة المال على صفحات الجرائد محتفلا بعيد ميلاد إحدى شركاته وبجواره زوجته ومحبيه، ويتحدث عن مشاريعه وما قدمه لمصر من خير، ويتم نشر ذلك في صفحات إعلانية مدفوعة عن رعاية مجموعة شركات حديد عز للفريق القومى لكمال الأجسام (وحتى الآن لم يتم إعلان موقف وزارة الشباب ولا الفريق القومى المذكور من هذه الهبة الكريمة، وهل تم رفضها أم قبولها شاكرين مهللين).
المحترم حسين سالم، المتهم بالعديد من القضايا، بعد الحكم ببراءته، تناقلت وسائل الإعلام تصريحاته بأنه سيعود لمصر وسيشارك فى تمويل مشروع قناة السويس، المحترم محمد فودة، خريج السجون، يخرج علينا فى ثوب المصلح الاجتماعى ورجل الخير وبفلوسه يتم تلميعه على قناة النهار، رجل العادلى القوى إسماعيل الشاعر يعلن أنه سيخصص حياته للخدمة العامة وعمل الخير.
الجميع تحولوا إلى ملائكة الرحمة، ثوب التقوى والورع لا يليق بهم، ولكن فى حقيقة الأمر إنهم يعودون بقوة وجرأة شديدة، لا يكلفهم ذلك إلا القليل من الرشاوى الخيرية التى اعتادوا تقديمها لينالوا بها الكثير، وللأسف نشم رائحة خبيثة تفوح من بعض الدوائر الإعلامية المملوكة لرجال أعمال تربطهم بهؤلاء روابط مصالح كثيرة ومودة قديمة.
كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر القيادة السياسية التى بالتأكيد تشعر أنها فى مأزق، فالسيسى لم يقدم نفسه كخليفة لنظام مبارك ولكن كقائد شعبى جاء بعد ثورتين، ثورة يناير الرافضة لنظام مبارك، و30 يونيو المتمردة على نظام الإخوان، ولا يمكن للرئيس السيسى الذى يستمد شرعيته من الثورتين، أن يجرم فى عهده نظام الإخوان ويترك الحبل على الغارب لنظام مبارك ليعود بسطوته متغلغلا من جديد، خاصة أن أتباعه موجودون، وينتظرون فقط اللحظة المناسبة وكلمة السر لينقضوا على النظام الجديد ليجهضوه وهو فى المهد، وأول من سيعانى من لدغتهم هو السيسى نفسه.
فى الفترة التى تلت 29 نوفمبر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى بوستات تحمل معانى اليأس والرغبة فى ترك مصر والهجرة، فالأفضل أن يموت المصرى وحيدا فى الغربة بدلا من أن يموت مقهورا فى بلده، ويئست مع اليائسين ولكنى أيقنت أن الهجرة ليست حلا، لأننا سنحمل أحزاننا أينما ذهبنا وسنضيق يوما بحمل سحارة الذكريات على ظهورنا وسنعود بحنين لمصر من جديد.
والحل أن نبقى، لن نترك طيور الظلام تعود من جديد، لا نظام مبارك ولا الإخوان، وإن كانت مجموعة حقوقية فى نيويورك عندها أمل فى أن يكون حكم محكمة النقض لصالح شمبانزى، فلن نكون أقل منهم إيمانا، بأن يكون نقض حكم براءة مبارك لصالح حرية شعب وأمن بلد ومستقبل شبابها.
وسنظل نردد عن قناعة: «إني اخترتك يا وطنى.. سرا وعلانية».

No comments:

Post a Comment