Translate

Tuesday, December 2, 2014

من كوارث مبارك: الازدهار الإخوانى (١) بقلم د. محمد أبوالغار ٢/ ١٢/ ٢٠١٤

لقد أصبح مبارك حراً، لكن مصر المستقبل تدينه، وإليكم عريضة الدعوى: ٢٥ يناير أنقذت مصر من كوارث مبارك، ومن أهمها كارثة الإخوان التى قد لا نستطيع التخلص منها قبل سنوات طويلة إذا حالفنا التوفيق وتصرفنا بحكمة. كان عصر مبارك فترة خصبة لنمو الإخوان، عددياً واقتصادياً، وسيطروا فيه على التعليم، وصاغوا عقول الآلاف من المصريين، وغيّروا مناهج التعليم، وانتشر المعلمون منهم فى البلاد، وأنشأوا للأغنياء مدارسهم الإسلامية، وسيطروا على النقابات، ومبارك وفرقته نائمون فى العسل، وأقصى ما استطاعوا أن يفعلوه هو القبض على بعض القيادات لفترات مختلفة، وتركوا خلايا الإخوان ذات الكفاءة العالية تنشئ علاقات وثيقة مع معظم المراكز السياسية والحزبية فى أوروبا وأمريكا. بينما الرئيس لا يدرى أن جماعة فاشية قد سيطرت على البلاد بالكامل، وأن التعامل الأمنى وحده لن ينجح. المؤكد أن مبارك قد أدى أعظم الخدمات للجماعة منذ إنشائها.
وقد منع مبارك التنظيمات المدنية كلها من العمل فى الشارع، وسلم مصر للإخوان بدون منافسة، ليقول للعالم إما أنا أو الإخوان، بينما أقنع الإخوان العالم كله بأنهم الوحيدون القادرون على حكم مصر.
لقد أظهرت ٢٥ يناير الإخوان على حقيقتهم، أنهم جماعة فاشية ليس لها ولاء للوطن وللشعب، وإنما عندهم ولاء فقط للجماعة التى تريد أن تحول مصر بتاريخها العظيم إلى ولاية إسلامية، فلفظهم الشعب، ولكن نحن نرتكب بعضاً من أخطاء مبارك. الحل الأمنى وحده لا يكفى، والمصالحة مع الإخوان لن تجدى الآن. الحل السريع هو توحيد الشعب المصرى وقواه المدنية، مهما اختلفنا معها، خلف دولة مدنية، ولاؤها للشعب فقط، وتشجيع التنظيمات الشعبية على النمو لتقف أمام القوى المتطرفة.
هذا يعنى تغيير الخطاب الإعلامى الذى يدافع عن السيسى، بينما هو فى الحقيقة يستفز قوى كثيرة، وقد أدت براءة مبارك إلى التأثير على شعبية السيسى، ونفخت الروح فى الإخوان. هذا الإعلام المسىء، الذى تقوده بعض القنوات الخاصة، يخلق تعاطفا مع الإخوان، ويقوم بخلق أعداء للنظام من قيادات ٣٠ يونيو، وكانوا ومازالوا من أكبر الأعداء للإخوان. أنا لا أتفهم هذا التشويه المتعمد الذى وصل إلى الاتهام بالخيانة لبعض رموز ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
هل نحن مصممون على خلق أعداء من الوطنيين المصريين دون سبب لمصالح شخصية بحتة عند البعض، وتصورات خاطئة عند البعض؟ الإخوان تنظيم أعداده كبيرة، وموجود داخل وخارج مصر، والسياسة التى نتبعها فى الإعلام والأمن تقوى الإخوان وتضعف مصر الوطنية الحقيقية.
يا أيها الحكام أفيقوا قبل أن يجرفنا طوفان الإخوان، بدلاً من أن نترك وجوهاً محترمة ونقية تشرح للناس مشاكل الإخوان وخطورة أن تفقد مصر هويتها، هم يقسمون الشعب ويقوون التعاطف مع الإخوان ويبعدون الشباب الوطنى عن الكتلة الوطنية. الواضح أن ريما رجعت لعادتها القديمة.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment