Translate

Friday, December 12, 2014

ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران؟! بقلم د. وسيم السيسى ١٣/ ١٢/ ٢٠١٤

جاء فى الإصحاح العاشر من سفر يوشع بالعهد القديم: حينئذ كلم يشوع الرب طالباً منه أن تدوم الشمس على جدعون، والقمر على وادى أيلون، فدامت الشمس ولم تعجل بالغروب نحو يوم كامل، ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه الأموريين.
ومعنى هذا أن الأرض توقفت عن الدوران، فتوقفت الحركة الظاهرية للشمس ٢٤ ساعة، وقد خاطب أمير الشعراء الشمس، وسماها أخت يوشع قائلاً:
قفى يا أخت يوشع خبرينا
أحاديث القرون الغابرينا
وفى مؤتمر أبوظبى لتطوير التعليم، صاحبنى رئيس المؤتمر الدكتور علاء جراد إلى إحدى المكتبات الضخمة، اشتريت مجموعة من الكتب، كان أهمها كتاب صدر ٢٠١٤ بعنوان WHAT IF؟
أى ماذا لو؟ لمؤلفه راندال مونرو RANDALL MUNRO
يسأل مؤلف هذا الكتاب: ماذا يحدث لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة، ولكن الغلاف الجوى ظل على سرعته؟!
يقول راندال مونرو إن سرعة دوران الأرض حول نفسها ٤٧٠ ربعمائة وسبعون متراً فى الثانية الواحدة، أى ألف وستمائة واثنان وتسعون كيلومتراً فى الساعة ١٦٩٢/ ساعة، فإذا توقفت الأرض عن الدوران، تهب ريح بسرعة أكبر من ألف ميل/ ساعة، ما بين خط عرض ٤٢ درجة شمالاً، خط عرض ٤٢ درجة جنوباً أى ٨٥% من سكان الأرض يصبحون حطاماً فى دقائق! ذلك لأن ريحاً فوق صوتية SUPERSONIC WIND! تجعل المبانى من حظائر حتى ناطحات السحاب تسوى بالأرض بعد أن تقتلع من أساساتها!
ستكون هذه الريح على أشدها عند خط الاستواء، وأضعفها عند خط بعرض ٦٠ شمالاً أو جنوباً، قد ينجو البعض، خصوصاً إذا كانوا فى أنفاق المترو مثلاً، ولكن فرحة ما تمت فسرعان ما ترتفع درجة الحرارة حتى وإن توقفت الريح، فتموت كل الأسماك، الحيتان، السلاحف، الدلافين وطبعاً الإنسان.
لم يعد هناك شروق أو غروب كل يوم، ولكنه شروق وغروب مرة كل سنة لأن الأرض تدور حول الشمس مرة كل سنة! ووجه الأرض المواجه للشمس ستة أشهر تقتل الحرارة فيه كل كائن حى، بينما الوجه الآخر تنخفض الحرارة إلى درجة التجمد!
ليس هذا فقط! ماذا عن القمر الذى إذا ابتعد قليلاً أو اقترب قليلاً من الأرض كان المد والجذر الذى قد يغرق سفناً؟ ما الذى يجعل القمر فى مكانه؟! إنه دوران الأرض! دوران الأرض حول نفسها يجعل القمر بعيداً عنها، فإذا توقفت الأرض عن الدوران اقترب القمر منها إلى حد مخيف!
أخيراً السؤال الذى يطرح نفسه: هل توقفت الأرض عن الدوران حقاً فى عصر يوشع ابن نون يوماً كاملاً حتى انتهى من حربه مع الأموريين، وكان الله يحارب من أجل إسرائيل؟!
الذين لا يؤمنون بالغيبيات مثل ألبرت أينشتين، زائيف هر تزوج، هيكسلى HUXLY، نتشه، جورج برناردشو، سوف يقولون ما قاله أينشتين: قصص أطفال ما قبل النوم »الأهرام«!
هناك فريق آخر من أتباع مذهب اللاأدرية AGNOSTICS يقولون: لا ندرى إذا كانت الأرض توقفت عن الدوران، وبالتالى حركة الشمس الظاهرية أم لا!
أما المؤمنون بالعهد القديم وما جاء فيه فيقولون: إنها معجزة إلهية، أوقف الله فيها دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس يوماً كاملاً، كما حماها من الأعاصير التى تقتلع ناطحات السحاب، والحرارة القاتلة فى وجه، والتجمد فى الوجه الآخر من الأرض، والله على كل شىء قدير! إنها معجزة كبرى، ولكن المعجزة الأكبر هى دوران الأرض حول نفسها بهذه السرعة، وهذا الثبات.. حقاً ما أعظم أعمالك يارب.

No comments:

Post a Comment