Translate

Monday, February 9, 2015

مذكرات رائعة لفخرى عبدالنور بقلم د. محمد أبوالغار ١٠/ ٢/ ٢٠١٥

قرأت هذا الأسبوع المذكرات المذهلة للقطب الوفدى الكبير فخرى عبدالنور، أحد قيادات ثورة ١٩١٩، وقد أذهلتنى كمية المعلومات الموثقة وغير المعروفة عن السنوات ١٩١٨ - ١٩٢٤. ويحكى تفاصيل محاولة سعد زغلول وصحبه مقابلة الحاكم البريطانى للمطالبة بالاستقلال، وبعد رفضها بدأت حركة توكيلات شعبية لسعد زغلول، ولاحظ الأقباط خلو قائمة التوقيعات منهم، فقام فخرى عبدالنور مع ويصا واصف وتوفيق أندراوس بالتوقيع، وحين سأل جورج خياط سعد زغلول عن مصير الأقباط بعد انضمامهم أجاب «لهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات على قدم المساواة».
وعلى أثر إنذار الإنجليز لسعد باشا بعدم عرقلة تحركاتهم أرسل سعد برقية لرئيس وزراء بريطانيا يحتج بشدة فقبض الإنجليز عليه وعلى الزعماء، وتم نفيهم إلى مالطة، وفى اليوم التالى ٩ مارس ١٩١٩ هبت مصر عن بكرة أبيها فى مظاهرات ثورة ١٩ العارمة وتوقفت فيها الحياة تماماً، واستشهد الكثيرون وبرز فى هذه الثورة شعار سعد زغلول «الدين لله والوطن للجميع». وتم الإفراج عن الزعماء. كل ذلك كان بسبب نشاط لجان الوفد التى شكلها سعد زغلول.
وقد وصف فخرى بك الاستقبال العظيم لسعد باشا عند عودته من أوروبا وزار مقابر الشهداء من المسلمين والمسيحيين وزار البابا كيرلس الخامس والأزهر. وشرح بتفاصيل دقيقة العلاقات بين أعضاء الوفد ممن كانوا يسمون بالمعتدلين والذين كانوا يوافقون على أخذ الاستقلال خطوة خطوة ومهاودة الإنجليز، ومن المتشددين بقيادة سعد والنحاس وصاحب الكتاب، وقد انحازت الأغلبية العظمى من الشعب إلى سعد زغلول ورفاقه، وقال كلمته الشهيرة عن عدلى يكن الذى ذهب يفاوض الإنجليز دون الوفد إن جورج الخامس يفاوض جورج الخامس.
ووصف فخرى بك رحلة سعد باشا النيلية إلى جنوب الوادى ومحاولات السلطة المستميتة فى منع الجماهير من استقباله. ويصف بدقة تفاصيل تحديد إقامة سعد زغلول ومصطفى النحاس وسينوت حنا ومكرم عبيد ورفضوا جميعاً أوامر السلطة وتم نفيهم إلى جزيرة سيشل، وكتب واصف بطرس غالى نداء إلى الأمة باستكمال المسيرة وبدأت معركة طويلة فى عام ١٩٢١ قادها أربع طبقات من الوفد المصرى، تتولى طبقة القيادة بعد القبض على الطبقة السابقة، وقادتها أم المصريين، وقُتل الكثير من شباب المصريين، وكذلك اغتيل عدد من الضباط والجنود الإنجليز، وتمت مقاطعة البضائع البريطانية.
وعاد سعد زغلول فى عام ١٩٢٣ واستقبل استقبالاً أسطورياً، وحتى نعرف كيف كانت مشاركة الأقباط فكان فى هيئة الوفد سينوت حنا وواصف بطرس غالى وجورج خياط ومرقص حنا وسلامة ميخائيل وراغب إسكندر وفخرى عبدالنور ضمن ١٥ عضواً.
كتاب رائع لمصرى وطنى عظيم وهو والد القطب الوفدى المثقف الكبير أمين عبدالنور وجد منير فخرى عبدالنور القطب الوفدى والوزير حالياً.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك

No comments:

Post a Comment