Translate

Monday, March 30, 2015

طلّعى الكمبيالة يا حكومة! بقلم فاطمة ناعوت ٣٠/ ٣/ ٢٠١٥

من جديد، يعودُ الشيخُ ياسر برهامى للمناداة من فوق المنابر على بضاعته البائرة التى لا يملك سواها، صارخًا: «تولّى الأقباطِ المناصبَ حراااااامٌ»! والنبى حوش حوش المناصب اللى نازلة ترفّ على المسيحيين! منذ عقود طوال وهم منسيون فى المناصب الرفيعة، أمصادفةً أم عمدًا؟! فى القضاء والوزارات والمحافظات والمحليات وفى الأوسمة والتكريمات، والتعلب فات فات، وما زال يصرخ: «حرااااااام»! يا أخى حُرمت عليك عيشتك زى ما سوّدت عيشتنا! ما رأيك تُحرّم عليهم الميا والهوا بالمرة، لنتأكد أنك مؤمن، «يا واد يا مؤمن»؟! معلش طالبة معايا «شِعبى» النهارده لأننى للتوّ عائدةٌ من «مناظرة» مع «برهامى» آخر، اسمه «محمد الفزازى» من المملكة المغربية، يشبه برهامينا المصرى فى التكفير والتطرف. الدماغُ الدوجمائى المستغلَق هو الدماغ، والقلبُ الباغضُ للمسيحيين وللمرأة وللعدالة وحقوق الإنسان ولكل الأسويا- هو هو يا عم المؤمن!
الاستثنائيون من المسيحيين، فى مجالات العلوم والسياسة والعسكرية والآداب الفنون دائمًا، وبمحض المصادفة- لا تذكرهم كتبُ التاريخ المدرسية! لكنها تتذكر جيدًا أنصافَ الموهوبين أو أرباعهم ممن يدينون بدين الدولة! ماذا قلتُ؟! وهل للدولة دينٌ؟! أيوا يا سيدى على آخر الزمن طلع علينا من فِجاج الصحارى وأحراش الجدبِ الموحش مَن أفتى بأن للدولة المصرية دينًا! وأن مَن يتبع دينًا غيرَ دين أُمّه (الدولة) «يتحرم م الميراث» ومن المناصب ومن التكريم ومن كتب التاريخ الانتقائية الكذوب! لكن الشاهدَ هو أن الدولة هى التى تَحرِمُ نفسها من كفاءات مهمة، حين لا تنظر إلى «العقل» وتهبط بنظرها إلى حيث «المِعصم»، لترى إن كان هناك صليبٌ أم شِباكُ النبى! ولماذا تخسرُ الدولةُ ولصالح مَن؟! لصالح تُرهات الحاج برهامى وأضرابه، وخوفًا من ضوضائهم وصوتهم العالى ولسانهم الطويل.
ولكن كيف تخشى دولةٌ قوية لسانَ بعض مواطنيها؟ كيف يحدثُ أن يُصدر الرئيسُ قرارًا سياديًّا ببناء كنيسة فى مدينة سمالوط تخليدًا لاسم اثنين وعشرين شابًّا من شهداء مصرَ المسيحيين فى ليبيا، الذين نحرتهم «داعش» المجرمة، وأغرقت مياه المتوسط بدمهم البرىء، فيرفضُ سلفيون أشقياء مصابون بمرض «بُرهاميزم»؟! ليه يا عم بس، دى دار عبادة، عادى يعنى؟! لأ يعنى لأ! يهديك يرضيك يا عمّ المؤمن! قولًا واحدًا: لأ! السبب إيه طيب؟ كده.. غلاسة؟! طب بأمارة إيه يا عم الغلس؟! اسألوا الحكومة هى عارفة واحنا عارفين! صور وجوابات مثلا؟! حاجة زى كده! آآآآه فهمت! وصولات أمانة وشيكات من غير رصيد وكمبيالات وحركات، صح؟! يصمت الأخ برهامينوف، فنعرف أن تخميننا صحيح.
الآن، اللى حصل حصل يا حكومة وربنا حليم ستّار. إحنا بس عاوزين نشوف الكمبيالة دى، يمكن نقدر كلنا نعمل جمعية، ونسدد الدين! طلعى إنتى بس الكمبيالة يا حكومة واحنا رقبتنا سدّادة.

No comments:

Post a Comment