Translate

Saturday, March 7, 2015

هذا الضوء العجيب بقلم د. وسيم السيسى ٧/ ٣/ ٢٠١٥

فى بنى سويف.. قرية بنى ماضى ١٩٢٧، ذبح فلاح بقرة، وجدها مضيئة فى اليوم الثانى لذبحها!
وفى سنة ١٤٩٢ ظهرت اللحوم المضيئة بشكل وبائى فى إيطاليا، كما ظهرت فى فرنسا، تشاءم منها الفرنسيون وأعدموها.
أما روبرت بويل ١٦٧٢ فقد شاهدها وحاول تفسير هذه الظاهرة بالحرارة واتجاه الريح وشكل القمر، وهذا خطأ، لأن الميكروبات لم تكن معروفة فى ذلك التاريخ.
هذا النوع من البكتيريا المضيئة اسمه Bacterum Phosphoreum، وقد تمكن العالم الألمانى موليش من تحضير هذه البكتيريا بشرائح رقيقة من اللحم مبللة فى محلول ملح ٣٪ «تبتل فقط»، وعليها غطاء زجاجى، تحفظ أربعة أيام فى درجة حرارة عشرة مئوية، وقد نجح موليش فى ٦٨٪ من الحالات.
من الطريف أن سير توماس كافندش عاد دون غزو كوبا حين اعتقد أن الكوبيين يحملون المشاعل للهجوم عليه، واتضح بعد ذلك أنها الآلاف من ذبابات النار Fire Flies واسمها العلمى Photinaspiralis أو فوتون اسبيرالس!!
أما فى الحرب العالمية الثانية فقد توهجت الجروح والأربطة عند بعض الجرحى، وكان شفاء الجروح أسرع من الجروح العادية، ذلك لأن البكتيريا المضيئة غير ضارة، جدير بالذكر أن البكتيريا الضارة ٤٪ فقط، أما ٩٦٪ منها فهى مفيدة للإنسان.
هل سمعتم عن البحار المتوهجة فى تكساس؟ اضرب بمجدافك فى المياه.. تتوهج، خذ من هذه المياه فى زجاجة ورجها، تضىء..! تستطيع أن تقرأ على نورها!
هناك ديدان مضيئة.. كشافان أماميان أبيضان، وكشافان فى مؤخرة الدودة أحمران وكأن أنوار السيارات فكرة حشرية وليست بشرية!
هناك أم الخلول المضيئة.. تشتعل أفواه الصيادين عند أكلها.. اسمها Pholos Dactylus استفادت اليابان من القشريات المضيئة فحولتها إلى بودرة، ووزعتها على الجنود، وبقليل منها فى كف الجندى وحكها بالكف الأخرى، يحصل على مصدر ضوئى ينير له الطريق أو يقرأ عليه!
هناك نوع من عيش الغراب المضىء اسمه Pannus، أخذه أحد الرحالة «دراموند» وعلقه فى غرفته فى أفريقيا، رآه الأهالى، خرجوا من غرفة دراموند يصرخون شينجا.. شينجا! أى عفريت.. عفريت!
إن إشارات الموانئ الضوئية، شجرة عيد الميلاد، كلها أفكار حشرية ضوئية ظهرت للوجود قبل أفكارنا البشرية بملايين السنين!
ما هذا الضوء العجيب؟! لا بترول ولا كهرباء ولا محطة ضبعة نووية؟! إنه أمل المستقبل فى الإضاءة النظيفة التى لا تخلف نفايات!
إنه اللوسفرين العجيب Luciferin الذى يطلق الضوء بإنزيم اسمه Luceferaze مخلفاً ماءً فقط.. لا نار ولا حرارة ولا عوادم!! إن وقوده هو A. T. P أو أدينوزين تراى فوسفات! ألا نستطيع أن نحقن لوسفرين فى خلايا العقول الإرهابية لعلها تضىء وتصبح كائنات مضيئة؟!

No comments:

Post a Comment