Translate

Tuesday, March 24, 2015

شركاء حتى آخر سطر! بقلم يسرى الفخرانى ٢٥/ ٣/ ٢٠١٥

لا تغلق عينيك ولا تغلق مشاعرك ولا تغلق أبواب الحياة فى وجه الحياة، قل يا رب خلقتنى لأكون سعيدا وليس لأكون شقيا تعيسا عاجزا جبانا، تأكد أنك قوى، تأكد أنك مبدع، تأكد أنك تستطيع، تأكد أن النجاح والسعادة فى قلبك وليس عليك إلا أن تواجه بهما الحياة، امتلك شجاعة أن تبدأ حياة جديدة، سوف تعانى من تراكم أشياء اقتلاعها من جذورها صعب، لكن بالوقت والإرادة والجهد والإيمان لا يوجد مستحيل، أنت لا تستطيع أن تعيش فى غابة دون أن تهذبها وتنظفها وتُبقى على أشياء وتقضى على أشياء، الحياة غابة تحمى الخير والشر، وتحمل أرضها العصافير والثعابين!
وسر حياتك، أنت أكبر وأقوى من أن تبقى ضئيلا أو تمر على نتيجة الحائط دون أن تلقى تصفيقا تستحقه.
لا أنصحك باليأس ولا الضعف ولا الخوف ولا الانتظار ولا الاستسلام، أنصحك أن تكون نفسك الحقيقية، نفسك التى فقدتها، أنت الذى فقدتها حين قررت أن لا أمل ولا معنى للحياة ولحياتك.
كل يوم من حياتك هو يوم جديد، كل يوم جديد له شمس جديدة وحظ جديد وخير جديد، اليوم هو حياة فى حد ذاته، حياة يجب أن تستقبلها مبكراً وتستعد لها بشكل جيد من أجل الاستفادة منها حتى آخر اليوم، الحياة صفحة صفحة، وكل صفحة يمكنها أن تكون رواية مستقلة نافعة تبدد لك كل نوبات الإحباط وكل غيمات اليأس.
غدا.. استقبله بقلب مستعد لكل الاحتمالات التى تؤدى إلى السعادة، غدا.. يولد أطفال يملأون الدنيا صراخا وضحكات، ويملأون الدنيا ملائكة وصفاء، ويملأون الدنيا أملا وحياة، كل الأشياء تتبدل فى لحظة.. يذهب بشر ويأتى بشر.. تولد أحلام وتموت أحزان.. فكم لحظة فى اليوم.. وكم يوما فى العمر.. وكم عمرا فى الحياة؟
غدا.. ابدأ حياتك من جديد، هذه عبارة لا تصلح عنوانا لفيلم سينمائى.. لكنها تصلح بداية جيدة لإعادة اكتشاف نفسك، إذا كنت مهزوما.. فأنت فارس فى كبوة، وكم من فارس كانت هزيمته أول عزيمة الانتصار!
إذا كنت تعتقد أن حياتك لا قيمة لها.. وأن الأيام متشابهة إلى درجة الملل، فأنت عاشق فى انتظار قصة حب حقيقية تجعلك تعرف أن للقلب معنى، وللمشاعر معنى، ولكل نهار جديد معنى.
الحياة جميلة ولو كره المتشائمون، الحياة صعبة وصعوبتها تمنحها روحاً جديرة بالحفاظ عليها، الحياة هى أن تجد نفسك الضائعة المختبئة، فتصنع منها قارباً من السعادة الحقيقية، الحياة هى مباراة كرة القدم التى يجب أن تفوز بها لتشعر بالنشوة وطعم النصر، وتعرف أنك يمكن أن تفوز بالتعب والعمل والإرادة.
ساذج من يتصور أن حياته لا ثمن لها، وأن هزيمته فيها تساوى انتصاره، ويأسه منها يساوى تحقيق أحلامه، وأنت يا صديقى لست ساذجا ولا أنت ضعيف ولا أنت عابر ولا أنت عادى ولا أنت فاشل ولا أنت مختل أو مجنون. أنت لا تعرف كم أنت ساحر تستطيع أن تفعل أشياء أكثر بكثير مما تتصور.
ابحث عن أحلامك التى فقدتها مهما كانت بسيطة أو كبيرة، عن التفاصيل الصغيرة التى تعتقد أنها تجعل حياتك أكثر سعادة.. هذا المساء اكتب كل هذه التفاصيل على ورقة وتفاوض مع نفسك على أن تبدأ فى تنفيذها خطوة خطوة. حاول أن تعيد الألوان إلى الصورة الباهتة التى توقفت عندها، الألوان هى أحلامك التى سوف تقاوم وتجتهد وتلتزم من أجل تحقيقها.
فى الحياة أشياء كثيرة تستحق أن نعانى من أجل استردادها أو الاحتفاظ بها أو الفوز بمتعتها، من بين هذه الأشياء هواية نسيت أنك كنت تستمتع معها، أو عمل كنت تتصور أنك تجد سعادتك بممارسته، وربما صديق قديم أو أماكن ضيعت الطريق لها، وربما بيت بزوجة وأطفال يفضل أن تعيد النظر فى أفضل طريقة للفوز بأكبر قدر من السعادة بهم.
نحن نملك أشياء كثيرة لا نقدّر قيمتها.. لأننا نملكها.
الحياة هى أحد أهم هذه الأشياء، ولأننا نتصور أنها تعنى أياماً كثيرة.. فندمر هذه الأيام دون شعور بذنب أو خوف أو ألم.. فماذا لو كان ما تبقى من حياتك أياما معدودة.. هل تفرط فيها بهذه السهولة؟
إجاباتك هى مقدمة لما يجب أن تفعله بحياتك من الآن.. على أننا يجب أن نستمر مثل طائرة ورق نرتفع بحكمة وحب.. ونحافظ على التوازن والتحليق.. لكى نظل مثل قرص الشمس المبهر الذى ينتظره الجميع كل يوم.
وتذكر: نحن شركاء فى عالم يجب أن نجعله أفضل، يجب أن يصبح أكثر بهجة، أكثر حبا، أكثر أمانا، لن يحدث ذلك إلا إذا صنعنا معا حلما كبيرا وآمالا عظيمة.

No comments:

Post a Comment