Translate

Tuesday, April 14, 2015

حيرة الرئيس فى حرب اليمن بقلم د. محمد أبوالغار ١٤/ ٤/ ٢٠١٥

تتردد الأقاويل بأن هناك احتمالاً لتلبية نداء السعودية بالاشتراك فى حرب برية استكمالاً للحرب الجوية التى شنتها السعودية بالمشاركة مع حلفائها على اليمن. وبالطبع هناك قلق شديد بين جموع المصريين على المشاركة البرية، وما العمل ونحن قد تعهدنا بحماية الخليج؟
أولاً: الحرب التى شنتها السعودية هى حرب هجومية أساساً على دولة مجاورة، صحيح أن البعض يقول إنها حرب وقائية وهذا قابل للسجال، وقد يكون منطقياً أن نتحرك للدفاع عن أى دولة عربية إذا هوجمت أما إذا كانت هى البادئة بالهجوم فالأمر مختلف.
ثانياً: المصريون عندهم هلع تاريخى من الحرب فى اليمن. لقد ذهب الجيش المصرى فى الستينيات بأعداد قليلة بدعوى حماية الثورة اليمنية، ولكن صعوبة الحرب أجبرت مصر على إرسال آلاف المحاربين، بالإضافة إلى المعدات الحربية، وكانت هذه مقدمة لهزيمة ٦٧ ولن ننسى أبداً شهداءنا والجرحى.
ثالثاً: نحن نعلم أن التحركات العسكرية لابد أن تحيطها السرية، ولكننا كنا نود أن نعلم بعد التنفيذ كم قطعة بحرية شاركت مع بحرية الدول الكبرى المشاركة فى حماية الملاحة فى باب المندب، وكم طائرة شاركت مع السعودية لأن تصريحات كبار المسؤولين السعوديين فى الصحف العالمية تتحدث عن حملة سعودية أمريكية بمساندة الدول الكبرى الأوروبية ولا ذكر لأى بلد عربى.
رابعاً: نحن نعلم أنه لا يمكن تحديد نهاية الحرب، وكيف تسير الأمور، ومدى المخاطر التى قد يتعرض لها الضباط والجنود المصريون، وأننا قد نسقط فى مستنقع لا نستطيع الخروج منه. ولذا يجب أن نعرف هل مشاركتنا فى حرب برية سوف تكون مع قوى أخرى ضمن تحالف، ومن هم أعضاؤه أم سوف نترك وحدنا لنلاقى مصيرنا؟
خامساً: الحرب هى طريقة لتحسين موقفك الاستراتيجى عند التفاوض. هل سيكون لنا مقعد واضح ولنا كلمة على مائدة المفاوضات أم ستكون الكراسى للسعودية وأمريكا ونحن فقط نحارب؟
سادساً: فى غيبة البرلمان هناك صعوبة وحرج شديد عند أى رئيس فى اتخاذ قرار الحرب. صحيح أن مجلس الدفاع الوطنى ومجلس الوزراء يكفون من الناحية القانونية ولكن الأمر صعب.
سابعاً: بالرغم من كل هذه المصاعب إلا أن ظروف مصر الاقتصادية والدعم الخليجى ارتبط بتعهدات على الأقل شفهية بأننا قادمون (مسافة السكة)، والتخلى عن الخليج سوف يضعف موقف مصر السياسى والاقتصادى بشدة ولذا فالأمر شائك.
ثامناً: الأمر شديد الصعوبة عسكرياً وسياسياً، ويجب على مصر أن تلعب دوراً محورياً فى المنطقة، وتمتنع عن الاستقطاب السياسى وتعرف أن أعداء الأمس ممكن أن يكونوا أصدقاء الغد، ونمتنع عن الشخصنة فى الخلاف السياسى، ولا يجب أن تكون المعونات العربية عائقاً عن دور مصر المستقل لاحقاً.
الشعب المصرى يبدو أنه لا يريد التورط فى اليمن، وإذا قررت القيادة غير ذلك فيجب أن يقف الشعب كله وراء جيشه طوال المعركة، وحتى يعود سالماً، وبعد ذلك تأتى المراجعة.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment