Translate

Tuesday, April 7, 2015

الكرة الآن فى ملعب الدولة بقلم د. محمد أبوالغار ٧/ ٤/ ٢٠١٥

اجتمع رئيس الوزراء، بحضور وزير العدالة الانتقالية، مع مجموعة من رؤساء الأحزاب وأعضائها وشخصيات عامة، بالإضافة إلى لجنة قانون الانتخابات. كان رئيس الوزراء واضحاً أنه يريد توافقاً سياسياً حتى تكمل مصر عملية الانتخابات البرلمانية بقانون انتخابات متوافق عليه، ولكن وزير العدالة الانتقالية قال ما معناه: إنه يريد فقط أن يصلح العوار الدستورى فى حكمى المحكمة الدستورية، وهو ما يعنى ضمنياً أن الاجتماع الذى دعا إليه رئيس الوزراء «مالوش لازمة».
الجميع بلا استثناء يريدون الانتهاء من القانون مع مراجعة سريعة لقانون الحقوق السياسية للتأكد من عدم وجود عوار دستورى، وخاصة بعدما أوضح المستشار المحترم على عوض، عضو المحكمة الدستورية السابق، عضو لجنة العشرة التى صاغت مبادئ الدستور بأن الرقابة المسبقة ممكنة، ولكنها صعبة، ولأنها تستدعى تغيير قانون المحكمة الدستورية التى لا بد أن توافق على تغيير قانونها، ثم توافق على الرقابة المسبقة، وهو لا يلغى حقها فى الرقابة اللاحقة.
كانت هناك قلة تريد أن يستمر القانون كما هو، مع تعديل المواد حسب حكم المحكمة، وأغلبية واضحة من الأحزاب المدعوة، وهى الوفد والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى والمؤتمر والتجمع والحركة الوطنية ومصر بلدى والمحافظون والإصلاح والتنمية والصرح- قدموا مذكرة موقعة منهم جميعا لرئيس الوزراء ووزير العدالة الانتقالية تحتوى على ما يلى:
أولاً: تحويل القوائم الأربع إلى ثمانى قوائم، بحد أقصى ١٥ مقعدا لكل قائمة حتى يكون هناك فرصة معقولة للناخب فى الاختيار.
ثانياً: قصر القوائم الثمانى على الفئات التى قرر الدستور أنها تستحق التمييز الإيجابى، لأنه لا معنى، وربما يكون هناك عوار دستورى، فى إعطاء تمييز إيجابى لفئة لم يعطها الدستور هذا الحق.
هذان التعديلان سوف يتسببان فى تحسين الموقف وقصر القائمة المطلقة على مجموعة يبدو أن المشرّع مضطر لإعطائها تمييزاً خاصاً.
الآن الكرة فى ملعب الدولة ممثلة فى اللجنة ورئيس الوزراء، وبالطبع مؤسسة الرئاسة والرئيس، ولى هنا تعليقان:
الأول: إقرار قانون عليه شبه توافق كامل يحقق الاستقرار. والاستقرار تحققه الإنجازات الناجحة، فالاستقرار الذى حققه الرئيس إلى حد كبير كان بسبب إنجازات حقيقية فى السياسة الخارجية، ثم فى المؤتمر الاقتصادى، ولم يكن ذلك بسبب قانون التظاهر، بل على العكس. ونحن نريد استقراراً يحققه التوافق، ولن يستلزم هذا التعديل أى مجهود أو وقت إضافى، ويبدو من تصريحات أعضاء اللجنة أنهم متعنتون، ولا يريدون تغيير شىء.
الثانى: هو أن الرئيس قال أكثر من مرة مخاطباً الأحزاب توافقوا وأنا معكم، وهنا معظم الأحزاب قد توافقت على حل جزئى لا يرضيها تماماً، ولكنه أحسن المتاح حتى لا يضيع وقتاً.
نجاح اللجنة يدعم الاستقرار. والحل التوافقى الدستورى يسير فى هذا الطريق. مصر فى مفترق الطرق الآن. والكرة فى ملعب الدولة.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment