Translate

Saturday, August 16, 2014

الأخوان: من روائع القصص العالمى (١-٢) بقلم د. وسيم السيسى ١٦/ ٨/ ٢٠١٤

هذه القصة من روائع الأدب العالمى، تأثر بها أبوالعلاء فى رسالة الغفران، كما تأثرت بها قصة فيدر، وابن زوجها هيبوليت «أوربيد»، كما تشابهت معها قصة يوسف عليه السلام مع زوجة فوتيفار «التوراة»، ليس هذا فقط.. بل إنها سبقت القصيدة الهندية بخصوص تقمص الأرواح بآلاف السنين!!
هذه القصة الفرعونية الرائعة عنوانها: «الأخوان» وهى تصور الحياة على أنها روح.. هذه الروح قد تأخذ شكل إنسان أو ثور، أو شجرة لبخ، صور متعددة لشىء واحد هو الحياة.
يقول جيمس هنرى برستد فى كتابه «فجر الضمير» صفحة ٣٨٣: هذه القصة الرائعة انتشرت فى فلسطين انتشاراً كبيراً فالتقطها مؤلف عبرانى موهوب، وصاغ منها قصة يوسف! أنا لا أوافقه على ذلك، ويقارن برستد بين قصة الأخوين المصرية، وقصة يوسف التوراتية فيقول: إن عفة يوسف كانت من أجل سيدة فوتيفار، بينما عفة باتا من أجل القيم الأخلاقية.
إنها قصة تصور نزاهة النفس ومتانتها، كما تصور الخيال البديع الذى تأثر به دانتى فى الكوميديا الإلهية أى التحورات.
تبدأ القصة بأخوين.. آنوب الأكبر، وباتا الأصغر.. جميلاً.. قوياً.. كانت الأبقار والأغنام تحبه، وكان الأخوان يحرثان الأرض، فنفدت البذور، أرسل آنوب أخاه باتا لإحضار بذور من مخزن الدار، فقابلته زوجة أخيه التى كانت تشتهيه قائلة: تعال نقض ساعة من مرح فى الفراش، وسوف ننعم كثيراً!
تحول باتا إلى ضبع هائج وقال: ما هذا الذى تفوهت به، وأنت بمثابة أمى، وأخى بمثابة أبى، ما هذه الرذيلة الكبرى، لا تكررى ما تقولين، ولن أكرر ما سمعت! حمل باتا البذور وذهب إلى الحقل.
عاد آنوب إلى المنزل، وجد زوجته تبكى وتقول: باتا ضربنى لأنه أراد أن يراودنى عن نفسى، قلت له أنا بمثابة أمك، وأخوك بمثابة أبيك! إياك أن تجعله يعيش معنا ولا تسمع له كلمة دفاع واحدة!
انتظر آنوب أخاه باتا بسكين وراء الحظيرة، عاد باتا محملاً بثمار الحقل مع الأبقار، همست البقرة فى أذن باتا: أخوك ينتظرك بسكين حتى يقتلك.. اهرب! أطلق باتا ساقيه للريح، واستغاث برع قائلاً: احكم يا رب بين الظالم والمظلوم.
استجاب الله لنداء باتا.. أقاه بحيرة كبيرة مليئة بالتماسيح، لم يستطع آنوب الوصول لأخيه، ناداه باتا: أتيت ورائى لتقتلنى دون أن تسمع ما سيقوله لسانى، أخبرتك زوجتك بعكس ما حدث، بكى باتا، وبكى آنوب.
قال باتا: أنا متجه إلى وادى الصنوبر، حيث أضع قلبى على زهرة الصنوبر، فإن فارت الجعة على جوانب الكوب فاعلم أن مكروهاً أصابنى وأنى فارقت الحياة، ابحث عن قلبى وضعه فى كوب ماء حتى ترتد لى الحياة، وانتقم من المرأة التى أرادت بى سوءاً.
عاد آنوب، وضع التراب على رأسه وقتل الزوجة الخائنة.
ذهب باتا إلى وادى الصنوبر، وضع قلبه على زهرة، أهداه رع زوجة من أجمل الجميلات، جاءت الهاتورات وقلن فى صوت واحد: ستموت هذه المرأة بحد السيف.
أتوقف هنا، وأكمل هذه القصة العالمية الأسبوع المقبل، والسبب أنى حزين جداً ليس لسبب شخصى، ولكن لأن فرحة الناس بـ٣٠/٦ و٣/٧ والحكومة الجديدة آخذة فى الانكماش بسبب: ١- انقطاع الكهرباء. ٢- ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز ومستلزمات الحياة. والشىء المحير: لماذا هذا الظلام الدامس الذى ينسحب على مصر كل يوم؟ نقص الوقود؟ استوردوه! تصدير الوقود لغزة؟ أوقفوه، إخوان؟ ارفدوه! تخريب؟ أعدموه! الأدوية باظت، المحفوظات الغذائية باظت! قال لى أحد الصيادلة: باظ الأنسولين عندى، أردت استبداله من الشركة.. قالوا: باظ عندنا كما باظ عندك! النجدة.. لإنقاذ التفاف الشعب حول الحكم الجديد.. للصبر حدود!!

No comments:

Post a Comment