Translate

Tuesday, August 26, 2014

٢٥ يناير ثورة وطنية ومبارك كارثة كونية (٢) بقلم د محمد أبوالغار ٢٦/ ٨/ ٢٠١٤

لقد كتبت عشرات المقالات فى عهد مبارك تشرح كوارث نظامه، ولخصت مأساة عصره ضمن ثلاثة كتب، ولكن بعد خلع مبارك لم أكتب شيئاً عنه ولم أهتم بمحاكمته ولا كان عندى رغبة فى التشفى منه، رغم كل ما فعله بمصر ولكن ظهرت أصوات كثيرة حديثاً تدافع عنه وتعتبر ٢٥ يناير مؤامرة وأصبح من واجبى أن أذكر المصريين بما فعله مبارك بشعبه خلال ثلاثين عاماً.
أولاً: مبارك قتل الروح والأمل فى المواطن الذى شاهد رئيساً بطىء الحركة والتفكير لمدة ثلاثين عاماً.
ثانياً: قام مبارك بتأسيس دولة عظمى من الفساد السياسى، بحيث كانت عائلته، ممثلة فى زوجته ونجله جمال، تلعب دوراً أساسياً فى السياسة المصرية وكونت شبكة أعوان وصبياناً وخادمين عملوا فى كل المجالات السياسية بدءاً من منصب الوزير والمحافظ وأعضاء مجلس الشعب وبواسطة مجموعة من السياسيين الفاسدين، الذين سيطروا على الحزب الوطنى، وانتشر الفساد السياسى ليصل إلى أصغر موظف فى المحليات وأصبحت مصر فعلاً عزبة فى يد عصابة من المافيا وامتد هذا إلى مجموعة من الإعلاميين الذين ساندوا مبارك وباعوا مصر.
ثالثاً: الفساد الاقتصادى: شارك الرئيس وعائلته فى صنع شبكة فساد قومية هائلة تم فيها احتكار بعض الصناعات وبعض السلع الاستراتيجية وتم توزيع مئات الآلاف من الأفدنة من أراضى الدولة خلقت بليونيرات جدد، وصعبت المنافسة على رجال الصناعة والزراعة والتجارة الشرفاء، فإما أن تنضم إلى شبكة الفساد أو تختفى تماماً. وانتشرت الرشاوى عينى عينك وببجاحة فى طلبها وتمت الغطرشة على حوادث شهيرة ومعروفة بسبب القرب من مافيا الرئاسة، وكانت حادثة العبارة مثالاً بسيطاً لما هو أكبر، ونشر الفساد فى البنوك والصحافة القومية والتليفزيون وكل شىء فى مصر.
رابعاً: غياب الرؤية الاستراتيجية فى مستقبل التعليم والصحة وقضايا مثل الدعم كان يجب اتخاذ قرارات فيها من ٢٠ عاماً وباع الطاقة بأبخس الأثمان إلى الخارج.
خامساً: كسل مبارك أدى إلى أن فقدت مصر دورها الاستراتيجى فى أفريقيا وفى المنطقة العربية وأصبحنا تابعاً لا يساوى شيئاً.
سادساً: لعب مبارك دوراً أساسياً فى إعطاء الإخوان وضع متميز وشعبية فى الشارع المصرى بأن قام بمنع كل الأحزاب من ممارسة نشاط سياسى وقام بمحاولات لتخريب حزبى الوفد والتجمع عن طريق أمن الدولة ومنع إنشاء أحزاب حقيقية ممكن أن تعمل على الأرض لتبدأ فى منافسة الإخوان. ولكنه كان مقتنعاً بإبقاء الإخوان فقط كسلاح ليخيف به الجميع فى الداخل والخارج.
خلاصة الأمر: أين هو الرئيس المخلص الوطنى الذى يقبل أن يستمر ثلاثين عاماً فى الحكم ويشرك عائلته وشلة صغيرة فى إفساد بلد كبير مثل مصر ويرفض حتى أن يتحدث إلى شعبه مساء ٢٥ يناير.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

No comments:

Post a Comment