Translate

Wednesday, August 6, 2014

من النسخة الورقية للوطن يا شيخ الأزهر.. أتحقيقٌ للقبر وإنكارٌ للفكر؟! ثروت الخرباوى

انتشر الإخوان فى جامعة الأزهر انتشار الجراد فى حقل أخضر وأصبح بعضهم عمداء للكليات ووكلاء لها، ولم يصدر شيخ الأزهر قراراً بتشكيل لجنة لبحث الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم للحفاظ على وسطية الأزهر واعتداله!
سيطر الإخوان على هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف عن طريق رجالهم فى الهيئة، وأعطى فضيلته رئاسة تحرير مجلة الأزهر للإخوانى التليد محمد عمارة الذى لا صلة له بالأزهر دراسة أو انتساباً، فحوَّل المجلة إلى نشرة إخوانية، وكتب فيها أيام إعداد دستور الإخوان الأغبر مقالاً كاد فيه أن يجعل دستورهم كتاباً مقدساً؛ حيث وصفه بأنه شبيهٌ بوثيقة الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى المدينة! ثم قام محمد عمارة «الدرعمى» باستكتاب كبار قادة الإخوان فى العالم فى مجلة الأزهر مثل عصام البشير وراشد الغنوشى والإرهابى صلاح سلطان وحلمى القاعود ورسول الشيطان سليم العوا، فضلاً عن فهمى هويدى وطارق البشرى وغيرهما، ولم يقُم شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذا الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من حوَّلوا الأزهر ومجلته إلى شُعبة من شُعَب الإخوان!
بات معروفاً للجميع أن مناهج التعليم الأزهرى فى المدارس والمعاهد الأزهرية تحتاج إلى ثورة تصحيحية؛ فالمناهج القائمة تحتوى على كتب بشعة تجيز أكل لحم البشر والاستنجاء بكتب أهل الكتاب المقدسة! وقد أنتجت لنا هذه الكتب جيلاً من المتطرفين والإرهابيين لا نزال إلى لحظتنا هذه نعانى تطرفهم، ورغم أننا وغيرنا نادينا بتغيير المناهج كثيراً فإن شيخ الأزهر لم يتحرك من مكانه ولم يأمر بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذا الأمر واتخاذ الإجراءات العلمية لتصحيح هذا الوضع المؤسف!
خرج للفتوى كل من هب ودب ممن لا صلة لهم بالعلم ولا بالأزهر، وتسيّدوا على كثير من المساجد، واعتمدوا على لحاهم التى استطالت وعمائمهم البيضاء التى استدارت، فخدعوا البسطاء وأخرجوهم من الفهم الصحيح للإسلام ببساطته وسماحته ورحمته، وكوَّنوا بتُرَّهاتهم جيلاً من الإرهابيين يعيث فى الأرض فساداً، ونتج عن جهالات وفتاوى دعاة الشيطان هؤلاء إلحاد عدد كبير من الشباب، ظناً منهم أن هذا هو الإسلام، فلم يأمر شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للتحقيق العلمى فى الفتاوى الدينية لهؤلاء واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ولكنه وياللعجب قام باستقبالهم فى مكتبه وأحسن وفادتهم وكأنه يعطيهم ويعطى ضلالاتهم الدينية شرعية أزهرية، مع أنهم يهينونه شخصياً ليل نهار!
خرج مفتى الضلال المدعو أبوإسحاق الحوينى على الشعب بالعديد من الفتاوى التى أساءت للإسلام أيما إساءة مثل: «دخول كلية الحقوق حرام، التعليم للنساء حرام، والستات مالهمش فى العلم، رضاع الكبير حلال، اوعى تاكل عند حد بيشتغل فى بنك لأن ماله حرام، لعب كرة القدم حرام، لعب الأطفال بالنبلة حرام، تغطية جدران البيوت بالستائر حرام، العمل فى البريد حرام، قيادة النساء للسيارة حرام، التصوير حرام، والتصوير بالموبايل حرام، النوم على البطن حرام، مهنة الحلاقة حرام إذا كان الحلاق يحلق اللحى أو كان يحلق جزءاً من الشعر، دبلة الخطوبة حرام، النبى، صلى الله عليه وسلم، وضع إصبعه فى فمه وأخذ يمصه أمام الصحابة حتى يعرفوا ما هو الرضاع الصحيح!». فأهان «الحوينى» بما قاله الرسولَ، صلى الله عليه وسلم، وأهان الإسلام كله، فلم يأمر شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذه الضلالات والخزعبلات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد «الحوينى» الذى ازدرى الإسلام!
كان من المفترض أن يبدأ شيخ الأزهر فى إعداد عدته لمواجهة التطرف والإرهاب ووضع الخطط العلمية والفكرية الكفيلة بالقضاء على جذور التطرف وتجديد الخطاب الدينى وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، إلا أن شيخ الأزهر لم يأمر بتشكيل لجنة لإنجاز تلك المهمة التى هى أهم وأخطر مهمة تحتاجها الأمة فى هذا القرن!
قال الكاتب والباحث والإعلامى إبراهيم عيسى، فى أحد البرامج: إنه لا يوجد فى الإسلام ما يسمى عذاب القبر؛ لأن آيات القرآن بخصوصه ظنية الدلالة، ولأن الأحاديث بخصوصه ظنية الثبوت؛ إذ هى أحاديث آحاد لا تقوم عليها عقيدة، وبالتالى فلا ثعبان أقرع ولا حتى بشعر. فكلّف الإمام الأكبر شيخ الأزهر المكتب الفنى بجمع التسجيلات المنتشرة حول إنكار عذاب القبر وذلك لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية!
أصدقكم القول: شيخ الأزهر يخاف من السلفيين ورموزهم، ومن قبل وإلى الآن يخاف من الإخوان، فما قرره فى هذا الشأن هو استجابة للشيخ أبوإسحاق الحوينى عندما «شخط» فيه فى خطبته التى ألقاها فى ليلة القدر من أحد مساجد كفر الشيخ؛ لأنه لا يدافع -كما قال «الحوينى» أكثر من مرة- عن الإسلام، فانتفض شيخ الأزهر التنويرى حتى يتقى غضبة السلفيين، ولكى تتم الفائدة فإننى أنصح لجنة شيخ الأزهر أن تتخذ الإجراءات القانونية ضد الإمام «محمد عبده» لأنه -رحمه الله- أنكر عذاب القبر، وكذلك شيخ الأزهر عظيم القدر الشيخ محمود شلتوت -رحمه الله- الذى أنكر بتاتاً فى كتابه «الإسلام عقيدة وشريعة» وجود ما يسمى عذاب القبر، ولا مانع من أن تتخذ اللجنة نفس الإجراءات المشددة ضد شيخ الأزهر الرائع محمد الخضر حسين -رحمه الله- فهو من المنكرين لذلك العذاب، وأنصحها أن تفعل نفس الأمر مع الشيخ محمود خطاب السبكى -إمام أهل السنة المؤسس الأول للجمعية الشرعية- ولتلك اللجنة أن تختم إجراءاتها بالشيخ محمد متولى الشعراوى -رحمه الله!
يا فضيلة الإمام الأكبر، يا رجل الاستنارة.. نحن لا نحتاج إلى من يبحث فى عذاب القبر؛ فهو أمر مضاف إلى ما بعد الموت، لكننا نحتاج إلى من يبحث فى عذاب الفقر، وعذاب من أفتى بالشر، والأزهر يا مولانا أولى بلجنة تصلح حاله، فأنصحك أولاً أن تجمد قلبك، وأنصحك ثانياً أن تُنهى الخلافات المثارة بينك وبين بعض علماء الأزهر الكبار، فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك.

No comments:

Post a Comment