Translate

Friday, August 15, 2014

تعليق شاهد عيان على رواية اللواء المراسى بقلم محمد أبوالغار ١٥/ ٨/ ٢٠١٤

نشرت «المصرى اليوم» شهادات بعض كبار ضباط الداخلية فى أيام مبارك فى المحكمة، وعلى رأسهم حبيب العادلى. وكانت شهادة اللواء المراسى، مدير أمن الدولة فى الجيزة، متصدرة المشهد، حيث قال إن البرادعى رفع أصابعه بعلامة النصر، وكان هو سبب الهجوم على الداخلية وانهيارها.
سوف أحكى ما حدث بدقة فى يوم ٢٨ يناير. وقفت مجموعة، منها زوجتى وبناتى الاثنتان ود. أسامة الغزالى وزوجته والأستاذ إبراهيم عيسى ود. عبدالجليل مصطفى والدكتور البرادعى والدكتور أحمد الكاتب وآخرون، فى ميدان الجيزة أمام مسجد الاستقامة، وكان الزحام كثيفاً وقوات الأمن المركزى تحاصرنا، وشاهد الدكتور عبدالجليل مصطفى اللواء المراسى على الرصيف على بعد أمتار منا، فقال لى: أنا أعرفه، وسوف أذهب إليه، وفعلاً شاهدت الواقعة، وسمعت الحديث الذى قال فيه د. عبدالجليل: نريد تظاهرات سلمية، ولابد أن تمنع رجالك من الاعتداء على المتظاهرين، فقال المراسى: لن تعتدى الشرطة على الشعب، وفور انتهاء الصلاة انهالت العصيان علينا دون سبب، ونالتنى عصاه على ساعدى، وأُلقيت القنابل المسيلة للدموع بكثافة، فتفرقنا. وما حدث هو أن الدكتور البرادعى كُسرت نظارته، وجذبته مجموعة من الشباب إلى داخل المسجد ومعهم الأستاذ إبراهيم عيسى وابنتى «منى»، وظلوا محاصرين عدة ساعات حتى تم فك الحصار، وكتبت ابنتى تفاصيل دقيقة للأحداث التى دارت داخل المسجد.
أما أنا وابنتى «هنا» فقد حُوصرنا بالشرطة فى الشارع تحت الكوبرى العلوى، وكنا نركض بسرعة فى الشوارع الجانبية قبل نفق الهرم للاختباء من الخرطوش وقنابل الغاز، ونعود مرة أخرى عند توقف الضرب، وصعد بعض الشباب أعلى الكوبرى، وأخذ يرد على الشرطة بالطوب أو إعادة إلقاء قنابل الغاز قبل انفجارها.
ولم أستطع الاطمئنان على زوجتى وابنتى، ولم أكن أعلم أنهما فى المسجد، والتليفونات كانت مقطوعة. وأثناء الجرى فى أحد الشوارع الجانبية شاهدت بالمصادفة الأستاذ محمد الأشقر، منسق كفاية الأسبق، وكان يسكن هناك، ودعانى للصعود إلى منزله للاستراحة والاتصال بالتليفون الأرضى، وشكرته، وعدت للميدان، وقيل لنا من الشباب: إن هناك عدة آلاف من الألتراس قادمين من العمرانية ومن الطالبية، وفعلاً بوصول هاتين التظاهرتين استطاعتا فك حصار الشرطة، واستطعنا الخروج بين أعداد كبيرة من جنود الأمن المركزى الذين كانوا واقفين فى هدوء ومعهم ضابط ملازم ثان وحيد، واختفى كل الكبار من الشرطة. وشاهدت صديقاً طمأننى على زوجتى وابنتى «منى»، وقال إنهما كانتا داخل المسجد، وخرجتا بعد فك الحصار.
هذه هى التفاصيل الدقيقة لما حدث، وواضح أن البرادعى لم يرفع علامة النصر، وأنه قد اختفى محمولاً منذ الدقيقة الأولى إلى داخل المسجد، وأن من بدأوا الاعتداء هم الشرطة فى أول ثانية بأوامر من المراسى الذى كان موجوداً، وأن المتظاهرين استمروا فى معركة مع الشرطة لمدة ساعات دون انتصار أحد، ولكن الذى حسم المعركة هو الألتراس مع جهود شباب الثورة.

No comments:

Post a Comment