Translate

Tuesday, December 1, 2015

رحلة إلى قسنطينة فى الجزائر بقلم د. محمد أبوالغار ١/ ١٢/ ٢٠١٥

ذهبت الأسبوع الماضى إلى مدينة قسنطينة ثالث أكبر مدن الجزائر لإلقاء محاضرة فى تخصصى الدقيق فى مؤتمر الجمعية الطبية للخصوبة هناك. المدينة تم بناؤها على عدد كبير من الصخور، تفصلها وديان عميقة وقد اتصلت هذه الأحياء المختلفة بجسور معلقة مثل الكوبرى المعلق الشهير فى سان فرانسيسكو غرب أمريكا.
المدينة ليست ساحلية وتبعد حوالى مائة كم عن الساحل وهى مدينة جميلة جداً ولكنها تحتاج إلى سيارة للصعود إلى القمم والهبوط إلى الوديان، وهى مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى مائة عام قبل الميلاد.
تأثير فرنسا مازال موجوداً بقوة، فجميع الأطباء يتحدثون مع بعض طوال الوقت بالفرنسية والكثير منهم لا يجيد العربية والبعض من البربر الذين يتكلمون الأمازيجية ومعرفتهم بالعربية ضعيفة للغاية. المحاضرات كلها بالفرنسية والنقاش بالفرنسية وقد تم جمع كل المحاضرين بالإنجليزية مثلى فى جلسة واحدة تواجدت فيها مجموعة للترجمة الفورية من الإنجليزية للفرنسية.
منذ عشرين عاماً كانت اللغة العربية غير موجودة على الإطلاق. الآن الأطفال يدرسون بالعربية حتى الثانوية العامة والجامعة بالفرنسية. ولذا تجد الأطفال فى الشارع والشباب يتحدثون العربية أما فى الطبقات الأعلى فثقافة، فالجميع يتحدث الفرنسية فى المنزل.
هناك حالة عشق وكره فى آن واحد تجاه فرنسا من الجزائر، فهم يتحدثون بحزن عن ثقافتهم التى تم محوها عبر ١٣٠ عاماً من الاحتلال ولكنهم أيضاً يعتبرون فرنسا هى أمهم ويفتخرون بأن البوليس الجزائرى قد أبلغ البوليس الفرنسى باسم ونوايا زعيم الإرهابيين الذين قاموا بالتفجيرات فى باريس ولكن فرنسا لم تفعل شيئاً.
فى غرفة الفندق شاهدت القنوات المختلفة فى التليفزيون وهى حوالى ٥٠ قناة، منها قناة النيل المصرية وهى الوحيدة من مصر ضمن ٢٠ محطة خليجية وعشرات المحطات الأجنبية والتركية وكان واضحاً أن أحداً لا يشاهد القناة المصرية.
وعند الحديث عن تأثير الثقافة والإعلام المصرى، فكل من تخطى الثلاثين من العمر يتذكر بسعادة الأفلام المصرية، أما الشباب فيشاهدون الأفلام والمسلسلات التركية المدبلجة وتلاشى تأثير الثقافة المصرية.
شاهدت كما هائلا من القنوات الخليجية التى تعرض أشياء تافهة وربما تكون مسلية، أين القنوات الخاصة المصرية؟ لماذا لا تشاهد فى الجزائر وغيرها؟ ربما تجذب البعض وتؤثر وتضعنا على الخريطة بعد أن انقرض تأثيرنا.
بعد الحادث الإرهابى البشع فى تونس والذى قتل فيه عشرات من السياح على الشاطئ انخفضت السياحة الأوروبية بدرجة كبيرة، عندئذ قامت تونس بإطلاق نداء للجزائريين للسياحة هناك فذهب حوالى ٢ مليون جزائرى. أين السياحة المصرية المنهارة؟ ولماذا لا تأخذ من ذلك؟ يبدو أننا نايمين فى العسل نوم.
هناك مفاعل نووى لإنتاج الكهرباء بناه الألمان منذ عشرة سنوات.
لاحظت أن الجزائريين لا يتحدثون فى السياسة الداخلية على الإطلاق. هل هذا طبع وتعود أم أنه الخوف من العواقب؟
وبالرغم من أن تعداد السكان يفوق أربعين مليون جزائرى إلا أن المدينة غير مزدحمة بسبب التوزيع الجيد للسكان.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment