Translate

Saturday, December 26, 2015

أى رقم تحتار فى تكراره تجد فى مصر كل أسراره! بقلم د. وسيم السيسى ٢٦/ ١٢/ ٢٠١٥

فى مصر القديمة، كانت بعض الأرقام مقدسة مثل الرقم ٣ والرقم ٧، وقد دخل هذا التقديس على العقائد المختلفة، وظل معنا حتى الآن، هرمس «إدريس عليه السلام» مثلث العظمة «عا.. عا.. عا.. ور»، أوزيريس - إيزيس - حورس، ونحن نقول الآن: والله العظيم ثلاثة، وطالق بالثلاثة... إلخ.
أما الرقم سبعة، فقد كان لآمون سبعة أرواح لحمايته، كذلك أوزيريس، أما حورس فكان له سبعة عقارب لحمايته عند ميلاده.
خلق الله العالم فى ستة أيام واستراح فى اليوم السابع، لذا بنى إيمحوتب هرم سقارة المدرج ست درجات رمزاً لأيام الخلق.
السماوات عند الفراعنة سبع، والسلم الموسيقى سبع، وأبواب العالم السفلى سبع، وفتحات الوجه سبع، والحواس سبع «خمس حواس + القلب + العقل»، الطواف حول هرم ميدوم «الفيوم» سبع، وتحوتى يخطط العالم بصقور سبعة.
كان هناك لوحة اسمها لوحة المجاعة فى الممر الهابط لهرم أوناس فى سقارة «لا نعرف أين هى الآن!» كان مكتوباً عليها أحزان أوناس يقول: قلبى فى غم وعرشى فى حزن، لم يأت الفيضان سبع سنوات، كان أجدادنا يرمزون لسنوات الوفرة بسبع بقرات سمان، وسنوات الندرة بسبع بقرات عجاف قبل يوسف، عليه السلام، بآلاف السنين، كما نجد على الجداريات الصوامع لتخزين الغلال لسنوات القحط.
فإذا قرأنا رؤيا يوحنا فى العهد الجديد، لوجدنا سبعة أرواح أمام عرش الإله، والكنائس سبع، ومنابر الذهب سبعة، والأختام سبعة، والمصابيح أمام العرش سبعة، والخروف له سبع أعين، وسبعة قرون، وشبه إنسان فى يده سبعة كواكب، وعند فتح الختم السابع تجد سبعة ملائكة يقفون أمام عرش الله، ومعهم سبعة أبواق «جمع بوق»، والرعود سبعة.
وقد تأثر عصر ما قبل الإسلام بحكماء مصر «الصابئة» الذين هاجروا للجزيرة فى عصور الاضمحلال «عصر الاضمحلال الأول من الأسرة ٦ حتى الأسرة ١٠»، وعصر الاضمحلال الثانى «الأسرة ١٣ حتى الأسرة ١٦ - الهكسوس»، فكان الابتهال ٧ مرات، الطواف ٧ مرات، السعى بين الصفا والمروة ٧ مرات، رمى الجمرات ٧ مرات، وفى كل مرة ٧ حصوات «جمع حصوة».
أما إخوان الصفا وخلان الوفا فقد أضفوا طاقة كونية على كل يوم من أيام الأسبوع، فقالوا: اعلم أن الساعة الأولى من نهار يوم الأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشترى، والجمعة للزهرة، والسبت لزحل!
أخذ الغرب بهذا التقسيم الفلكى الكوكبى، فأطلق على يوم الأحد Sunday والاثنين يوم القمر Monday، والثلاثاء Mardi أى «مارس» أو المريخ، وفى الإنجليزية Tuesday، ونيوز هو إله الحرب عند أمم الشمال، والمريخ هو كوكب الحروب عند بنى الإنسان، أما الأربعاء فهو لعطارد أى Mercury فأصبح ميركرودى أو ودنيزداى، وأودين هو إله الفنون عند الانجلوساكسون، أما الخميس Judi وهى من جوبتر أى كوكب المشترى، والجمعة لكوكب الزهرة فينوس فأصبح Venderdi أو فرايداى من الربة فريج ربة الحسن والجمال، وأخيراً السبت لزحل أو ساتيرن فأصبح اسمه ساترداى.
هذه هى مصر.. ما من تجربة من تجارب الحكم إلا وسلكتها، وما من مذهب سياسى أو نظام اجتماعى إلا ومارسته وجربته، وما من عقيدة أو عيد إلا وكانت صاحبة بصمة على طقوسه وتفاصيله، وأى رقم تحتار فى تكراره، اذهب لمصر لتجد الحل لكل أسراره!

No comments:

Post a Comment