Translate

Wednesday, June 15, 2016

وحيد حامد: خطر الإخوان ما زال قائماً.. وسأكشف حقيقتهم باعترافاتهم والبعض يريد محاسبة «السيسى» كما لو أنه تسلّم «سويسرا» - الوطن - 15/6/2016


 وحيد حامد: خطر الإخوان ما زال قائماً.. وسأكشف حقيقتهم باعترافاتهم والبعض يريد محاسبة «السيسى» كما لو أنه تسلّم «سويسرا»
الكاتب الكبير وحيد حامد
من جديد يعود الكاتب الكبير وحيد حامد إلى الدراما التليفزيونية من خلال الجزء الثانى من مسلسله «الجماعة»، الذى قدم الجزء الأول منه قبل 6 أعوام، ويواصل فى هذا الجزء كشف حقيقة الجماعة الإرهابية وجذور العنف والتطرف المتأصلة فى تكوينها منذ البدايات، الأمر الذى جعله يجزم باستحالة نجاح محاولات المصالحة التى يتم المطالبة بها الآن من البعض.
الكاتب الكبير لـ«الوطن»: أصبحنا نعيش فى دولة دينية بثياب مدنية.. وأفكر فى «استراحة محارب»
وحيد حامد الذى تصدى منفرداً منذ بداية التسعينات للتطرف الدينى فى أعماله، بات يرى أن المجتمع المصرى يعيش حالة من التدين الظاهر على اللسان فقط وليس فى القلب أو العقل، على حد تعبيره.
فى حواره لـ«الوطن» يتحدث الكاتب القدير عن رؤيته لفترة حكم الرئيس السيسى بعد مرور عامين، كما يتطرق لحال الإعلام المصرى ووضعه بعد ظهور التكتلات والتحالفات على الساحة الإعلامية، ويطالب بضرورة تجديد الخطاب الإعلامى ليتناسب مع المرحلة الجديدة التى يعيشها الوطن.
كما تحدث عن الدراما الرمضانية ورأيه فى الأعمال المعروضه، ومنها مسلسل «ليالى الحلمية» فى جزئه السادس، واعتبر أن الأعمال الدرامية فى غالبيتها ما هى إلا وعاء للإعلانات التى صارت تغرق الفضائيات بمواد يرى غالبيتها فجة وسمجة ولا ينبغى أن تطل على المشاهدين فى الشهر الكريم أو فى أى وقت آخر.
وإلى الحوار:
■ بعد عامين من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.. كيف تقيّم التجربة؟
- البلد يشهد تغييراً حقيقياً «رغم أنها غرقانة فى المشاكل»، فهو يسعى لفعل كل ما هو صواب، ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وبالتالى هناك إنجازات تتم على أرض الواقع لا يمكن إنكارها، ولكن حكم الدولة لا يقتصر على إقامة مشاريع فقط، وينبغى القيام بأمور كثيرة مثل محاربة الفساد، وهو أمر يستغرق وقتاً طويلاً، وأن يتم تغيير المفاهيم البالية السائدة، التى تشبع بها الناس، وأن يعيد للدولة المصرية مكانتها على المستوى الدولى، وبالنسبة للعامين الماضيين، فيكفى أن هذا الرجل حتى الآن ضد الفساد بجدية شديدة جداً، إلى جانب تمتعه بطهارة اليد، وأنه حتى هذه اللحظة ليس لديه «شلة»، وفى النهاية لا بد للناس أن تركز فى أمر مهم جداً، وهو أنه إذا كان «السيسى» تسلم البلد «وهى واقفة على رجليها» كان حسابنا له سيكون أكثر شدة، ولكن الكل يعلم أنه تسلم بلداً محطماً، ومع ذلك لا يريد البعض الاعتراف بذلك، ويرغبون فى محاسبته كما لو كان تسلم «سويسرا» وليس دولة مهدمة.
■ وهل ترى أن أداء الحكومة يساعده فى إنجاز ما يصبو إليه؟
- جميع الحكومات السابقة لم تكن مستقرة، وإذا شعرت هذه الحكومة بالاستقرار، فمن الممكن أن تساعد رغم أنه بها مجموعة من الوزراء ذوى كفاءة ضعيفة.
■ كيف رأيت رفض الحكومة إلغاء الحبس فى قضايا ازدراء الأديان؟
- الأمر فى مجمله يُنظر له بطريقة خاطئة، ففى البداية ينبغى أن نضع القواعد التى يتم على أساسها تحديد مفهوم ازدراء الأديان، فالمنطقى أن نحدد طبيعة الجريمة وحدودها قبل أن نتحدث عن عقوبتها، وهو ما لم يتم تحديده حتى الآن، ولا يمكن بكل حال من الأحوال أن أعتبر أن إبداء الرأى ازدراءً للأديان، ولكن الازدراء يتم علناً فى شوارع مصر يومياً وبشكل مستمر، من خلال انتشار لفظ سب الدين، ولا أحد يُعاقب على ذلك، فى حين تتم محاكمة كاتبة مثل فاطمة ناعوت على إبدائها لرأيها بشأن ذبح الحيوانات فى عيد الأضحى، رغم أنها لم تتحدث عن سيدنا إبراهيم أو سيدنا إسماعيل فى شىء، ولم تعترض على فعل الأضحية نفسه، ولكنها استنكرت الذبح وانتشار الدماء فى الشوارع، الأمر نفسه يتعلق بإسلام بحيرى الذى أتفق معه فيما قاله الكثير من المشايخ، والذين اجتهدوا فى التفكير فيما يتعلق باجتهادات بشر مثلهم، ولم يتعرض أحد للنصوص المقدسة. 
إحنا عارفين «إبسوس» بتعمل أبحاثها ازاى واختيارهم لقناة إخوانية غريب.. والأكثر مشاهدة عندهم مش موجود على «الريسيفر».. وإبداء الرأى ليس ازدراء للأديان.. الناس تسبّ الدين علناً فى الشوارع ولا يحاسبها أحد.. و«ناعوت» تحاكم لأنها تحدثت عن ذبح الحيوانات
■ ما تعليقك على الحملات التى قام بها حى العجوزة لضبط المفطرين، التى أثارت جدلاً كبيراً؟
- للأسف أصبحنا نعيش فى دولة دينية بثياب مدنية، والمشكلة أن الدين أصبح على اللسان وليس فى القلب والعقل.
■ كيف رأيت قرار جهاز حماية المستهلك بوقف 4 إعلانات بدعوى عدم احترامها للتقاليد وللذوق العام؟
- أعتبره قراراً صائباً، فبعض الإعلانات التى تذاع مؤذية، وبعضها به قدر كبير من الفجاجة والسماجة، وهناك إعلانات بها قدر من البهجة والإبداع والخيال، وهذه مرحب بها، ولكن المبالغة فى الإعلانات فى بعض الأحيان تحقق هدفاً عكسياً وتجعل الجمهور ينفر من المنتج المعلن عنه، وبشكل عام هجوم الإعلانات الشرس فى شهر رمضان وتكرارها بشكل ملح ولافت يسبب نفوراً عند الجمهور، خاصة إعلانات التسول، التى تحمل مبالغة شديدة غير موجودة فى الواقع، بغرض استجداء الناس وابتزاز مشاعرهم، فمثلاً الحملة الخاصة بأحد المستشفيات الكبيرة، الذى تكلف ملايين الجنيهات، ألم يكن من الأفضل أن يدعم المرضى بتلك الملايين، ولكن من الواضح أن المسألة بها الكثير من الأسرار التى نجهلها فى هذا الأمر.
■ وأين دور الرقابة فى تصورك؟
- لم يعد لدينا رقابة بالمعنى الحقيقى، وهذه كارثة فى تقديرى، وأنا ضد من ينادى بإلغاء الرقابة، فهى من المفترض أن يكون لها دور فى الحفاظ على الذوق العام باعتبارها رقابة مستنيرة، وأن تقوم على سبيل المثال بمنع أى إعلان خادش للحياء أو فج أو مبالغ فيه، والأمر نفسه ينطبق على المسلسلات التى تغيب عنها الرقابة، فيتم السماح بعرض محتوى قد يتناسب مع السينما ولكنه لا يصلح للتقديم فى الدراما التليفزيونية التى تدخل كل المنازل ويشاهدها جميع أفراد الأسرة بشكل مستمر، لا بد أن تكون هناك رقابة مستنيرة واعية تصنع حالة من الانضباط.
■ وهل للرقابة دور أيضاً فى الحد من برامج المقالب أيضاً؟
- هذه البرامج ينبغى ألا تُقدم من الأساس، فهذه النوعية التى يقدمها رامز جلال، ومستنسخاته، لا يقع اللوم بالقدر الكافى على رامز أو مقلديه، ولكن اللوم يقع على الفنانين صغار النفوس، الذين بداخلهم جشع ونهم وعدم احترام لذاتهم لكى يقبلوا أن يكونوا مادة للسخرية والاستهزاء، وهو أمر مهين ومزرٍ وكل من يشارك فى مثل هذه البرامج إنسان غير سوى، فالإنسان الذى يقبل على نفسه أن يهان نظير تقاضى أجر فهذا إنسان غير سوى ومريض ويجب أن يعالج، وهذا بالنسبة للفنانين الذين يشاركون فى البرنامج جميعهم، ولا أستثنى أحداً منهم، ولن أقتنع بفكرة أنهم لا يعرفون حقيقة البرنامج الذى يقومون بتصويره من البداية، النقطة الأخرى تتعلق بالجهة المنتجة أو جهة البث، فمن المفترض أن أى قناة فضائية لا يمكن لها أن تسعى لتدمير المجتمع أخلاقياً ونفسياً، ومن الواجب عليها فحص المواد التى يتم بثها على شاشتها وقياس تأثيرها السلبى قبل الإيجابى، ومثل هذه البرامج تأثيرها سلبى وتتمتع بقدر كبير جداً من السخافة المتناهية، وبها كم هائل من «قلة الأدب»، وحرص هذه القناة على عرض مثل هذا البرنامج فى تقديرى أمر غير طبيعى، وإنما يقف وراءه فكرة تدميرية إما أنها تسعى لزرع ثقافة جديدة أو تسعى لمحو ثقافة أصيلة، وأنا أرى أن بعض القنوات لها أهداف سياسية بالدرجة الأولى، وهذه البرامج الغرض منها صنع حالة من الغيبوبة لدى الجماهير، وأعتبرها مثل المخدرات بالضبط.
برامج المقالب تتمتع بقدر كبير من «السخافة وقلة الأدب» وكل الفنانين المشاركين بها قبلوا الإهانة نظير المال
■ وما تفسيرك لنسبة الإقبال على هذه البرامج؟
- لا تحدثنى عن نسب المشاهدة التى تصنعها القناة بنفسها من خلال شركات استطلاعات الرأى التى تضع تقاريرها على طريقة «مين يشهد للعروسة»، وإن كان هناك نسبة عالية من المشاهدين وأغلبهم من البسطاء يعتقدون بأن الضيف لم يكن يعلم شيئاً من البداية عن المقلب، والحقيقة أن هؤلاء ضحايا تمثيلية رديئة، فالضيف يساهم فى خداع الجمهور وفقد احترامه وأهان نفسه، وينبغى أن يمتلك الجمهور الوعى بتلك التفاصيل، وأن ينظر بسخط تجاه الفنان الذى يشارك فى مثل هذه البرامج وأن يسقطه من نظره ومن حساباته.
■ كيف رأيت تقرير شركة «إبسوس» الأخير الخاص بنسب مشاهدة القنوات؟
- عندما تقوم بترويج أو ادعاء أن هناك قناة فضائية هى الأكثر مشاهدة، فأنت تدعمها وتدعم برامجها، وتسعى لتحويل الأنظار إليها، لكن هذه الأبحاث «إحنا عارفين هى بتتعمل إزاى»، واختيارهم لقناة «مكملين» الإخوانية لتكون فى قائمة الأعلى مشاهدة أمر غريب، فالمثل يقول «الكدب مالوش رجلين»، وإذا سعيت للبحث عن تلك القنوات على الريسيفر فلن تجدها متاحة، فكيف تكون إذن الأعلى مشاهدة، هذه الأبحاث والاستطلاعات يتم تزييفها على طريقة تزوير الأصوات الانتخابية وغيرها، وإذا أردت معرفة استطلاع الرأى الحقيقى انتظر لما بعد شهر رمضان، وتابع ردود وانطباعات أفعال الناس البسيطة وستتمكن وقتها من معرفة القنوات الأعلى مشاهدة.
■ بعض الخبراء ينادون بضرورة تدخل الدولة وإقامة مركز وطنى لقياس المشاهدة؟
- ولماذا تتدخل الدولة فى مثل هذا الأمر، ليس من المفترض أن تقوم الدولة بكل شىء، وهل لم تعد لدينا القدرة كأشخاص وشركات خاصة على إنشاء شركة أمينة لاستطلاعات نسب المشاهدة، ونحافظ على سلامة نتائجها من هذا العبث الذى تديره تلك الشركة. 
الخطاب الإعلامى الحالى يحتاج تجديداً.. والقائمون على المشهد لا يحسبون الأمور بشكل صحيح لأن التوسع فى القنوات الفضائية شتت المشاهد
■ هل ترى أن التكتلات والتحالفات التى جرت فى سوق الفضائيات تمهد لإعادة صياغة المشهد الإعلامى؟
- القائمون على المشهد الإعلامى غير قادرين على حساب الأمور بشكل صحيح، فقدرة المشاهد تتوقف عند حد متابعة قناة أو اثنتين أو ثلاث على أقصى تقدير، وهذا التوسع الشديد فى القنوات خلق حالة من التشتيت من الناحية الفنية والفكرية، لأن لكل قناة أولويات وتوجه وأجندة خاصة، وخلق التنافس مساحة من التجاوزات تطالعنا بشكل يومى فى الفضائيات، وفى تقديرى أن الخطاب الإعلامى فى حاجة إلى تجديد، مثلما نادينا من قبل بتجديد الخطاب الدينى، فإذا نظرنا إلى كل القنوات الفضائية التى تبث موادها يومياً لن نجد بها أى برامج ثقافية، وهذا أمر مؤسف، فخريطة أى قناة لا بد أن تحتوى على جرعة ثقافية، فأى قناة ينبغى أن يكون من أهدافها الارتقاء بالذوق العام وتهذيب الفكر، وليس الربح التجارى فقط، ففى دولة نامية مثل مصر، ينبغى أن يكون للإعلام دور فى تغيير ثقافة الكسل والتواكل والأفكار السائدة والبالية التى سيطرت على المجتمع لسنوات طويلة وأعاقت تقدمه، وقد تألمت كثيراً من فكرة إصرار الناس على الغش فى الامتحانات، والتكريس للغش كقاعدة ومنهج، فعندما يسعى بعض أولياء الأمور لترسيخ فكرة الغش لأبنائهم وتحليلها، وهذا فى تقديرى قمة المأساة، التى لا يملك أحد التصدى لها سوى الإعلام بخطاب مستنير وواع، يجب على الإعلام الذهاب بنا لمناطق النقص والتعرض لها وتحليلها، من خلال تقديم محتوى برامجى راق.
■ كيف قرأت تراجع عدد المسلسلات الدرامية هذا العام فى رمضان إلى 28 عملاً فقط؟
- أرى أن هذا العدد من المسلسلات كبير جداً رغم تراجعه عن العام الماضى، فالمشاهد لا يقوى على متابعة أكثر من 5 مسلسلات، وهذه المسلسلات لا أعتبرها أعمالاً فنية بقدر ما هى وعاء لبث الإعلانات، ولا يصلح أن تقدم دقيقتين من المسلسل وأمامها 5 دقائق إعلانات، وهذا فى تقديرى إهانة للمشاهد وعدم احترام له، وأرى أن الأعمال الجيدة هى التى ستبقى فى الذاكرة بعد انتهاء رمضان، وهى لن تتجاوز 5 أعمال فى تقديرى، ومن مشاهداتى الأولية أستطيع أن أقول إن هناك مسلسلات لم تكن لتصلح أن تعرض فى رمضان، أو أن تقدم من الأساس بهدف ملء فراغ الوقت على الشاشة.
«الجماعة 2» لن يتضمن واقعة الاتحادية.. ولكن هناك عملاً آخر لهذه الأحداث
■ هل تابعت الجزء السادس من مسلسل «ليالى الحلمية»؟ وما تقييمك له؟
- هذا العمل ظلم نفسه بادعاء الانتماء لأسامة أنور عكاشة ومسلسله الشهير، فصناع هذا العمل كان يمكن لهم أن يقدموا المسلسل تحت أى مسمى آخر، ووقتها كان من الممكن أن يكون جديراً بالمنافسة، ويحصل على حظه من النجاح بالقدر الذى يستحقه، ولكنهم ظلموا أنفسهم، واعتمادهم على اسم «الحلمية» نقطة ضعف فى تفكيرهم، وأنا أقولها علناً، أيمن بهجت قمر مؤلف وشاعر جيد جداً، واستطاع بالفعل تحمل عبء أعمال جيدة قدمها من قبل، ولكن بيت الشعر يقول: «ليس الفتى من يقول كان أبى.. ولكن الفتى من قال ها أنا ذا»، وأقول له إذا أردت أن تصنع نجاحاً فعليك أن تصنعه «بدراعك من غير ما تتلزق فى حد»، وأرى أنه كان من الأولى له أن يعيد تقديم أى من أعمال والده الشاعر والكاتب الكبير بهجت قمر، ومنها الكثير الذى يصلح لإعادة التقديم، ووقتها يتمكن من أن يقول أنا أيمن بهجت قمر بدلاً من أن يذهب ليتمسح فى كاتب آخر مثل أسامة أنور عكاشة عليه رحمة الله.
■ صرحت من قبل بأن الفنان عادل إمام عليه أن يعتزل الدراما.. فهل ما زلت عند رأيك؟
- هذه التصريحات تم تفسيرها بالخطأ، فرأيى أن المبدع الحقيقى لا يعتزل، ونهاية الفنان الأصيل تكون نهاية الإنسان الطبيعية، فيظل يبدع حتى آخر رمق، والدليل أن عادل إمام ما زال يحقق نسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن نوعية العمل.
■ ما تعليقك على الجائزة التى أعلنتها وزارة التضامن للأعمال التى لا تتضمن تدخيناً أو إدماناً؟
- هذا شىء مرفوض، وأسلوب خاطئ، فالدراما نابعة من الواقع، وبالتالى لا يمكن أن نتجاهل بعض الضرورات الدرامية التى تفرض فعل التدخين داخل العمل، وهنا لا يجب أن يتم الموضوع بالأمر المباشر أو بالإغواء، وبالتالى ينبغى على وزارة التضامن توجيه هذه الميزانية المرصودة للجائزة إلى حملات للتوعية.
■ ماذا عن تحضيرات الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»؟
- انتهيت من كتابة حلقاته كلها، وتتم الآن التحضيرات النهائية مع المخرج خالد مرعى، ومصمم المناظر أنسى أبوسيف، والموسيقار هشام نزيه للبدء فى التصوير عقب عيد الفطر مباشرة، وما زلنا فى المرحلة النهائية الخاصة بترشيح باقى الممثلين، واستكمال باقى عناصر العمل، خاصة أن اختيارات الممثلين صعبة جداً، خاصة أن الجزء الثانى مختلف عن الأول تماماً، ويتعرض لمرحلة تاريخية مغايرة، والشخصيات الرئيسية للعمل ستكون سيد قطب، وحسن الهضيبى، وجمال عبدالناصر، والملك فاروق، وعمر التلمسانى، وزينب الغزالى.
■ اختيار ممثل للقيام بدور عبدالناصر ألا ترى أنه يشكل أزمة؟
- نحن نقدم جمال عبدالناصر فى الأحداث منذ أن كان عمره 33 عاماً وحتى أن صار رئيساً، وما زلنا فى مرحلة البحث، ومن الممكن أن يلجأ المخرج خالد مرعى لاختيار وجه جديد، فنحن لا نبحث عن النجم بقدر ما نسعى لضم الممثل الجيد، الذى يقدم الدور كما ينبغى، فنحن لا نختار سوى الممثل المناسب بصرف النظر عن نجوميته، فأنا لا أريد أن أن أنجح بالنجم، أريد أن يشاهد الجمهور المسلسل لا أن يشاهد النجم، أبحث عن الممثل القادر على إيصال الفكرة وحمل العمل وتقديمه للجمهور بصورة جيدة كما ينبغى. 
صنّاع «ليالى الحلمية 6» ظلموا أنفسهم.. وأقول لأيمن بهجت قمر: «اصنع نجاحك بدراعك بدون ما تتلزق فى حد»
■ هل ستنطلق الأحداث من حادث معاصر مثلما قدمت فى الجزء الأول؟
- لن يسير الأمر بهذه الطريقة فى الجزء الجديد، فسنبدأ السرد منذ الفترة التاريخية التى تمثل خلفية الأحداث، ولن نتطرق للواقع، أما ما تردد بشأن تقديم أحداث الاتحادية فى العمل، فهذا غير صحيح، وإنما ستكون تلك الأحداث محوراً لعمل آخر بعيد تماماً عن مسلسل «الجماعة».
■ هذا يعنى استمرارك فى مواجهة «الجماعة الإرهابية» ومحاربتها بالدراما؟
- كل كاتب له مشروعه الخاص الذى يعمل عليه، ووقت أن تصديت فى أعمالى منذ بداية التسعينات لفكرة الإرهاب والتطرف الدينى، كان الجميع يخشى من التطرق لتلك المنطقة، وعند نجاح أعمالى دخل الجميع على نفس الخط، وباتت لهم رؤية مختلفة وجديدة فى هذه القضية، وكل هذا تم بعد أن فتحت الطريق لذلك، وبوجه عام فإن القضايا التى تهم الوطن وتشكل خطراً عليه تلقى اهتماماً من الجميع سواء كان كاتباً أو مخرجاً أو مواطناً عادياً، وأنا أرى أن خطر الإخوان لا يزال قائماً، وأرى أن الجماهير العادية ما زالت تجهل حقيقة الإخوان بالصورة الكافية، ومن هنا رأيت ضرورة تعريفهم بحقيقة تلك الجماعة دون أن أجور عليهم أو أتهمهم بالباطل، فكل ما أقدمه من تاريخهم ومن كتبهم واعترافاتهم.
■ وهل ترى أن شعبية الإخوان فى الشارع قد انتهت بشكل نهائى أم أن هناك بقايا تعاطف معهم؟
- التعاطف مع الإخوان كان قائماً منذ فترة طويلة، وكان المواطن البسيط يرى أنهم جماعة من الأشخاص الطيبين ولم يرَ منهم شيئاً سيئاً، إلى أن رأينا كل ما هو سيئ، ولا أتصور أنه من الممكن أن يتغير الشخص الإخوانى أو يترك إخوانيته، وبالتالى لن يجد التعاطف الذى كان يتمتع به فى الماضى مع جماعته، خاصة مع كل الأفعال والجرائم التى ارتكبوها.
■ وما الأعمال التى تخطط لها بعد «الجماعة 2»؟
- حصلت على حقوق تقديم رواية «قيس ونيللى» للروائى الراحل محمد ناجى، والحقيقة أننى مفتون بها جداً، ولكنى لم أحدد حتى الآن هل سأقدمها فى قالب مسلسل أم فيلم سينمائى، وربما أحدد ذلك فى الفترة المقبلة.
■ هل فكرت فى كتابة مذكراتك؟
- فكرت.. وربما أسعى لتقديمها فى الفترة المقبلة إذا منحنى الله العمر، خاصة أننى أفكر فى الحصول على استراحة مقاتل.
■ ولكنك أشرت من قبل إلى أن المبدع لا يتوقف عن الإبداع حتى النهاية؟
- الأمر يختلف من شخص لآخر، فأنا أحب أن يرى الجمهور آخر عمل لى على درجة عالية من الجودة، أفضّل أن يكون آخر أعمالى هو أقواها.
■ وهل حددت موعداً لتلك الاستراحة؟
- دعنى أتحدث بصراحة، أنا مريض بالقلب، وهذا المرض به مفاجآت، والأزمات تطاردنى من حين لآخر، وبالتالى لا أعلم إذا كنت سأكمل يومى أم لا، وبالتالى لا أخطط للأمر كما تتخيل، والحمد لله ما زال رأسى عامراً بالخيالات، ولا أتوقف عن الحلم أبداً، والأفكار لا تتوقف عن التحليق فى ذهنى، ولكن فى النهاية لا بد أن أؤمن بالقضاء والقدر.
■ هل تخشى الموت؟
- وقت أن كنا شباباً كنا نكره الموت ونخافه، وربما كنا نتمنى حياة أبدية، ولكن بعد إعمال العقل، والنظر إلى الحياة برؤية صائبة، وقتها فقط ندرك أهمية الموت، بالقدر الذى يتساوى مع أهمية الميلاد، وهذه أفكار بعيدة عن الفلسفة، ولكنها حقيقة واقعة، فالشيخوخة تهين الإنسان ووقتها يأتى الموت رحمة له.

No comments:

Post a Comment