Translate

Saturday, June 4, 2016

تلك الوجنة السكران رائيها.. هل لديك يا رضوان تفاح يحاكيها؟ (١-٢) بقلم د. وسيم السيسى ٤/ ٦/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

بدعوة كريمة من أ.د.على النفيلى، أ.د.رقية عبدالشافى البنا، أ.د.وفاء قنديل، أ.د.عزة محمود بالمركز القومى للبحوث لإلقاء محاضرة بعنوان: الغذاء داء ودواء، أردت أن تكون محاضرة غير تقليدية، قلت: الغذاء ليس فقط داء ودواء بل صحة وجمال!.
العلم لا يكون علماً إلا بالأرقام، والسمنة تكون سمنة إذا كان الـB.M.I وهى الحروف الأولى من BODY MASS INDEX فوق الـ٣٠ أما من ٢٥ إلى ٣٠ فهى زيادة فى الوزن لأن معامل الوزن الطبيعى هو من ١٨ إلى ٢٥، وحتى تعرف كيف تأتى الـB.M.I عليك أن تقسم وزنك على مربع طولك بالمتر أى إذا كان طولك ١٧٠سم فيكون مربع طولك (١.٧). السمنة أشد خطراً من السرطان، والعمر يتناسب تناسباً عكسياً مع قطر الخصر «الوسط». فى عام ١٩٩٤م اكتشف العلماء هورمونا داخل الخلايا الدهنية اسمه LEPTIN لبتن، يسمونه هورمون الشبع، إذا نقص لا يحس صاحبه بالشبع، وهناك عقاقير تؤدى للسمنة مثل الديباكين أو الكورتيزون!.
التغيرات البيوكيماوية التى تحدث فى الجسم عند المحبين، كثيرة منها الأمفينامين الذى يسد شهية الحبيب عن الطعام!، فهل السمنة معناها غياب الحب؟!.
كان معاوية عظيم البطن، عظم العجيزة، وكان سليمان بن عبدالملك يأكل خروفاً وثمانى دجاجات فى اليوم الواحد!.
كان الرجل العربى يتعوذ من المرأة النحيفة، قال أحدهم:
أعوذ بالله من ذلاء ضاوية.. كأن ثوباها علقا على عود.
وكانوا يحبون المرأة السمينة، قال أحدهم:
من لحبيبتى هى كالبدر إن بدا.. تمر اليوم فتمر أردافها غداً!!.
كانوا يحبون المرأة العبلاء، والعبلاء هى من كان أعلاها خفيفاً، وأسفلها كثيفاً!، كما كانوا يحبون المرأة المجدولة، والمجدولة هى من كانت وسطاً بين السمنة والنحافة، ولا يظهر شىء من عظام جسمها، وتنزلق اليد إذا لامست جلدها لفرط نعومته!!.
يقول العقاد: انظر إلى الجداريات، ترى نفرتارى أو نفرتيتى، تكاد الواحدة منهما تطير من فرط الخفة والرشاقة، وهذا هو الجمال المصرى القديم الذى عاد إليه العالم فى القرن العشرين!. كانت مصر القديمة ترى أن السمنة إذا تفشت فى بلد فهذا دليل على كسلها وترهلها!. واحد كل مائة ألف يعيش حتى المائة فى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما فى خمس دول «القوقاز - القوقاز الجديد- أكوادور - كلورادو - هيمالايا» خمسون ألفاً يعيشون حتى سن المائة من مائة ألف!، والأسباب عديدة أهمها الغذاء، ٨٠٪ من بروتين أمريكا من أصل حيوانى، بيما فى الدول طويلة العمر ٨٠٪ من البروتين من أصل نباتى أو بحرى!، ثم تأتى بعد ذلك السمنة فلا نجد سميناً يمشى بعصا فى الطريق!، ذلك لأنه لا يصل لسن العصا وهى التسعون أو المائة!.
علينا أن نتذكر: اهجم على إفطارك.. اقسم غداك مع جارك، أعط عشاك لعدوك!، فالتمثيل الغذائى والاحتراق على أشده صباحاً، على أقله بعد غروب الشمس!.
كان الدلال يقوم مقام الخاطبة الآن، وكان البعض يطلب منه أن تكون من يختارها: لا يلامس قميصها بطنها أو ظهرها!، أى ناهدة الثديين، ممتلئة الأرداف!!.
نجد فى كتاب المحاسن والأضداد، ص ١٧١، يصف أحدهم من يريدها: ليست سمينة فتسد منافذ الهواء علىَّ، ولا نحيفة فأحسبها مريضة، وليست شديدة البياض فأحسبها كالشمع، وليست قاتمة السواد فأحسبها كالشبح، وليست فائقة الجمال يطمع فيها غيرى، وليست قبيحة فتشمئز منها نفسى... إلخ. أتصور، لو بحثنا عن هذه المواصفات الآن لسمعنا من يقول: اذهب استفتح أبواب الجنة.. تجدها هناك!.
وصف العقاد إحدى حبيباته «ذكر لنا ثلاثة: سارة، الممثلة، المصلية» قال: تلك الوجنة السكران رائيها.. هل لديك يا رضوان تفاح يحاكيها؟!.
كلمة أخيرة: المدخن يمتنع عن السيجارة ولا تقطع يده بالسيجارة، كذلك السمين يمتنع عن الطعام ولا يقطع جزء من معدته، فالطبيعة أحكم من أطبائها وأبنائها.

No comments:

Post a Comment