Translate

Saturday, July 23, 2016

مشيرة خطاب واليونسكو بقلم د. وسيم السيسى ٢٣/ ٧/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

بدعوة كريمة من السيد رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، لحضور حفل اختيار وترشيح مصر للدكتورة مشيرة خطاب، مديرا عاما لليونسكو، كان ذلك مساء الثلاثاء ١٩/٧/٢٠١٦، الدكتورة مشيرة من أسرة علم وأدب، أختها الدكتورة مديحة خطاب، أول عميدة لكلية الطب جامعة القاهرة، وأخوها الدكتور محسن خطاب، رحمه الله كان جراحاً موهوباً، كما كان صديقاً حميماً لى ولكل من كان يعرفه، وكم سهرنا سوياً كل أربعاء من كل أسبوع.
قامت «اليونسكو» بأكبر عملية إنقاذ لآثار مصر فى النوبة عند بناء السد العالى، بعد أن أطلق الدكتور ثروت عكاشة صيحته للعالم كله.
أتقذوا تراث البشرية فى مصر.
قالت مشيرة خطاب فى كلمتها: شغلت وظائف دبلوماسية كسفيرة، وسياسية كوزيرة، تعلمت أن العظمة فى التواضع، تذكرت كلمات أبى العلاء:
قالوا عنى أبا العلاء وهذا مين «كذب» والحق أنى أبو النزول!
قالت مشيرة: إن كلمة سر مصر هى السلام، وجوهرها هو التنوع والانفتاح على العالم كله، ذكرت لنا تعاونها مع مبادرة اليونسكو «التعليم للجميع» وكيف نجحت مع الحكومة وسبع منظمات للأمم المتحدة فى تشييد ٢٢٠٠ مدرسة صديقة للفتاة! وكيف عبرت فتاة من قرية رضوان عن فرحتها عند دخولها المدرسة فى أول يوم.
شعرت كأنى أحلق فى السماء.
صحيح ما قاله أمير الشعراء: العلم يرفع بيوتا لاعماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم.
أذكر سيدة إنجليزية عبرت لى عن فرحتها بتخرج ابنتها فى الجامعة: أنت تعلمّ فردا إذا علمت ابنك وتعلم أسرة إذا علمت ابنتك، وتذكرت كلمات شوقى:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
لذا قالوا: إن تربية الطفل تبدأ من ٢٥ سنة قبل ميلاده! إذا نشأ النساء فى جهالة رضع الرجال جهالة وخمولاً.
كان الإسكندر الأكبر يحلم بالأسرة البشرية الواحدة، وكان تلميذا لأرسطو، سأله: أستاذى عمن أسأل أولا إذا فتحت مدينة؟
قال أرسطو: ابحث عن قوتها الناعمة شعرائها ومثقفيها وفنانيها، الكلمة أقوى من السيف .. حين فتح اللورد اللنبى القدس، خاطبه أمير الشعراء قائلاً:
يا فاتح القدس خل السيف ناحية ليس الصليب حديداً كان بل خشباً... الخ
دافعت مشيرة خطاب بضراوة عن قانون اقترحته ودافعت عنه باستماتة ألا وهو تجريم تشويه أعضاء الأنثى التناسلية المسمى خطأ ختان البنات أو طهارة البنات، والعجيب أن هذا التشويه يؤدى لالتهابات ومضاعفات، ولماذا نذهب بعيداًَ، وقد جاء فى الذكر الحكيم «ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم» التين٤.
مرحى مرحى يا ابنة مصر وحفيدة مريت نيت «الأسرة الأولى»، حتشبسوت «الأسرة ١٨» وخنت كاوس، وتاوسرت، أعحوتب، وأحمس نفرتارى والملكة تى، نفرتيتى، بيس شت، ألف مبروك اليونسكو، علميهم أن مصر منذ آلاف السنين كانت تصف المرأة بأنها صانعة النساء والرجال، وهى من تحقق معجزة الإله فى الخلق.
كان القانون يحتم أن يكتب فى عقد الزواج بند يقول: إذا هجرتك كزوج أرد لك مهرك ونصف ما جمعناه فى حياتنا الزوجية! كما كان القانون يعاقب الزوج إذا صدرت منه قسوة باليد أو اللسان!
كانت الحضارة المصرية تتجلى فى اللفظ الرقيق والمعنى الأنيق، كانت الزوجة إذا حملت تقول: لقد أعطانى زوجى بضعة من قلبه!
ونحن شعب حكم الدنيا وساد ونما والدهر فى المهد صغير.

No comments:

Post a Comment