Translate

Tuesday, August 2, 2016

سحر الجعارةفتش عن المسجد - جريدة الوطن - 2/8/2016


بعض مؤسسات الدولة فى حاجة لجهاز «كشف الكذب» لاكتشاف الخلايا الإخوانية النائمة التى تكمن فى مراكز القيادة فيها، ولا تزال تعمل لنشر الخطاب الإرهابى للجماعة المحظورة، على رأس هذه المؤسسات يأتى «الأزهر الشريف» و«وزارة الأوقاف».
وإذا اجتمعت «الثقافة الوهابية» بالهوى الإخوانى ستجد نفسك أمام عقول متحجرة هى -بكل أسف- المسئولة، (بناء على تعليمات القيادة السياسية)، عن تجديد الخطاب الدينى، ولعل هذا يفسر لماذا تتراجع «الوسطية» ويتساقط «المفكرون» أمام «العمائم» التى تدافع عن مصالحها ولا تحمى ديناً أو وطناً، وهذا أيضاً يفسر الصدام بين «وزارة الأوقاف» التى تطالب بفرض «الخطبة الموحدة» وبين «الأزهر الشريف» الذى بدأ رجاله تدشين حملة «كلنا الطيب» على مواقع التواصل الاجتماعى. إن شئت أن تتعرف على أسرار الشهرة لبعض رجال الدين من «نجوم الفضائيات»: «فتش عن المسجد»، هناك ستجد «سطوة النجم» هى مفتاح توجيه الناخبين -مثلاً- لاختيار مرشح بعينه، وهى كلمة السر فى اختيار جمعية خيرية بعينها لتصب فيها التبرعات، فمن على المنبر يتحكم «الخطيب» فى عقول ووجدان الناس التى تشكل فى النهاية «الوعى» بحقيقة الإسلام، والرضا أو السخط على «الحاكم».
إنه مجرد «موظف» يتلقى راتبه من «وزارة الأوقاف» أو من «الأزهر الشريف»، لكن مدى تأثيره فى رواد المسجد قد يحوله إلى «نصف إله» فينتقل من «جحره الضيق» إلى فضاء لا حدود له: (رحلات حج سياحى، فضائيات تدفع بالدولار، مقالات تحمل صورته ببدلة «سينيه»، زوجة واتنين حسبما تتسع عصمته، حفلات «على الطريقة الشرعية»).. إلخ.. وهذا تحديداً هو الفرق بين «الخطبة المكتوبة» واجتهاد الأئمة.
لقد اعتبر الأزهر وعلماؤه أن نص الدستور على أنه «المرجعية الدينية» هو «سلطة مطلقة» وأعلى من الحكومة التى تتولى شئون البلاد بما فيها «وزارة الأوقاف».. واعتبرت «هيئة كبار العلماء» أنها تحكم البلاد والعباد رغم أن رأى الأزهر «استشارى» وقد لا يكون ملزماً.
عندما اختطفت المساجد، خلال حكم الإخوان، لم نسمع صوتاً أزهرياً يقول ما قاله وزير الأوقاف الدكتور «محمد مختار جمعة»: (ضم جميع المساجد والزوايا لوزارة الأوقاف وإشرافها عليها يعد احتراماً لقدسية المنبر وتطهيراً لأفكار الدعاة وصوناً لجوهر الدعوة)، وخرست كل الألسنة عندما كانت الأسلحة الثقيلة مخبأة فى مسجد «رابعة» أثناء الاعتصام المسلح، صحيح أن «الخطبة المكتوبة» تقتل روح الإبداع عند الإمام والخطيب، وأنها تشيع الجمود الفكرى، لكن من قال إن «الأئمة» عاكفون على البحث والاطلاع والمعرفة؟ هم أصلاً مهمومون بالأوضاع الاجتماعية والصحية والمعيشية، التى تحتاج «نظرة من الوزير»، وحتى لو اطلعوا، سيقرأون كتباً متخلفة تزيد من تطرف البعض وتنطعه.
«أرجوكم لا تجتهدوا»، لقد مللنا من المنابر السلفية والسياسية، (أحمد المحلاوى ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية نموذجاً)، كرهنا الوجوه القبيحة التى تحول المنبر إلى ساحة «نقد فنى» تسخر من مطربة أو تنتقد فيلماً أو تكفر مبدعاً، تماماً كما فعل «عبدالحميد كشك» فى الماضى فنال صيتاً ذائعاً بعد تهكمه على السيدة «أم كلثوم» وأخذ يروج بعدها لأفكار «سيد قطب» التكفيرية.
أين هو «الفكر الدينى» فى مشهد الإمام الذى يلعن البلد ورموزه ومن خلفه جمهور يبكى مصيره المحتوم فى اللقاء الدامى مع «الثعبان الأقرع»!
«إعلام المنابر» هو المسئول عن الفراغ الثقافى الذى نعانيه، وهو من أفرز ظاهرة «مشايخ الميكروباص».. وتذكروا جيداً «عمر عبدالكافى» ورفاقه.
بحسب وزير الأوقاف فإن: (إماما الحرمين الشريفين يلتزمان الخطبة المكتوبة، وقد صلى ويصلى خلفهما علماء الأمة من مشرقها إلى مغربها، إذن فليلتزم بها الأئمة الذين خالفوا قرار الأوقاف الجمعة الماضية.
المهم من الذى سيكتب الخطبة؟ والأهم أن يجيد الإمام القراءة قبل أن يجيد الخطابة!

No comments:

Post a Comment