Translate

Saturday, September 10, 2016

أطلب من البابا والإمام الأكبر! بقلم د. وسيم السيسى ١٠/ ٩/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

سألنى المذيع اللامع الأستاذ عاطف كامل بالقناة الأولى فى برنامج من ماسبيرو، كيف نستفيد من تاريخنا وحضارتنا فى تقدم مصر؟!
قلت: استمرت حضارتنا آلاف السنين لأنها قامت على العدالة.. عدالة الحاكم مع المحكوم، والعدالة الاجتماعية، فالكل أمام القانون سواء.
كان خطاب العرش لكبير الوزراء: اعلم أن الوزارة مُرّة وليست حلوة، لن تحصل على احترام الناس لك إلا بإقامتك للعدل، ليكن القرب منك أو إبعاد إنسان عنك بسبب الكفاءة وليس بسبب أى شىء آخر.
أراد مؤسس الإمبراطورية تحوتمس الثالث أن يغير فقرة فى القانون، اعترض كبير القضاة، وأرسل للإمبراطور: اعلم أن كلمة الحاكم لا تعلو فوق كلمة القانون.
عدت إلى منزلى أفكر: نحن أحفاد هؤلاء العظماء، كيف نقول عليهم: فراعنة، جبابرة، ظلمة، استعبدوا قوم موسى.. إلخ.
عدت إلى التوراة، وجدت أن بيوتهم مثل بيوتنا حتى إنهم وضعوا علامة الدم على بيوتهم حتى لا يدخلها الرب، بل يدخل بيوتنا أو يقتل كل بكر من أبكارنا، من بكر البهيمة حتى بكر فرعون!!
قرأت فى التوراة أننا أعطيناهم ثيابنا وذهبنا وفضتنا، أسأل نفسى: هل يعطى السيد عبيده ذهبه وفضته؟!
أقرأ أنهم خرجوا بعد أن عبروا بحر البوص «البردى» (البحيرات المرة الآن) وليس البحر الأحمر، لأن البحر الأحمر لا ينمو فيه البوص، كل ما هنالك أنهم حذفوا E من REED أى بوص فأصبحت RED أى أحمر! لحسن الحظ ما زالت بحر البوص مكتوبة حتى الآن، المهم أنهم بعد الخروج تذمروا على موسى قائلين: أخرجتنا من مصر، وقد كنا نأكل فيها اللحم حتى نشبع! أين الاستعباد إذن؟!
تقول الموسوعة اليهودية مجلد ٩ إن التوراة كتبت أثناء الأسر البابلى أى ٥٦٠ سنة قبل الميلاد، وهذا يعنى أنها كتبت بعد موسى بحوالى ٦٠٠ سنة، كذلك يقول زائيف هرتزوج أستاذ الآثار بجامعة تل أبيب: اليهود لم يدخلوا مصر حتى يخرجوا منها! وفى رأى سيلبرمان وفنلكستاين فى كتابهما: التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها بناء على علم الآثار أنهم كانوا بضع قبائل طردتهم مصر مع الهكسوس، وإنهم كانوا فصيلا منهم!
لقد شوه اليهود تاريخنا واتهمونا بالظلم والوثنية حتى نفقد حبنا واحترامنا لتاريخنا، وبالتالى نفقد الإعجاب والحب لهذا التاريخ، وتكون النتيجة أن نفقد الولاء والانتماء لهذا الوطن الجميل، وهو المؤسف الحادث الآن، ألم يقل سيجموند فرويد فى كتابه موسى والتوحيد: عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية؟!
كان القانون فى مصر القديمة يحتم على الملك إذا أعلن الحرب أن يكون فى مقدمة الصفوف، استشهد سقنن رع، وابنه الأكبر كاموس فى حرب تحرير مصر من الهكسوس، حتى تم النصر على يدى أحمس، كما كان القانون يحتم على الجنود أن يحملوا أبناء الأسرى أثناء العودة، وكان الجنود يشتكون من ذلك! أى إنسانية هذه التى لم نرتق لمستواها الرفيع حتى الآن!
لقد رفعت سيدة أيرلندية قضية فى المحكمة العليا فى دبلن، تطالب بمنع تداول كل ما يمس الحضارة المصرية القديمة فى التوراة «طلعت رضوان».
أذكر أنى علقت على هذا الخبر:
سيدتى أنت أجنبية، ولكن عروقك تجرى فيها دماء مصرية أما نحن المصريين، ففى عروقنا ماء لا دماء!
أطلب من قداسة البابا تواضروس.. هذا الرجل العالم الحكيم الذى أحبه كثيراً أن يطلب من الأساقفة والكهنة أن يعلموا أطفالنا وأولادنا أن مصر حكمها ٥٦١ ملكاً مصرياً، كما حكمها ٨١ فرعوناً هكسوسيا، وأن فرعون موسی عليه السلام كان هكسوسياً، وأن مصر آمنت بالإله الواحد، وأن الأوثان التى كانت تتحطم عند مرور العائلة المقدسة كانت أوثان الرومان لأن الرومان احتلوا مصر ٣١ ق.م «موقعة أكتيوم»، كما أطلب من شيخ الجامع الأزهر، ووزير الأوقاف أن يعيدا كتابة التاريخ، ويرفعا عن تاريخ مصر المبهر الإسرائيليات التى شوهت الدين أولاً ثم التاريخ ثانياً ثم نهب متاحف العراق وسوريا ثالثاً، حتى لا نصاب بالألزهايمر القومى والعياذ بالله.

No comments:

Post a Comment