Translate

Sunday, October 29, 2017

د. عماد جاد - ماذا يحتاج الرئيس؟ - جريدة الوطن - 29/10/2017

حملات كثيرة تعمل على جمع توقيعات تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بترشيح نفسه لفترة ثانية، الحملات بدأت على يد مجموعات متحمسة من اتجاهات سياسية مختلفة، بعض المسئولين عن هذه الحملات تعهد بجمع ملايين الأوراق التى تطالب الرئيس بترشيح نفسه، وهناك من عقد المؤتمرات والمهرجانات، مطالباً الرئيس بترشيح نفسه لفترة ولاية ثانية. السؤال هنا: هل يحتاج الرئيس إلى مثل هذه الحملات والمهرجانات حتى يرشح نفسه لفترة ولاية ثانية؟ الإجابة باليقين لا، فالرئيس من حقه دستورياً أن يرشح نفسه لفترة ولاية ثانية، فالدستور ينص على فترتين رئاسيتين، مدة كل منهما أربع سنوات، والرئيس اقترب من إنهاء مدته الأولى، ومن حقه الدستورى أن يرشح نفسه لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات، والرئيس لم يعلن أنه لن يترشح لفترة ثانية، كى تبدأ حملات مكثفة تدعوه للعدول عن موقفه وترشيح نفسه مثلما حدث عقب ثورة الثلاثين من يونيو، فقد كانت الحملات التى تطالب المشير عبدالفتاح السيسى بترشيح نفسه منطقية فى ذلك الوقت، فقد أثبت الرجل شجاعة منقطعة النظير وانحاز للشعب وساند الثورة وأزاح حكم المرشد والجماعة، فكان منطقياً أن تخرج حملات تطالبه بخلع الرداء العسكرى وترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية، أما اليوم فلا جدوى من وراء هذه الحملات التى يقدمها البعض للرئيس جرياً على نفاق الحاكم، وسعياً من قبل رجال كل زمان وحاكم لتصدر المشهد.
فى تقديرى أن من يقف وراء هذه الحملات يضر بصورة الرئيس داخلياً وخارجياً لا سيما مع تصدر الوجوه القديمة للمشهد من جديد، من كان جزءاً عضوياً من نظام مبارك، ومن التحق بحكم المرشد والجماعة، قدم التهانى، وهنأ نفسه ومصر والمصريين بفوز عضو مكتب الإرشاد بالمنصب، عمل معهم ونسق الخطوات، وقبيل الثلاثين من يونيو قفز من المركب مثلما اعتاد، يرافقهم فى ذلك مجموعة من حاملى الطبل والزمر سيطروا على الإعلام المصرى واستخدموه فى تغييب الحقائق ودفع المصريين إلى البحث عن المعلومات والحقائق لدى وسائل إعلام الغير، بما فيها الإعلام المعادى لمصر والمصريين. الرئيس ليس فى حاجة لحملات طبل وزمر، وإلى حملة المباخر كى يرشح نفسه، الرئيس فى حاجة إلى نخب سياسية لها مصداقية فى الشارع، الرئيس فى حاجة إلى إعلام حر له مصداقية يقدم المعلومات الحقيقية، الرئيس فى حاجة إلى فريق رئاسى متكامل يعمل معه ومن خلال مؤسسات الدولة، الرئيس فى حاجة إلى تقديم رؤيته تجاه كل ما يجرى فى البلاد للشعب مباشرة، وربما يكون الرئيس فى حاجة إلى العمل من خلال فريق متكامل يقدم فيه إلى المصريين ثلاثة نواب: نائب أول ربما من مؤسسات الدولة يبدأ فى العمل معه ويحصل على التدريب والخبرة الكافية لقيادة البلاد مستقبلاً بعد انتهاء فترتى حكم الرئيس السيسى، مع نائبين آخرين لقضايا متخصصة يجمعان ما بين المرأة والأقباط والشباب، فيحصلان على الخبرة والتدريب، ويعملان مع الرئيس، ولاحقاً يمكن أن يخدما فى مجال آخر من مجالات العمل العام. تركيبة على هذا النحو يمكن أن تؤدى إلى بعث روح جديدة فى البلاد وتدفع قطاعات من العازفين عن العمل العام إلى الانخراط فيه، والأهم أنها يمكن أن تدفع بقطاعات من المصريين من مرأة وأقباط وشباب إلى المشاركة فى العمل العام تصويتاً وترشحاً.

No comments:

Post a Comment