Translate

Sunday, July 27, 2014

نجيب ساويرس - أبواب جهنم - الأخبار - 27 يوليو 2014

نجيب ساويرس

 لدرجة أن والدي مقتنع بأنني لا أستطيع العيش أبدا بعيدا عن المشاكل بل أبحث عنها في حال عدم وجودها

دعاني صديقي  ياسر رزق إلي كتابة عمود  أسبوعيا  في الأخبار وقد وافقت رغم أني لا استطيع ان أزعم أني كاتب موهوب فكل خبرتي في الكتابة هي من خلال شبكة التواصل تويتر حيث الكتابة قصيرة وعدد الكلمات محدود ومع ذلك فلدي ١٫٤ مليون متابع افخر بهم وبالتواصل معهم.. وافقت رغم تيقني بأن كتابتي غالبا ما ستفتح علي أبواب جهنم الا انني وكما تعلمون قد تعودت علي ذلك.. لدرجة ان والدي مقتنع بأنني لا أستطيع العيش ابدابعيدا عن المشاكل بل ابحث عنها في حال عدم وجودها..   في الحقيقة أنا مظلوم والموضوع باختصار هو  أنني لا أستطيع ان اسكت عن قولة الحق ولا اقبل ان أكون متفرجا وأمامي ظلم بيّن يقع.
وكما ترون فقد وافقت بدون تردد من اجل خاطر صديقي وأيضاً حتي افتح موجة جديدة من الهجوم المعتاد علي  وحتي اؤكد ً صحة كلام والدي.. الذي كما يقولون  «عمر كلامه ما ينزل  الارض» وان شاء الله سأحاول ان اثبت لكم ولفئة المثقفين المحتكرين للفكر والتنظير.. انه يمكن ان يكون الانسان ذا مال ولكن  في نفس الوقت عطوفا ، كريما ووطنيا مثقفا وأيضاً صاحب فكر..   فبعض الدكاترة أعضاء حزب التنظير النظري لا يرون في رجل   ثري  غير ماله  رغم  ان فكره قد يكون اهم أسباب نجاحه  فالفكر والوطنية ليستا حكرا علي الفقراء وحملة الدكتوراه وتاريخ  مصر يذخر بالنماذج الوطنية المشرفة الدالة علي ذلك  مثل  طلعت باشا حرب واحمد لطفي السيد ابو الليبرالية المصرية والاخوين مصطفي وعلي امين  وذلك علي سبيل المثال لا الحصر.
ولا يمكن تفسير موجة وموضة الهجوم علي رجال الاعمال الا من خلال نفس هذا  المنظور الضيق... فيعن للجميع ان يتناسوا  الجهد والعرق والمخاطر والتعب  المبذول لتحقيق هذا النجاح و يتناسوا  ايضا البيوت المفتوحة والأسر التي تعيش علي فرص العمل التي خلقت من عدم وكذلك الضرائب والجمارك وبقية المدخولات التي تورد الي الخزانة العامة  بينما يغضون الطرف ويتجاهلون تماما الخسائر الثقيلة للقطاع العام من مليارات في قطاعات مثل صناعة النسيج و  الحديد والصلب والأمثلة كثيرة وما خفي كان اعظم.. كل ما اريد قوله هو اننا جميعا في مركب واحدة ومصر بلدنا في منعطف خطير ولا حل لنا للخروج  من عنق الزجاجة التي علقنا فيها منذ ستينات القرن العشرين ومازلنا نعاني من تبعاتها حتي اليوم  الا بالاتحاد وقبول بعضنا البعض... ولعلها  اول مرة يكون فيها لدي رئيس الدولة ورئيس الحكومة وأعضائها الشجاعة والتصميم علي مواجهة مشكلتنا الاساسية في الاقتصاد وهي موضوع الدعم وخاصة دعم الطاقة -التي أزعم انها تمثل ٧٠٪  من مشكلة الاقتصاد المصري - وان  يتخذوا في سبيل ذلك  إجراءات صعبة  هي بالتأكيد لن  تزيد من شعبيتهم!  الا اني اري انه  لا بد من حملة توعية للشعب لكي يفهم تبعات السياسات الخاطئة في الماضي ومخاطر ما  كان يمكن ان يحدث لنا جميعا لو لم نواجه هذا الوضع بوضوح وحسم.
المطلب الملح الان هو وضع آلية للتخفيف عن الفئات المعدمة من تبعات السياسة الجديدة والإسراع في مؤتمر دعم مصر الاقتصادي مع الإعداد له بخطة اقتصادية وبرنامج  زمني واضح ينتهي فيه الدعم وينمو فيه الاقتصاد مع خلق فرص العمل الجديدة لإعادة الأمل لكل طالب عمل له الحق فيه وفي حياة كريمة وفي هذا المسار لا يضيرنا أبدا ان ندرس التجربة الماليزية او البرازيلية حتي نخرج بالتجربة المصرية دون اخطاء وبنجاح يليق بتاريخنا وحضارتنا العريقة.
وان كان لا بد من توجيه بعض النصائح إلي الحكومة فربما يكون اهم هذه النصائح هو  ان توازن بين الزيادة الجديدة في الضرائب وبين القدرة علي جذب الاستثمارات الجديدة وحل جميع  المنازعات الحالية وكذلك ضرورة تحصين الموظف العام ضد اي قرار لم يتضمن اي فساد قد يعتبر خاطئا في نظر البعض حتي  تختفي ظاهرة الإيدي المرتعشة وكذلك اعادة كتابة قانون الأموال العامة الذي صدر في الستينيات، وفاته عصر الانترنت والاستثمار وأملنا كبير في هذه الحكومة في العبور بنا إلي الاستقرار والنجاح... رغم كل ما نتعرض له من إرهاب ومعاول هدم ممن لايريدون الخير لمصر.

No comments:

Post a Comment