Translate

Saturday, July 26, 2014

أحببت الناس.. فأحبك الله! بقلم د. وسيم السيسى ٢٦/ ٧/ ٢٠١٤

فى سهرة ثقافية مع مجموعة من الأصدقاء قال واحد منا: أليس غريبا أن الشعب المصرى لا يثور بعد هذه القرارات الصادمة الخاصة بالبنزين وبالتالى ارتفاع أسعار كل شىء، بينما قامت المظاهرات فى ١٨، ١٩ يناير وقت السادات، والتى سماها: انتفاضة الحرامية، والتى حكم فيها المستشار حكيم منير صليب بالبراءة لكل المتهمين؟!
قلت: الشعب يعرف أنه يخوض معركة مصير.. معركة نكون أو.. لا نكون.. معركة دولة أو.. لا دولة.. معركة مع الصهيونية العالمية ممثلة فى حكام أشرار لدول مثل أمريكا.. إنجلترا.. تركيا.. قطر.. إسرائيل..!
الشعب يعرف أن حاكمه يحبه.. لذا يتحمل معه آلام الحياة الصعبة.. إنه الحب الذى تعبر عنه أمثالنا الشعبية.
حبيبك يبلع لك الظلط، وعدوك يتمنى لك الغلط! أو كما.. قال أحد الشعراء:
عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا!
ابتسم أحد الموجودين وقال:
سمع ربان مركب من يأكل العيش الناشف فى بطن المركب فقال: من ذا الذى يقضم العيش كقضم الحمار؟ قالوا له: ابنك حسن!
قال الربان مبتسما: من ذا الذى يقرض العيش كقرض الفار؟! هذا يفسر سلوك شعبنا مع رئيس يحبنا، ورئيس ينهبنا غير مبال بنا!
سأل أحد الموجودين: ما رأيكم فى عزاء الرئيس لأهالى ضحايا وشهداء الفرافرة: كنت أتمنى أن أكون فداء هؤلاء الشهداء؟!
قلت: إنه الحب مرة أخرى.. لقد عبَّر أمير الشعراء عن حزنه الشديد لموت حافظ إبراهيم، وتمنى أن يكون بديلا عنه:
قد كنت أوثر أن تقول رثائى
يا منصف الموتى من الأحياء
لو كان للذكر الحكيم بقية
لم تأت بعد.. رُثيت فى القرآن
قال اللواء محمد منتصر: أعجبنى من الرئيس فى خطابه الأخير حضارة الكلمة! لم يقل مصابى الحرب أو مشوهى الحرب.. بل قال مائة ألف شهيد فى حروبنا من أجل فلسطين، وضعفهم مرتين بجروح عميقة!
قلت: حقا إنها الحضارة.. رقة التعامل مع الإنسان الآخر.. اختيار الكلمة الرقيقة بدلا من الكلمة الجارحة.
الحضارة هى الحب.. والحب هو الحل لكل مشاكل الدنيا كبرت أم صغرت!
كذّاب من يقول لك إنه يحب الله ويكره أى إنسان! لأنه كيف يدعى أنه يحب من لا يراه، وهو يكره من يراه؟!
قرأت قصة رمزية جميلة عن إنسان أحب أن يعرف مصيره بعد الموت، فحلم بملاك يحمل كشوفات بها أسماء من يقولون إنهم يحبون الله، فلم يجد اسمه فيهم، فحزن حزنا شديدا، ولكنه شاهد ملاكا آخر يحمل كشوفات بها أسماء أناس يحبهم الله!
اقترب منه الملاك.. وقال له: لا تحزن اسمك معى فى هذه الكشوف! فسأله الرجل: كيف واسمى ليس موجودا فى كشوف الملاك الآخر؟ فكان الرد: أحببت الناس فأحبك الله!

No comments:

Post a Comment