Translate

Monday, September 7, 2015

حمدي رزق، يكتُب: والله لو كانت مريم جبلاً لكان اتهد!!

منكم لله يا بعدا، كل هذه البهدلة لبنت صغيرة لم تقترف إثماً ولا ذنباً إلا وقوعها فريسة فى براثن ناس لا عندها دين ولا ضمير، استكتاب تانى، وبهدلة تانى، وضغط نفسى، البنت اتقهرت (من القهر)، دموعها على خدها، عيلة صغيرة يتلاعب بها الكبار ويتسلون.
كان مستخبى لكى فين يا بنتى، مريم المثالية تحولت إلى حالة مستعصية، والله لو كنت مكان المهندس محلب لقلت لها تحبى تدخلى كلية إيه يا بنتى، ونخلص، ونخلصها من شبكة السماسرة والمزايدين وتجار القرنص، يا نهااااار أسود ومنيل، أحدهم حساس قال إنها مريضة نفسية!
أنا نفسيتى تعبت لمريم، ربنا يقويها، مريم.. مريم.. مريم.. أنهار من الدموع المالحة مختلطة ببحار من الحبر الزفر، وكاميرات «كلوز» على عيون البنت وهى تبكى حظها التعس وهوانها على الناس، عاوز الدموع تنزف على الشاشة، هذا نحر لهذه الفتاة بسكين بارد، ذبحوا مريم ولم يحسنوا الذبح، منكم لأحكم الحاكمين.
من يملك قلبا حانيا بين ضلوعه، هل يتحمل آلام فتاة كل أحلامها أن تنجح، فسقطت من حالق فى أيد لا ترحم، ارحموا مريم يرحمكم الله، أسأل نفسى: هل تنام هذه الفتاة؟.. هل تهاجمها كوابيس؟.. هل يستكتبونها فى الأحلام؟.. هل تشاهد أشباحا.. تصرخ فيها صفر.. صفر.. صفر؟.. صوت الصفر يتردد صداه فى منور البيت إذا كان فى بيت مريم منور من الأساس.
كنترول، وطب شرعى، ورئيس وزراء، ووزراء، ونيابة، واستكتاب أول، واستكتاب ثان، ولجنة أولى، ولجنة استشارية، ومحامون، ومتطوعون، وممثلون على مسرح العبث، وفيس وملح، وتويت وجبنة على رأى جريدة التحرير (قبل الإغلاق) كل هذا فوق دماغ هذه المسكينة.
لا أحد يترفق، الكل يقضى منها وطراً، اللى كاره بتتويتة، واللى يتزلف بمقال، وملطمة، وشحتفة، ونهنهة، والصفر العظيم، والصفر الحزين، والصفر النبيل، وكلنا صفر مربع، خلصونا ونجحوا البنت، يمكن تطلع «دكتورة» تعالجنا من أمراضنا المستعصية، «مدرسة» تعلمنا الأخلاق، «مهندسة» تبنى ما هدمناه، «صيدلانية» تصف لنا علاجاً من الفشل المستحكم.
جت على مريم الغلبانة، الكحكة فى ورقة امتحان الفقير عجبة، عجبا الفاشلون ينجحون بلا ضجة، والساقطون عندهم ملحق، والراسبون لهم مكان فى جامعات العاصمة، كل الأماكن ضاقت على بنت صغيرة، والله لو لقيتم البنت مشنوقة ولا مخنوقة ولا مرمية على الزراعية، ابقوا اترحموا عليها.
البنت صغيرة على الذل، تخيل هذه البنت تجلس أمام دهاقنة أبحاث التزييف والتزوير، وخبراء فى فك الخطوط، وأطباء فى الطب الشرعى، وعاوزينها تفك الخط، أى أعصاب ستتحمل كل هذا؟.. أى نفسية تتحمل كل هذا الضغط النفسى؟
لو كانت مريم جبلاً كان اتهد، الله يهدكم، أطلقوا سراحها لله، اعتقوها لوجه الله، الصفر لن يملأ فراغكم، ولن يغسل أدرانكم، ولن يجمل قبح صوركم، ولن يغفر ذنوبكم. صفر مريم كاشف لزيفكم، مجتمع مزيف، يضحك على نفسه، مجتمع مخاتل، إنهم كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع الفيسبوكية، مريم نجحت ونحن جميعا ساقطون، راسبون، فاشلون، فشلنا فى اختبار مريم، لا أمل لكم فى النجاح حتى تتطهروا من التزييف والتزوير، ليس لديكم عقيدة النجاح، أدمنتم الفشل، أتستملحون الصفر، لا ابا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه!!

No comments:

Post a Comment