Translate

Monday, September 7, 2015

مريم الصعيدية وكرامة الوطن بقلم د. محمد أبوالغار ٨/ ٩/ ٢٠١٥

لن أدخل فى تفاصيل الحكاية المذهلة التى حدثت لمريم فى امتحان الثانوية العامة لأن مصر كلها من رئيس الوزارة إلى أصغر طفل فى الشارع المصرى يعلم جيداً وبدون أى احتمال خطأ أنه حدث تزوير ضدها لتحصل على هذا الصفر.
أولاً: استطاعت البنت الشاطرة فى جميع الصحف والمحطات التليفزيونية مناقشة جميع المدرسين الذين قابلوها بالإضافة إلى تاريخها العلمى أن تثبت أنها لا يمكن أن تأخذ صفراً. والحقيقة أن الدولة المصرية هى التى أخذت صفراً ممثلة فى أجهزتها التنفيذية وهى مجلس الوزراء كله مع جميع المسؤولين فى وزارة التعليم.
ثانياً: اتضح من الصحف أن المشكلة فى الأغلب متكررة. الموضوع واضح، تم تغيير ورقة مريم بورقة أخرى وهذا التغيير تم لصالح شخصية كبرى قد تكون محافظا أو مدير أمن أو رئيس إحدى الجهات السيادية النافذة. وربما ينزل الأمر ليكون لصالح المسؤول عن التعليم فى إحدى محافظات الصعيد. هذا الحدث الإجرامى تم مع سبق الإصرار والترصد ولم يفعله شخص واحد وإنما مجموعة صغيرة.
ثالثاً: مشكلة عدم الجدية فى البحث عن الفاعل الحقيقى للجريمة المكتملة الأركان هى أن الدولة الرخوة فى وزارة التعليم بمديريتها ربما لا تستطيع أن تخاطر وتقف أمام جبروت وقوة والد الفتاة التى زور الأمر لصالحها. وحين تظهر الحقيقة سوف تطير رقاب كثيرة وكبيرة وهو ما جعل الوصول إليها صعباً.
رابعاً: حين يصرح الوزير والطب الشرعى بأن الموضوع خلص يصرخ الشعب المصرى كله من شماله إلى جنوبه فى نفس الوقت قائلا لا «ماخلصش».
خامساً: الأمر أصبح واضحاً أن السلطة التنفيذية فى جهة والشعب كله فى جهة وهذا ليس فى صالح مصر ولا النظام ولا الأمن وحين يكون الحق واضحاً ويكون رئيس الوزراء ووزير التعليم راغبين فى حل المشكلة وليس عندهم القدرة على محاربة فساد الكبار، لأنهما ليسا سياسيين وإنما موظفين ترقيا وحصلا على المنصب.
سادساً: أما مريم وأهلها وأقاربها وشعب المنيا لهم أحد ثلاثة حلول، الدعاء لله وهو الحل الأول الذى لن يترك المجرمين فى الآخرة، والحل الثانى هو اللجوء لرئيس الجمهورية الذى رفع إصبعه وقال أريد أن أعرف بدقة من الذى أطلق النار على الشهيدة شيماء الصباغ وسط مئات من قيادات الشرطة والجيش وفى ظرف ساعات أعلن اسم الضابط الذى أطلق الرصاص بعد أن داخ الناس سبع دوخات وسط تسويف الداخلية عدة أسابيع. الحل الثالث هو أن تغضب مريم وأهلها وقريتها ولسبب آخر حدث فيه ظلم تغضب القرى المجاورة ويتوقف الاستقرار وينهزم قانون الطوارئ للمرة الثالثة خلال شهر.
نريد الحفاظ على كرامة الوطن التى أهدرت بحادثة مريم وبحادثة تحويل بعض الطلاب المهمين، ولابد أن يعرف الجميع أن مصر تغيرت إلى الأبد ولن تعود إلى ما قبل ٢٥ يناير مهما كره الظالمون والمفترون.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment