Translate

Sunday, September 6, 2015

قولولوا.. قولولوا.. قولولوا الحقيقة! بقلم د. محمود عمارة ٧/ ٩/ ٢٠١٥

الزمان: الثلاثاء الماضى.. المكان: مؤسسة sikam للتنمية المستدامة..
الموضوع: ورشة عمل شعارها: «كيف نُساهم فى إنجاح مشروع المليون فدان»؟.. أو بمعنى آخر: كيف نتفادى «كارثة» عدم وجود «دراسات متكاملة»، وعدم التنسيق بين الجهات المعنية، قبل ما تقع الفاس فى الراس!!!!
الحضور: من الوزراء د. محمود أبوزيد، د. أيمن أبوحديد، د. ليلى إسكندر.. رؤساء مراكز بحوث الصحراء، مديرو مراكز الأبحاث بالجامعات، أساتذة اقتصاد زراعى، وخبراء وعلماء لديهم من الخبرة والتجربة، ما يكفى لزراعة وتنمية كل صحارى المحروسة.. إذا استمع لهم أحد!!
٦ ساعات من العصف الذهنى.. للبحث عن أى «إجابات مُقنعة» لأسئلة واستفسارات، لا يجيب عنها أحد.. فالمسؤولون عن هذا المشروع، لا يُلَّبون أى دعوة.. لرُعبهم من مواجهة المتخصصين، ودائماً يُرسلون مساعديهم، بمعلومات وبيانات هزيلة، يعجزون بها عن إجابة أى سؤال.. والمدهش.. أنهم يعترفون فى «الكواليس»، بأنهم غير راضين عن: سرعة الإعلان عن هذا المشروع الضخم، والبدء بحفر الآبار، قبل الانتهاء من الدراسات المتكاملة.. وأن السبب هو: سرعة الرئيس (ولن أقول تسرعه)، وهو يعلم أن وزارة الزراعة (المنوط بها الإنجاز) هى نفسها عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية.. فالشركات التابعة لها (استصلاح – بحوث – إرشاد وغيره) مُفلسة.. وأجهزتها الإدارية مُـتعفَّـنة، والفساد ضارب أطنابه!!
أمثلة لبعض الأسئلة التى لم يجب عليها أحد:
س١: الخزانات الجوفية.. التى سيُروى منها آلاف الأفدنة، بكل منطقة استصلاح، وتستهلك منها القُرى التى سيسكنها آلاف البشر.. متى ستنضب؟.. الخبراء يقولون: لن تزيد على ٦٠ سنة.. ويتساءلون: ماذا نحن فاعلون بهؤلاء البشر (الذين سيصبح عددهم بالملايين) عندما ستجف الآبار؟.. وما جدوى الاستثمار بالمليارات، فى قُرى ومنشآت، ستصبح «خرابات» بعد ٦٠ سنة؟!!
ويقترحون: لماذا لا نزرع المليون فدان، على الأمطار بسواحل البحر المتوسط، من «العلمين لمرسى مطروح وشمال سيناء..» وهناك لن نحتاج سوى «رَّية تكميلية واحدة» شتاءً، ولدينا ١١ مليار متر مياه، نرميها فى البحر عند دمياط ورشيد ممكن إعادة تدويرها واستخدامها، عن طريق ترعة الحمام وبحر البقر.. وهذه لن تجف؟ (وعشرات الأفكار والمقترحات الوجيهة، التى تحتاج لمناقشتها)!!.
س٢: هنبيع الفدان فى الوادى الجديد، بخمسين ألف جنيه للشباب.. ومطلوب من الشاب: أن يعيش على الأقل بألفى جنيه شهرياً، ويُسدد أقساط وفوائد كمان ٥٠٠ = ٣٠ ألف جنيه سنوياً!!.
اسألوا من استصلحوا خمسة أفدنة بالصحراء.. بيكسبوا كام وهيزرعوا إيه.. ليُسدَّدوا ٣٠ ألف جنيه سنوياً!!.. وحتى لو سدَّدوا ثمن الأرض، وأصبحت ملكاً لهم.. هيعملوا بيها إيه، عندما تجف الآبار؟
س٣: ما شأن الدولة، لتحفر هى «الآبار» للمستثمرين، ونحن نعلم أن الجهاز الحكومى الفاشل والفاسد والعاجز، هيكلِّف البئر مليون جنيه مثلاً، أما المستثمر فهو «الأشطر» ولن يُكلفه أكثر من نصف مليون جنيه، وبكفاءة أعلى؟
(خد مثال: فى نموذج العشرة آلاف فدان بالفرافرة – راحوا جابوا «بيفوتات» للرى بالرش – وحالياً مش عارفين يعملوا بيها إيه)؟
س٤: ما هى تكلفة استخراج المتر المكعب من بئر عمقها ألف متر؟ وتكلفة المتر من عمق ١٠٠ متر هى ٦٠ قرشاً- ولهذا يتذمَّر المزارعون هنا، فما بالك هناك، والتكلفة ستصل إلى ٢، ٣، ٤ جنيه للمتر؟!! فأى محصول هذا الذى سيُحقق ربحاً، يُعطى كل هذه التكاليف (أقساط ثمن الأرض- تكلفة المياه – نقل المنتجات من الوادى الجديد- تكلفة حياة الأسرة فى المناطق النائية).. وللتهريج قالوا: «يمكن الدولة هتصرح لهم بزراعة البانجو»!!.
صباح الخير سيادة الرئيس
أولا: كل الحضور مُقدِّرون أسباب الاستعجال (ولكن إذا كان هذا جائزاً، فى حفر القناة- فى شبكة الطرق- فى العاصمة الجديدة.. فهو غير جائز، على الإطلاق، فى استصلاح واستزراع مليون ونصف مليون فدان – ونحقق فكرة التنمية المستدامة)!! وهناك إجماع على أن «موظفى الحكومة» لا يقولون لك الحقيقة لأنهم بيخافوا، أو على طريقة «اربط الحمار على مزاج صاحبه».. فالقضية ليست استصلاحا واستزراعا، إذا كنا نستهدف تنمية مُستدامة!!.
ثانيا: الحضور يرجونك، أن تستمع للخبراء.. وأصحاب التجارب فى غزو الصحراء.. ويرشحون لك مؤسستين: «بيكو».. أولى شركات غزو الصحراء المصرية، بالزراعات الحديثة.. و«سيكم».. أولى شركات الزراعة الحيوية.. ولديهما تجربة ٤٠ سنة فى تنمية الإنسان، والتنمية المستدامة.. فهل هذا ممكن؟
يا ريس: كلهم من ُمحبيك ومؤيديك، ونقدهم بنَّاء، ولا يهمهم سوى نجاح هذا المشروع العظيم.. فمن الواجب والمصلحة أن نستمع لهم كشركاء، بدلا من هذا التهميش والتجاهل.. فما خاب من استشار الأحرار.. فالأحرار لا يخافون إلاَّ من خالقهم، ولا يهمهم سوى الطيران بهذا الوطن إلى سماء العالمية!!
ملحوظة: يمكن لسيادتك مشاهدة: تسجيل لما طرحوه فى هذا المؤتمر.. وهم مستعدون لعقد «ورشة أخرى» تجمع كل الوزارات والهيئات المعنية، وتحضرها سيادتك، أو من ينوب، لنضع «الرؤية» الاستراتيجية الشاملة.. و«الخطط»، و«الآليات»، و«البرامج».. حتى يتحقق هذا الهدف النبيل!!
اللهم إنى قد أبلغت.. اللهم فاشهد.

No comments:

Post a Comment