Translate

Thursday, January 14, 2016

المقال الممنوع نشره في «الأخبار»| سيدي الرئيس.. لماذا تكره معارضيك؟! 13/1/2016 - جريدة التحرير

عبد الفتاح  السيسي

عبد الفتاح السيسي
بقلم: عامر تمام
إذا أردت الحكم على مدى إيمان نظام سياسي في بلد ما بالديمقراطية والحرية، فقط عليك النظر إلى وضع المعارضة به، ثمة علاقة سببية بين الاستبداد وتغليب الرأي الواحد وضعف المعارضة. الـدولة المستبدة إقصائية، لا تؤمن إلا برأيها، لا تقبل الاختلاف أوالنقد أو المعارضة، فكل مَن يعارضها إما: خائن أو عميل أو جاهل لا يعرف مصلحة الوطن.. ومصيره حتمًا السجن أو التشهير.

الرئيس السيسي، قدّم نفسه دومًا راعيًا للديمقراطية والحرية، فهو يؤمن بالتعددية بكل صورها، سواء كانت دينية أو فكرية أو عرقية.. يؤمن بدور الشباب وأهمية مشاركتهم في العمل السياسي، يؤمن بأهمية المعارضة ودورها في بناء دولة ديمقراطية، نختلف فيها حول السياسات، ونتفق على مصلحة الوطن.


هكذا قدَّم الرئيس نفسه، وبهذه الكلمات تحدَّث، لكن تصرفات نظامه ناقضت كلامه، فالنظام المصري لا يقبل الاختلاف ولا النقد، فكل من عـارضوا أو انتقدوا سجنوا وأقصوا عن المشهد السياسي وتم التشهير بهم. أما من أطاعوا ونافقـوا وبدّلوا مواقفهم وقناعتهم ومبائدهم، كانت لهم الحسنى، فمنهم مَن كان وزيرًا، أو نائبًا برلمانيًّا، ليس المهم أن يكونوا أصحاب رؤية أو فكـر، أو لديهم ما يؤهلهم لأي منصب. إذا أردت أن تكون من المقربين، فقط عليك أن ترى ما يرى الرئيس، تثق في حكمته، تخوّن مَن يعارضه، تسبّه، تنتهك حياته الخاصة، ومبررك أنه كاره للوطن طالما انتقد سياسة الرئيس.


سيدي الرئيس.. لماذا تكـره معارضيك؟ سـؤال لطـالما ألـح على ذهنـي، عندمـا أتذكر مصير أشخاص من حركات سياسية واحدة، مـنهم مَن أطاع واتقى شر الأجهزة، ومنهم مَن عارض وكفر بسياسة النظام. النائب محمود بدر وحسن شاهين من "تمرد"، بدر أطاع فدخل البرلمان، وكانت له شقة وسيارة و"بودي جاردات"، و"فرح في الماسة". أما شاهين الذي عصا وتمسك بمبادئ رأى أنها تتسق مع ذاته، "فمش عارف يتجوز"، ولم يجد حتى فرصة عمل.


النائب طارق الخولي والمهندس أحمـد ماهر من 6 أبريل، الخولي أطاع فجلس تحت قبة البرلمان، وماهر عصا فجلس على البُرش في طرة. 

الصحفي أحمد موسى، والإعلامي باسم يوسف، موسى أطاع فأصبح نجم الشاشة، يتحفنا بمادة إعلامية غنية بالسباب والشتائم وانتهاك الأعراض، وباسم يوسف عصا فلم يستطع أن يحضر إلى مصر ليحضر جنازة والده.

النماذج كثيرة، والفارق واضح بين مصير جبهة تصدرها د.محمد البرادعي ود.علاء الأسواني وبلال فضل ووائل غنيم الذين دافعوا عن ثورة يناير، ومصير معسكر تصدره د.لميس جابر ومرتضى منصور وتوفيق عكاشة ومصطفى بكري، الذين سبّوها وخوَّنوا كل مَن شارك فيها.


سيدي الرئيس.. سماحك بوجود معارضة، هـو إعادة الروح إلى حياة سياسية ماتت، وهو الضامن لعدم تحوُّل الحركات السياسية إلى العنف.. سيدي الرئيس: ما جدوى استقبالك وفود من مثقفين وسياسيين وإعلاميين يؤيدونك وينافقونك كما نافقوا من قبلك؟ سيدي الرئيس: لماذا لا تستقبل من يعارضك، مَن يختلف معك، فهو يحب الوطن مثلك تمامًا؟




No comments:

Post a Comment