Translate

Saturday, January 9, 2016

«أبوالغار»: البرلمان «متهندس ومتظبط» ولا يمثل الشعب و«السيسى» لن يترك الحكم بعد 8 سنوات - 9/1/2016 - الوطن

«أبوالغار»: البرلمان «متهندس ومتظبط» ولا يمثل الشعب و«السيسى» لن يترك الحكم بعد 8 سنوات

أبوالغار
اعتبر الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن مجلس النواب الحالى «لا يمثل الشعب المصرى»، لأنه جاء ترجمة لقانون «متهندس ومتظبط وجرى تفصيله على مقاس البعض ولمنع البعض الآخر»، حسب قوله.
وقال «أبوالغار» فى حوار صريح مع «الوطن»، إن الأمن تدخل بقوة فى الانتخابات، ليس من خلال التصويت مثلما كان يحدث فى الماضى، وإنما من خلال استخدام نفوذه فى الريف وبين القبائل، لكن السياسى الطبيب عاد وقال إن «أى برلمان مهما كان سيئاً، أفضل من ألا يكون لدينا برلمان».
رئيس «المصرى الديمقراطى الاجتماعى» لـ«الوطن»: أرفض تعديل «مدة الرئاسة» بالدستور.. و رؤساء وزراء مصر جميعاً «سكرتارية» للرئيس منذ عام 1952 حتى الآن
وأوضح «أبوالغار» أن أجهزة الأمن حطمت القوائم المنافسة لقائمة «فى حب مصر»، ووصف نوابها بأنهم «معينون بطريقة شيك»، معلناً رفضه تحالف «دعم مصر»، لأنه مثل «الحزب الوطنى» المنحل، يُقال له «افعل كذا» فينفذ.
وأضاف أن الدولة سعيدة بالنواب المستقلين لأنها «مابتحبش الأحزاب» نهائياً، ورؤساء مصر جميعاً يريدون أن يحكموا دون وجود أى شخص يقول لهم «لا» بمن فيهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجدد رئيس «المصرى الديمقراطى» رفضه لتعديل الدستور عموماً، وتعديل مدة الرئاسة خصوصاً، وقال «لا أعتقد أن السيسى سيترك الحكم بعد 8 سنوات»، وعن الذكرى المرتقبة لثورة 25 يناير، أكد أنه لا داعى للخوف منها، والتوقيت الراهن ليس مناسباً للتظاهر.. وإلى نص الحوار:

أجهزة الأمن والرئيس يختاران رئيس البرلمان وليس النواب.. وعملية الانتخاب مسرحية ظريفة لإخراج قرار فوقى
■ كيف ترى تشكيل مجلس النواب؟
- بلد دون برلمان «كارثة»، وأى برلمان مهما كان سيئاً أفضل من ألا يكون لدينا برلمان، رئيس الجمهورية كان يصدر كل أسبوع قانوناً، وفى ظل برلمان لا يمكن أن يصدر أى قانون، وبالتالى أى قانون سيناقش فى البرلمان، وحتى لو كل النواب التابعين لرئيس الجمهورية وواخدين أوامر منه، ستجد واحداً من الـ600 نائب يقول يوجد هنا «خطأ قاتل»، ويوضح المشاكل فى أى قانون، وهذه الجلسات ستذاع فى التليفزيون، والشعب سيشاهد ويقول إن المعارض هو من على حق والباقون «ما ينفعوش» وبالتالى من «يظيطون» من النواب سيكون منظرهم فضيحة أمام من انتخبوهم.
■ هل يمثل مجلس النواب المنتخب جميع طوائف الشعب؟
- هذا البرلمان بالتأكيد لا يمثل الشعب المصرى.
■ لماذا؟
- لا يوجد برلمان يمثل أى شعب فى الدنيا، يكون «متهندس ومتظبط»، وهذا البرلمان الثابت فيه أنه لم يحدث «لعب فى الصندوق»، أما ما قبل الصندوق فكانت هناك مشاكل كثيرة، وأكبر مشكلة منها كانت قانون الانتخابات، فقد كان قانون تفصيل على مقاس البعض ليمنع تمثيل البعض، وهذا القانون وُضِع أولاً من أجل أن يأتى بكتلة كبيرة داعمة للرئيس، وثانياً من أجل أن يأتى بنواب مبارك والنواب القبليين.
■ وما المصلحة فى أن يأتى نواب مبارك؟
- لأنهم «بيسمعوا الكلام» ولديهم مصالح شخصية، فهناك جزء كبير من أعضاء البرلمان من أبناء القبائل والعائلات، وهؤلاء دائماً ما تكون أعينهم على مصالح، إما لأهلهم لأنهم متعودون على ذلك، أو لمصالح خاصة بهم، وهؤلاء هم الأغلبية، بالإضافة إلى الـ120 نائباً الذين فازوا على قائمة «فى حب مصر».
الخوف من 25 يناير نابع من «الأمن» وظهر فى أفعال المسئولين.. ولم أسمع أحداً أعلن عن نزوله للتظاهر فى ذكرى الثورة
البرلمان تمت هندسته من أجل هؤلاء، فالقانون أراد أن يضمن الرئيس أغلبية كبيرة جداً فى البرلمان، وانتخابات البرلمان أتاحت فرصة كبيرة لينفق المرشحون أموالاً كثيرة بالمخالفة لأى قانون، واللجنة العليا للانتخابات لم تكن لها علاقة بالموضوع، فقد وضعت القانون لكنها لم تطبقه، وبالتالى من الصعب أن يدخل البرلمان من لا يملك المال أو لا يقف وراءه أحد بالمال، وهناك عدد قليل من النواب فى بعض الدوائر فازوا دون إنفاق كبير مثل هيثم أبوالعز الحريرى.
■ هل كان للأمن دور فى هذه الانتخابات؟
- بالطبع.. كانت هناك تدخلات أمنية قبل الانتخابات، وهنا لا أتحدث عما قاله حازم عبدالعظيم عن التدخلات الأمنية فى قائمة «فى حب مصر»، وبالمناسبة هو قال حقائق، وما رأيته وأعلمه أن الحزب المصرى الديمقراطى لديه أعضاء فازوا بعضوية مجلس النواب وخاضوا الانتخابات كمستقلين لأن الأمن قال لهم «مش هتنجحوا لو ترشحتم باسم المصرى الديمقراطى».
■ كيف سيسقط الأمن مرشحاً فى ظل نزاهة الصندوق؟
- فى البلاد والقرى يكون للأمن نفوذ وضغوط على عُمد ومجموعات من الناس، لكن فى المدن نفوذه ضعيف، فالأمن لا يملك مثلاً أن يسقط مرشحاً فى دائرة قصر النيل أو حدائق القبة أو السيدة زينب، أما فى القرى فيوجد عُمد وعائلات لها مصالح مع الأمن، وهناك تربيطات كثيرة موجودة يمكنها أن تحرك أعداداً كثيرة للتصويت، فلا يوجد مرشح لنا فى المدينة تحدث معه الأمن، ولكنهم تحدثوا مع مرشحينا فى البلاد والقرى، سواء فى الصعيد أو وجه بحرى.
■ ما عدد أعضاء الحزب الذين فازوا فى الانتخابات كمستقلين؟ وما موقف الحزب منهم؟
- 6 مرشحين إضافة إلى 4 فازوا باسم الحزب، والحزب لم يأخذ إجراء ضدهم، لأننا نعلم أن «الدنيا زنقت عليهم وظروفهم كانت كده»، وبالمناسبة أيضاً هناك مرشحون لهم علاقة ودية معنا وجاءوا للترشح باسم الحزب وبعدها تراجعوا، لأنهم قيل لهم لا تترشحوا باسم المصرى الديمقراطى.
■ ولماذا هذا الموقف من «الأمن» تجاه الحزب؟
- لأننا حزب نؤيد مصر ونريد أن تقف الدولة المصرية على قدميها، ولكننا لا نؤيد شخصاً ولا نؤيد حكومة بعينها، فنحن نؤيد مصلحة الوطن، فعندما يتخذ رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء قراراً جيداً لمصلحة الوطن فإننا نؤيده ونصفق له ونقف معه، وعندما يتخذ قراراً سيئاً لا نسكت أيضاً ونقول هذا خطأ، ولا توجد أحزاب أخرى تفعل مثلنا بشكل كبير، فالحزب ليس مريحاً لأى وزير أو مسئول، لأننا حزب «لا يسكت»، ثم إننا كحزب أيضاً نتحدث عن الأمن عندما يقوم بأفعال ليست جيدة، ونحن الحزب الوحيد الذى أصدر بياناً شديد اللهجة بخصوص حل اتحاد الطلبة، واتهمنا الأمن بأنه شكّل قائمة وحاول أن ينجحها وفشل، وأن الأمن أعطى أوامر للوزير بإلغاء انتخابات اتحاد الطلبة.
■ هل ترى أن الأمن يصنف الحزب فى الجانب المناهض للدولة؟
- لا يستطيعون أن يقولوا عنا إننا أعداء، لأننا أول ناس كنا فى الشارع ضد الإخوان، وكنا أول من نزل فى 30 يونيو، وأنا من ألقى بيان «جبهة الإنقاذ» أمام قصر الاتحادية بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى، أنا الوحيد من رؤساء الأحزاب الذى أصدر له «مرسى» قراراً بالقبض عليه يوم 23 يونيو، وفى هذه الفترة من المؤكد أن الأمن كان سعيداً بنا.
■ وكيف ترى استحواذ المستقلين على الأغلبية؟
- النواب المستقلون الدولة سعيدة بهم جداً، لأن الدولة «مابتحبش الأحزاب» نهائياً، ولا ترغب فى وجود حياة حزبية فى مصر.
«الأمن» تدخل لتفكيك قائمة «صحوة مصر» بشكل عنيف من خلال تخويف مرشحين وحطّم القوائم المنافسة لـ«حب مصر»
الملك فؤاد كان يريد أن «يفطّس» حزب الوفد، والملك فاروق حل برلمانات الوفد، وجمال عبدالناصر ألغى الأحزاب جميعاً، وأنور السادات شكّل أحزاب ديكور، ومبارك شكّل 40 حزباً وهمياً، حتى لا يكون هناك أى حزب، والسيسى نفس الحكاية.
رؤساء مصر جميعاً يريدون أن يحكموا دون وجود أى شخص يقول لهم «لا»، فمنذ عصر الملك فؤاد وحتى الرئيس السيسى لا يوجد فرق بينهم، لكن يمكن أن تجد شخصاً أكثر وطنية وآخر أقل وحاكماً جاء فى ظروف صعبة، لكن كل رؤساء مصر يريدون أن يحكموا دون وجود أى شخص يصحح ويصلح لهم، فالأحزاب تكون موجودة فى الدول الديمقراطية الحقيقية، أما البلاد التى تحبو فى أوائل الديمقراطية أو الديكتاتورية فلا يوجد لديها أى أحزاب.
■ لكن الرئيس السيسى له شعبية كبيرة وأداؤه إلى حد كبير جيد فلماذا لا يرغب فى حياة حزبية؟
- الموضوع ليس له دخل بأداء الرئيس جيد أما لا، إنما يتعلق الموضوع بأننا نعيش فى بلد مثل مصر، يجرى حكمها بطريقة معينة سنوات طويلة جداً، وأى رئيس جديد يعتقد أنه لو تركوه يحكم بمفرده «سينجح» والشعب المصرى الكثير منهم يشجع الرؤساء جميعاً، فالموضوع له علاقة بطريقة تفكير الحاكم المصرى، سواء كان وطنياً جداً أو ربع وطنى أو سيئاً جداً.
■ هذا يعنى أن أى حاكم يحكم مصر سيتعامل بالطريقة نفسها مع الأحزاب؟
- نعم.. ولن يتوقف هذا إلا إذا وقف الشعب وقال إننا نريد ديمقراطية ولنا رأى.
■ لكن قائمة «فى حب مصر» نافست عدداً من القوائم القوية فى 3 دوائر من 4 ومع ذلك التصويت لها كان فارقاً بشكل كبير؟
- هذا صحيح، ويرجع إلى أن الأمن حطم القوائم وتدخل تدخلاً مباشراً، فمثلاً قائمة «صحوة مصر» تدخل الأمن تدخلاً مباشراً من خلال تخويف مرشحين أو توجيه النصح لهم، والدولة تدخلت بمنتهى القوة لتفكيك هذه القائمة، والتدخل كان عنيفاً.
■ إذن المشكلة هى فيمن يرضخ للضغوط لأنه دائماً ما تكون هناك ضغوط؟
- المشكلة هى أن الدولة قوية جداً، وإذا كان المرشح مثلاً رجل أعمال وأراد أن يخوض الانتخابات، والأمن رفض، وأصر المرشح وترشح، فإن هذا سيتسبب فى مشاكل له سواء فى العمل أو غيره.
■ من يملأ فراغ الإسلام السياسى فى البرلمان من وجهة نظرك؟
- لو أغلبية البرلمان الواضحة الآن استمرت بطريقتها فى أن تقول «عظمة على عظمة» فإن هذا سيعطى قُبلة حياة للإسلاميين، فهم كانوا يعارضون فى كل البرلمانات، جزء منها بالعقل وجزء بالجنان، وعلينا أن نؤكد أن النواب الذين سيقفون ويقولون هذا صح وهذا خطأ ليسوا كثيرين.
■ وأين يقف حزب «المصريين الأحرار» الآن من وجهة نظرك؟
- «المصريين الأحرار» له تنظيم ليس على مستوى الشارع، فقط إنما له نواب بالبرلمان، وبالتالى سيصوت ككتلة واحدة فعلاً، وموقفه من الدولة سيكون جيداً ويعارض الخطأ ويؤيد الصحيح.
■ كان هناك حديث عن تحالف يجمع حزبك و«المصريين الأحرار» ما الموقف الآن؟
- لم يعد قائماً بشكل قوى، ولكن يمكن أن يحدث نوع من التفاهم بين نواب حزبنا وأى صوت ينادى بأفكار تتوافق معنا.
■ هل تم أى تواصل بخصوص تعيينات الرئيس فى البرلمان معكم؟
- لا.. لم يتحدث معنا أحد.
■ لماذا لم تتم دعوتكم للدخول فى تحالف «دعم مصر»؟
- لم تتم دعوتنا كحزب، إنما تم توجيه الدعوة لنوابنا، وهناك فرق بين تلبية دعوة الحضور والتوقيع بالموافقة، وأى شىء آخر، فلا يوجد لدينا نواب وقعوا على تحالف «دعم مصر»، لأنها فكرة ليست جيدة على الإطلاق.
«دعم مصر» مثل «الحزب الوطنى».. ونواب «حب مصر» يعتبرون «معينين» بطريقة «شيك».. وأجهزة الدولة صنعت «مستقبل وطن»
■ لماذا ترى أن فكرة تحالف «دعم مصر» غير جيدة على الإطلاق؟
- لأن كل مصر تدعم الدولة، فأنا أريد الحرية، و«دعم مصر» لا يملك الحرية، هو مثل «الحزب الوطنى» المنحل، ويقال له «افعل كذا» فينفذ، فمثلاً الآن يعد الرئيس السيسى لمشروع «المليون ونصف المليون فدان»، وهو مشروع نحن نعلم جيداً عن طريق الخبراء الكثيرين أن هذا المشروع فاشل، لأن المياه الجوفية التى ستستخدم فى الزراعة مياه غير متجددة، وبالتالى لا يجوز استصلاح ملايين الأفدنة ولا تجد ماء لزراعتها بعد فترة، وبالتالى عند طرح هذا المشروع فى البرلمان سأطالب بدراسة هذا القرار بقانون جيداً ودراسة التربة وغيرها، أما «دعم مصر» فسيوافق لمجرد أن القانون جاء من الرئيس.
■ لكن ألا ترى أن الرئيس يحتاج تكتلاً يقف خلفه داخل البرلمان ويساعده على سرعة إصدار القوانين؟
- لا، الرئيس لا يحتاج لهذا على الإطلاق، فأى قانون جيد سيوافق عليه جميع النواب، لأنه لا يوجد أحد يرغب فى الوقوف أمام السيسى أو أمام الدولة المصرية، فبالتأكيد السيسى له شعبية كبيرة، ولكن لا علاقة للشعبية بالمشروعات.
■ الحزب الوطنى كان يجمع مستقلين لتقوية هيئته البرلمانية فهل الأسلوب نفسه يتبعه «دعم مصر»؟
- نعم نفس الطريقة، فلا يوجد أى فرق بين «دعم مصر» والحزب الوطنى، فـ«دعم مصر» عبارة عن محاولة لعمل حزب وطنى جديد، وهذا غير جيد لمصر لأنه قد يؤسس لمشروعات ويصدر قوانين خاطئة، ولا يعطى فرصة للبرلمان أن يعبر عن رأيه الحقيقى، وكل ما يُصنع من فوق دائماً يفشل.
أيام الاتحاد الاشتراكى كانت منظمة الشباب تحرك مصر جميعاً، وعندما جاء السادات فككها فى 5 دقائق، وكذلك حزب «مستقبل وطن»، الدولة هى التى أنشأته وأجهزة الدولة هى من صنعته، ومع ذلك إذا لم يكن السيسى وراء هذا الحزب 500% يتم تفكيكه فى 3 دقائق وليس خمس دقائق، أما لو كان هذا الحزب خارجاً من الشارع بشكل حقيقى ولهم رأى مستقل فإنهم سيصبحون حزبا|ً صحيحاً.
■ ما أكثر شىء يقلقك من البرلمان حالياً؟
- أن «يصفق» فقط طول الوقت ولا يدرس القوانين بشكل جيد.
■ كيف ترى فكرة تعديل الدستور؟
- إذا حدث تعديل للدستور هذه ستكون كارثة كبرى سوف تحل بمصر، فهل يوجد فى الدنيا كلها أو فى العقل البشرى دستور يتم وضعه ويوافق عليه 98% من الشعب، ويتم تعديله قبل تطبيقه.
أى برلمان مهما كان سيئاً أفضل من «كارثة» عدم وجود برلمان.. والدولة سعيدة بالنواب المستقلين لأنها «مابتحبش الأحزاب»
■ البعض يرى تعديل باب صلاحيات الرئيس التى تقلصت لصالح مجلس النواب؟
- «كل المهرجان ده يحدث من أجل صلاحيات الرئيس ومدة الرئاسة؟» وماذا عن الحريات والحقوق الخاصة بالشعب؟ ثم إن البرلمان لم يأخذ صلاحيات كبيرة من الرئيس، فرئيس الجمهورية يختار رئيس الوزراء ويعرضه على البرلمان ويعين وزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية، وأنا أيضاً لا أوافق على تعديل مدة الرئيس، وإن كنت أعلم أنه لا يوجد رئيس يترك الحكم فى مصر.
■ هل تعنى أن «السيسى» لن يترك الحكم بعد قضاء دورتى الرئاسة البالغتين 8 سنوات؟
- لا أعتقد.. وتجربتنا منذ 1952 لن يترك رئيس الحكم فى مصر.
■ هل أنت راضٍ عن أداء الحزب فى الانتخابات البرلمانية الماضية؟
- الحزب بذل أقصى جهد ممكن وحاولنا الحصول على تمويل، ولكننا لا نستطيع أن نقاوم الأمن والدولة، ونحن حزب لا يملك قبليات ولا عائلات.
■ لكن لا يمكن أن ننكر أن هناك أزمات داخلية فى الحزب نتج عنها انشقاقه إلى جبهتين؟
- أتحدث بأمانة، الحزب الديمقراطى شديد الديمقراطية فى مصر، وكرئيس للحزب لا أتخذ أى قرار إلا بعد موافقة حقيقية من الأعضاء، وما حدث داخل الحزب ليس انقساماً إنما تنافس.
■ متى جرت انتخابات رئيس الحزب؟ وهل ستترشح مرة أخرى على رئاسته؟
- فى الغالب ستتم الانتخابات على رئاسة الحزب فى النصف الثانى من فبراير المقبل، ولن أترشح على رئاسة الحزب نهائياً.
■ ولماذا لن تترشح على رئاسة الحزب مرة أخرى؟
- لسببين، الأول من أجل تأسيس الديمقراطية ويكون هناك تداول للسلطة داخل الحزب، والثانى أن السن له أحكام، وبالتالى يجب ترك الفرصة للأجيال الجديدة.
■ وماذا سيكون موقعك داخل الحزب؟
- هناك احتمال أن أكون رئيس مجلس أمناء الحزب.
■ ومن سيترشح على رئاسة الحزب؟
- حتى الآن من أبدى رغبته فى الترشح هو الدكتور إيهاب الخراط، وعند فتح باب الترشح سوف نعرف من سيترشح أيضاً، ولن أدعم أحداً وسأكون محايداً.
■ ألا ترى أن الحزب يمكن أن يتأثر بتركك رئاسته؟
- الحزب الذى يعتمد على شخص واحد لا يعتبر حزباً، كذلك الدولة التى تعتمد على شخص واحد لا تعتبر دولة، فقد كنا أيام مبارك نبحث عمن سيخلفه ولم نجد وقتها.
■ ما تقييمك لأداء الرئيس السيسى؟
- أرى أن أداء الرئيس فى السياسة الخارجية جيد، ويحاول بقوة على الرغم من الصعوبات الشديدة فى موقف الغرب معنا، فهم حتى الآن يعتبرون «مرسى» رئيساً انتخب بشكل ديمقراطى وترك الحكم بطريقة ديكتاتورية، والغرب رسمياً اعترف بالأمر الواقع وإنما من داخلهم هم ليسوا سعداء، ويتعاملون معنا بطريقة غير جيدة، الأوروبيون لا يحبون أن يروا رئيساً عسكرياً أو أصله عسكرى، ومع ذلك استطاع السيسى عمل علاقات جيدة مع فرنسا ودول جنوب البحر المتوسط، وعلى مستوى الدول العربية قام بمجهود كبير، وأرى أن رحيل الملك عبدالله كان مشكلة كبيرة، فقد كان يقف معنا بوضوح وقوة وضد الإخوان، الآن الموقف تغير، والسيسى يستطيع أن يسيّر أموره دون أن يورطنا.
■ وكيف ترى أداء الرئيس على المستوى الاقتصادى؟
- أكثر شىء يقلقنى هو الاقتصاد، فإننى لا أخشى من الإرهاب بقدر خشيتى من الوضع الاقتصادى، فلا يجوز بأى حال من الأحوال فى بلد مثل مصر مأزومة اقتصادياً، أن تنفذ مشاريع ضخمة جداً دون دراسة، فلا يجوز حفر قناة السويس دون أن تتم دراسة كبيرة من الخبراء المدنيين، فلا يجوز أن تكون الهيئة الهندسية فقط هى من يفعل كل شىء.
■ وفيما يخص مكافحة الفساد؟
- فى مكافحة الفساد هناك تقدم كبير فى مصر فى مكافحة الفساد الكبير، أما الفساد الصغير بالطبع فلا أحد يستطيع القضاء عليه سوى بأمور أخرى وعلى فترات، فمصر تقدمت فى معدل الشفافية العالمى كثيراً وقد كنا متأخرين جداً، ففى أيام مبارك كان معروفاً أن هناك 7 وزراء حرامية، اليوم لا يوجد وزير حرامى، وعندما ضُبط وزير فاسد تم القبض عليه، فمكافحة الفساد ميزة كبيرة فى أداء الرئيس، لكن ملف حقوق الإنسان تراجع جداً.
■ كيف رصدت ذلك؟
- هناك تعدٍ كبير جداً على حقوق الإنسان للشعب المصرى وهو أمر يزيد ولا يقل، والأمن توغل بشدة خاصة مع الشباب دون وجه حق، وعدنا كما كنا، فالنظام خائف جداً وما زال يذكر 25 يناير، ولو كان هناك تفكير لبحث عن طريقة للتعامل مع هذا الملف، ولكنهم يستخدمون القوة بنفس الطريقة السابقة التى لن تؤدى إلى شىء، 60% من الشعب شباب تحت 25 سنة فهل النظام «هيتخانق» مع 60% من الشعب، طبعاً «مينفعش»، وبالتالى التعذيب والضرب والاختفاء القسرى لا تجوز فى دولة عصرية فى القرن الـ21، وقانون التظاهر يجب تعديله.
■ لكن كل الأنظمة بها قانون تظاهر قوى؟
-لا أطالب بإلغائه، وإنما أطالب بتعديله فى مواد معروفة وواضحة تحدث عنها حقوق الإنسان، فإننى عندما أتحدث عن التظاهر فإننى أقصد التظاهر السلمى.
■ وفى ملف مكافحة الإرهاب ما تعليقك؟
- أرى أن الجيش والشرطة يبذلون أقصى جهد، ونرجو أن يستطيعوا أن يسيطروا على شمال سيناء.
■ ما تقييمك لحكومة شريف إسماعيل؟
- رئيس وزراء مصر ورؤساء وزراء مصر، هم مجرد سكرتارية لأى رئيس لمصر منذ عام 1952، أحمد نظيف كان سكرتيراً لمبارك، كذلك شريف إسماعيل ومن قبله المهندس إبراهيم محلب كانوا سكرتارية للرئيس السيسى، لا يستطيعون عمل أى شىء دون إذن الرئيس، وهذا ليس جديداً، فلا فروقات كبيرة بين رؤساء الوزراء، فمنهم من ينزل للشارع وآخر لا، فقط رئيس الوزراء يكون جيداً عندما تترك له حرية الفكر والابتكار.
■ هناك مخاوف من ذكرى ثورة 25 يناير.
- لا أعتقد أنه سيكون هناك أى شىء مقلق، والخوف نفسى ونابع من الأمن، الذى يصل بدوره للمسئولين من خلال بعض الأفعال، وأنا كحزب لا أرى أن هذا وقت نزول ولا وقت لخبطة، فلا يوجد أى خوف أو قلق ولم أسمع عن أحد أعلن عن نزوله فى 25 يناير، ولكن إذا استمرت الضغوط الأمنية على الشعب فإن الشعب سيقف، فعندما توفى مواطن فى الأقصر فى قسم الشرطة، وقف البلد بأكمله لأن المواطن المصرى اختلف.

No comments:

Post a Comment