Translate

Monday, January 11, 2016

سهرة رائعة.. وعواصف جامحة بقلم د. يحيى الجمل ١١/ ١/ ٢٠١٦

أعتز اعتزازاً شديداً بعلاقتى بالإخوة المسيحيين فى مصر بكل كنائسهم، وأعتز اعتزازاً شديداً بعلاقتى بالمرحوم قداسة البابا شنودة وبعلاقتى بالبابا تواضروس، وأعتز بعلاقتى بالإخوة الأعزاء أعضاء الكنيسة الإنجيلية، وفى الأسبوع الماضى دعيت من قبل الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ولبيت الدعوة بطبيعة الحال، وكان هناك حشد كبير من المصريين جميعاً، وكان المسلمون أكثر من المسيحيين، وكان هناك عدد من الوزراء الحاليين والوزراء السابقين واستمعنا إلى ترانيم جميلة أشبه بالترانيم الصوفية. وقيلت أغانٍ مشتركة بين مقدم الأغنية من على المسرح وبين الجمهور الحاشد، ثم تكلم القس أندريه زكى، رئيس الهيئة، وكان فى كلامه وطنياً ورائعاً كعادته، وكان هتاف تحيا مصر يتردد بين كل عبارة وعبارة. كانت القاعة كلها متحمسة لتهتف باسم مصر.
ومن الأمور التى لفتت نظرى فى أحاديث بعض المتكلمين، الكلام عن السيد المسيح، عليه السلام، وعن فترة «لجوئه» إلى مصر. وقارن المتحدث بين ملايين اللاجئين الذين يهيمون على وجوههم فى أنحاء الأرض وبين السيد المسيح، عليه السلام، «اللاجئ الإلهى» الذى ارتاح لمصر وارتاحت مصر لزيارته ومباركته لأرضها وازدادت اطمئناناً وسعادة.
وقد مكث السيد المسيح، عليه السلام، ووالدته السيدة العذراء مريم البتول- التى لم يذكر القرآن الكريم اسم سيدة إلا اسم السيدة مريم وخصص لها سورة كاملة- فترة طويلة وباركا بزيارتهما أماكن متعددة من أرض مصر من شمال سينا إلى بلبيس إلى القاهرة، ثم نزولا فى النيل إلى صعيد مصر، حيث أقاما هناك فترة غير قليلة. وكان ذلك اللجوء إلى مصر هرباً من طغيان الرومان وحاكمهم الذى قرر أن يقتل كل الأطفال الذين يولدون فى منطقة أورشليم نتيجة لاعتقاده بأنه سيولد طفل يغيّر شكل المنطقة تغييراً كاملاً.. وقد كان.
حقاً كانت سهرة رائعة تلك التى قضيناها فى رحاب ميلاد السيد المسيح، عليه السلام، فى تلك الليلة المباركة، وفى ذلك المكان الطيب.
وتشاء الأقدار القاسية ألا تطول فرحة الشعوب العربية بهذه الذكرى العظيمة، وقد اقترن بها عيد ميلاد المصطفى، عليه الصلاة والسلام.
اضطربت الأمور فى المنطقة اضطراباً شديداً نتيجة عدوان إيران على مقر السفارة والقنصلية السعودية فى إيران واحتلالها وطرد الدبلوماسيين العرب منها. وكان طبيعياً أن يكون هناك رد سعودى على هذا العدوان الخطير. فقررت السعودية ومعها البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وقررت دولة الإمارات أن تهبط بدرجة تمثيلها لدى إيران، وأعلنت جمهورية مصر العربية تأييدها الكامل لموقف السعودية. ومن المعلوم أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران مقطوعة منذ حوالى ٢٧ عاماً.
والأمر البالغ الخطورة فى هذا الحدث أنه سيثير رضينا أم أبينا ذلك الصراع الذى لا معنى له ولا أصل فى صحيح الدين بين الطائفة السنية والطائفة الشيعية، ذلك الصراع الذى كنا نحسب أننا نقترب من الخلاص منه بالقضاء على تنظيمات الإسلام السياسى، فإذا به يطل علينا من جديد بصورة أعنف وأكثر خطراً وأكثر استقطاباً.
وقد عبر رئيس جمهورية مصر العربية عن موقف مصر من هذه الأحداث تعبيراً واضحاً، وجدد دعوته إلى ضرورة إنشاء القوة العربية المشتركة، وقال إن المرحلة الحالية وما تفرضه من تحديات تقتضى دفع الجهود العربية لمواجهة هذه المخاطر والتحديات، ونوه سيادته بأن الأمن القومى المصرى مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن منطقة الخليج العربى، وبالطبع فإن فى مقدمتها أمن السعودية وأمن الإمارات وأمن البحرين الذى تهدده إيران تهديداً واضحاً وسافراً.
وفى تصريح واضح وصريح قال وزير خارجية مصر إن مصر ترفض رفضاً كاملاً كل عدوان على المملكة العربية السعودية أو البحرين أو أى دولة فى الخليج العربى، وإن مصر لن تتردد فى الوقوف مع أشقائها العرب فى كل الملمّات.
وكذلك فإن الأمانة العامة للجامعة العربية أدانت الاعتداءات على السفارة السعودية فى طهران أو القنصلية السعودية فى مدينة مشهد.
وأسأل الله أن يحفظ الأمة العربية من كل عدوان.
والله المستعان.

No comments:

Post a Comment