Translate

Saturday, April 2, 2016

درهم وقاية ولا قنطار علاج! بقلم د. وسيم السيسى ٢/ ٤/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

سأل أوزيريس إيمحوتب: كيف تقضى على ثالوث الفناء أى الفقر والجهل والمرض؟! قال إيمحوتب ومعنى الاسم «القادم فى سلام»: نهر النيل!
سأل أوزيريس: كيف؟!
قال إيمحوتب: نقضى على الفقر، بالماء للشرب، وبالطمى للزراعة أى للطعام والكساء «الكتان» وأيضاً للبناء «المسكن»، أما الجهل فنقضى عليه بأوراق البردى، وأقلام بوص البردى، ونبات النيلة للحبر حتى نسجل تاريخنا وتجاربنا، أما المرض فنقضى عليه بماء النهر للنظافة، والسباحة، والنباتات الطبية لعلاج الأمراض!
قال أوزيريس: هذا صحيح، إذا صح النيل صحت مصر كلها، وإذا مرض النيل.. مرضت مصر كلها!! لذا نجد فى الاعتراف الإنكارى، كان المصرى القديم يشهد أمام محكمة العدل الإلهية أنه لم يلوث مياه النيل!
كان الشعب المصرى من أكثر الشعوب صحة، شهد بذلك هيرودوت حين قال كيف يمرض المصريون، ودائماً فى طعامهم الثوم، والبصل، والليمون، كما شهد بذلك المقريزى.
سلمت مصر من الحر والبرد، طاب هواؤها وخف بردها، وضعف حرها، وسلم أهلها من صواعق تهامة، وجرب اليمن، ودماميل الجزيرة، وطواعين الشام!
كانت مصر القديمة تؤمن بأن الوقاية خير من العلاج، نجد فى تنظيم الأسرة: استخدموا اللولب واللبوسات المهبلية، كما كانت غرفة فى حديقة المنزل أو على سطحه تسمى الماميزى، تعزل فيها المرأة الحامل أسبوعاً قبل الولادة، وأسبوعاً بعدها، ولا تدخل عليها إلا امرأة تحمل لها الغذاء والشراب خوفاً من حمى النفاس! عرفت مصر العناية بالأم الحامل قبل الولادة وبعدها، والذى عرفته فرنسا ١٩٠٠م، وأمريكا ١٩١٠م!! أى بعد مصر بآلاف السنين!! كذلك كان إرضاع الطفل ثلاث سنوات، كما كان ختان الذكور بعد سن ثلاث سنوات بالمخدر الموضعى «ثبت خطأ ختان الذكور قبل سن ثلاث سنوات» North American Clinics، كانوا يتجنبون خلع الأسنان، بل تثبيت السنة القلقة مع ما حولها بأسلاك من ذهب، أو عمل تربنة صغيرة تحت الضرس إذا كان هناك صديد، أو زرع الأسنان!!
كان تسوس الأسنان نادراً لاستخدام العسل الأبيض للتحلية، والبيرة، وقد ثبت أنها تحتوى على تيراميسين «جون NUN» «الطب فى مصر القديمة».
كان الطبيب لا يتقاضى أجراً من المريض، لأن الدولة كفلت له حياة كريمة، بل كانت الهدايا التى تصله، يهديها لمدرسة الطب «بيت الحياة»، التى تخرج فيها! هذا ما وصلت إليه إنجلترا أخيراً! وضعت حائلاً بين يد الطبيب وجيب المريض! أى التأمين الصحى! «برنارد شو- حيرة الطبيب» كما أعطت مصر للمريض حق شكوى الطبيب.
كان الفلاح المصرى لا ينزل إلى الماء إلا وعازل ذكرى بحزام حتى لا يتبول فى النيل! وبهذه المناسبة.. عرفوا البلهارسيا وسموها عاع، وعرفوا الدودة وسموها حررت، وعرفوا الدواء «الأنتيمون- الطرطير»، واستخدموه فى لبوسات شرجية، ولو كنا استخدمنا هذه الطريقة بديلاً عن الحقن لما فتك بنا فيروس C هذا الفتك الفظيع!
اهتم أجدادنا بالبيئة حتى إن هيرودوت قال: عجبت للمصريين.. يتناولون طعامهم بالخارج، ويقضون حاجتهم بالداخل!! كان نظام الصرف الصحى بمواسير نحاسية قطرها ٥٠ سم، وتمتد ٤٠٠ متر بعيداً عن المنزل!
كان تراب الفرن بديلاً عن الصابون، ودخان النطرون لطرد الذباب والناموس!
كانوا يرون أن السمنة إذا تفشت فى بلد فهذا دليل على كسله وترهله، يقول العقاد: انظر إلى نفرتارى أو نفرتيتى على الجداريات! تكاد الواحدة تطير من فرط الخفة والرشاقة! وهذا هو الجمال المصرى القديم الذى عاد إليه العالم فى القرن العشرين!.

No comments:

Post a Comment