Translate

Tuesday, June 17, 2014

من مانديلا إلى السيسى (٢) د. محمد أبوالغار ١٧/ ٦/ ٢٠١٤

لقد سعدت عندما سمعتك تتحدث إلى شعبك عن تحقيق الحرية لأبناء مصر، فنحن فى القارة الأفريقية نعتز بتاريخ الثورات المصرية ولا تزال ثورة ١٩١٩ هى الثورة الشعبية الأم فى قارتنا السوداء، وتلتها ثورات أفريقية انتهت بثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
سيدى الرئيس، لقد سجنت فى زنزانة صغيرة فى سجن شديد الحراسة فى جزيرة روبين أقصى جنوب قارتنا، وكان التعذيب الشديد يطالنا جميعاً بجميع الآلات الجهنمية التى اخترعها النازى فى سجونه ومات منا الكثيرون وأصيب معظمنا بعاهات مستديمة وأمراض صدرية قاتلة من العمل فى الصخور التى تحتوى على مواد كيماوية قاتلة.
عزيزى الرئيس، سوف يحمل التاريخ إلى الأبد عار التعذيب فى سجون جنوب أفريقيا، وأرجو أن تتأكد بنفسك أنه لا يوجد تعذيب فى أقسام الشرطة أو السجون المصرية لأننا كنا نقرأ ونسمع عن تعذيب شديد فى مصر عبر عشرات السنوات، ويبدو أن مسلسل التعذيب فى بلدكم قد عاد مرة أخرى، وهذا الأمر عار على دولة قامت بثورتين عظيمتين. أعلم أن دستوركم العظيم قد نص على أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم ولكن بعض غلاظ القلوب يعتقد أن التعذيب جزء من عمل الشرطة وأنه أمر أساسى فى حماية النظام. منع التعذيب بكل أنواعه هو مسؤولية الرئيس شخصياً، وعليه التأكد من توقف هذا الأمر المشين فوراً وبأوامر شخصية منه. عندكم قانون تنظيم التظاهر به خلل واضح وأدى إلى ظلم فادح وفجوة بينكم وبين الشباب. صحح هذا الوضع المسىء سريعاً يا سيدى الرئيس.
جنوب أفريقيا يا سيادة الرئيس دولة صناعية كبيرة وبها صناعات حديثة ومتقدمة وقد استطاع علماؤنا تصنيع قنبلة ذرية، ولكننى فور أن توليت الحكم وقعت اتفاقاً مع العالم على تفكيك الصناعة الحربية النووية طواعية ونحن نعمل بالطاقة النووية لتوفير الطاقة فقط.
نحن نصنع الطائرات والكيماويات ونصنع الماس والأدوية. أين مشروعكم النووى السلمى؟ وأين مشروعكم الصناعى الضخم؟ لقد زار أحد أساتذتنا الكبار مصر منذ سنوات وكتب يقول إن مصر دولة كبيرة ويبدو أنها سوف تقود أفريقيا صناعياً وعلمياً وثقافياً. ماذا حدث لكم، وكيف أصبحنا فى جنوب القارة متقدمين عنكم بمسافة كبيرة؟
سيدى الرئيس، سعدت حين ذكرت فى كلمتك الأخيرة عن استعادة الأمن وهيبة الدولة فى مصر، وهى حلم كل المصريين لأن السياحة لن تعود ولن تضخ أموال الاستثمار فى دولة غير آمنة وهنا توجد معادلة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، تحقيق الأمن ضرورة والحفاظ على كرامة المواطن وعلى كل مبادئ حقوق الإنسان أمر لا يمكن التنازل عنه فى مصر الحديثة، وهذا لن يتأتى إلا بتطوير الشرطة المصرية من الناحية التقنية ورفع الكفاءة وتذكيرهم بحقوق الإنسان ليل نهار ومعاقبة من يخرج على ذلك.
سلامى إليك يا سيادة الرئيس وشد حيلك.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment