Translate

Friday, June 6, 2014

الرئيس عدلى منصور والوصايا السبع بقلم د. وسيم السيسى ٧/ ٦/ ٢٠١٤

مبروك علينا الرئيس السابع فى اليوم السابع، ورقم سبعة يدعو للتفاؤل من قديم الزمان!
قدس أجدادنا المصريون القدماء هذا الرقم، فالسماوات سبع، الكواكب سبعة، البقرات السبع توفر الطعام للمتوفى، الهاتورات السبعة تتنبأ بمصير كل مولود، الأرواح التى تحمى أوزيريس سبعة، والعقارب التى تحمى حورس سبعة، أبواب العالم السفلى سبعة، سنوات الوفرة سبع بقرات سمان، سنوات القحط سبع بقرات عجاف، وتخطيط العالم بواسطة تحوتى.. سبعة صقور، والله خلق العالم فى ستة أيام (الهرم المدرج ٦ درجات.. إيمحوتب) واستراح فى اليوم السابع.
كان أجدادنا يطوفون حول هرم ميدوم سبع مرات، والسلم الموسيقى سبعة، الحواس سبع: خمس حواس + القلب + العقل.
انتقلت قداسة الرقم سبعة إلى المسيحية، نجد فى سفر الرؤيا سبعة أرواح أمام عرش الإله، والكنائس سبع، ومنابر الذهب سبعة، الأختام سبعة، والمصابيح أمام العرش سبعة، الخروف له سبع أعين، وسبعة قرون، وشبه إنسان فى يده سبعة كواكب، وعند فتح الختم السابع، نجد سبعة ملائكة يقفون أمام عرش الله، ومعهم سبعة أبواق (جمع بوق)، أخيراً الرعود سبعة!
انتقلت قداسة هذا الرقم إلى الجزيرة العربية من قبل الإسلام، فكان الابتهال ٧ مرات، الطواف ٧ مرات، السعى بين الصفا والمروة ٧ مرات، رمى الجمرات سبع مرات.
فى العصر العباسى الأول.. كانت حركة الترجمة على أشدها.. ترجموا عن الحضارة اليونانية المأخوذة عن الحضارة المصرية كما جاء على لسان أفلاطون فى كتابة القوانين. ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر! وكان هناك جماعة علمية رائعة اسمها: إخوان الصفا وخلان الوفا.
وبكل أسف قضى أعداء الحضارة عليها، هذه الجماعة عرفت أن الكواكب سبعة كما اكتشفتها مصر منذ آلاف السنين، فقالت: اعلم أن الساعة الأولى من نهار الأحد للشمس، ومن الاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشترى، والجمعة للزهرة، والسبت لزحل.
أخذ الغرب بهذا التقسيم، وسمى يوم الأحد يوم الشمس sunday، والاثنين يوم القمر moonday أو monday كما نقولها الآن، والساعة الأولى من نهار الثلاثاء للمريخ mars فأصبح اسمه mardi أو تيوزداى، تيوز هو إله الحرب عند أمم الشمال، والأربعاء لعطارد أو ميركورى فأصبح ميركرودى أو ودنزداى، وأودين هو إله الفنون، والخميس لجوبتر، فأصبح Judi، الجمعة للزهرة كما كانت تسميها مصر (حتحور ربة الجمال)، فأصبحت فينوس أو فندردى. أو فراى داى، وهى ربة الجمال عند الأنجلوسكسون، وأخيرا السبت لزحل saturn فأصبح ساترداى، فى خطاب الوداع للرئيس عدلى منصور ترك لنا سبع وصايا.. ارتج عليه الكلام أكثر من مرة، طفرت الدموع من عينيه على الشهداء، تذكرت العقاد حين قال: كن رجلا وابك! فالبكاء ليس ضعفا ولكنه فرط الشعور!
عدلى منصور! يا عظيم النفس من غير تعظم، يا كبير القلب من غير تكبر ولا تجبر، حين قابلتك فى احتفالية لجنة الخمسين، أخذتنى بالحضن، قائلاً: دكتور وسيم.. أحسست وقتها بالحب الغامر لكم، وإن لم تربطنى بكم أواصر الدم فقد ربطتنى بكم أنبل صلات الإنسانية والمواطنة والوفاء.

No comments:

Post a Comment