ثم أُعلن عن خلاف بين حركتى السلام الألمانية والإسرائيلية. والمفارقة هنا أن حزب الخضر بألمانيا قد انتهى إلى نتيجة مفادها أنه إذا وجهت الحكومة الإسرائيلية نداء إلى الرئيس بوش فإنه قد يتوقف عن غزو العراق. وعندئذ أدلى أحد أعضاء الحزب بتصريح جاء فيه أن هجوم العراق على إسرائيل كان النتيجة الطبيعية لسياسة إسرائيل نحو الشعب الفلسطينى والدول العربية بما فيها العراق. وإذا امتنعت إسرائيل عن توجيه نداء إلى الرئيس بوش لوقف إطلاق النار فى الخليج فإن إسرائيل تكون مسؤولة عن استمرار الحرب. وعلى الضد من ذلك أعلنت حركة السلام الآن فى ٢٠ فبراير أن إسرائيل هى آخر دولة يمكن أن تطلب وقف إطلاق النار فى الخليج، وأن لها الحق فى التعبير عن حزنها إذا لم يتم سحق صدام حسين. وهكذا برز الخلاف الجوهرى بين حركتى السلام الأوروبية والإسرائيلية. ومع ذلك فإن حركة السلام الآن لم تتوقف عن نقد الحكومة الإسرائيلية فى امتناعها عن إجراء حوار مع الفلسطينيين لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى. ففى ٢٤ فبراير ١٩٩١ أرسلت حركة السلام الآن خطاباً إلى أصدقائهم فى أمريكا جاء فيه أن تعاون مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية مع أمريكا أثناء الحرب ضد العراق قد يكون مهمازاً للتعاون من أجل إنهاء الصراع. وفى هذا السياق أعلن الرئيس بوش فى أول أكتوبر ١٩٩١ أن ثمة فرصة لإنهاء الصراع فى حالة انسحاب العراق من الكويت بلا شروط وذلك بإعلان مبادئ تنص على الاعتراف بوجود إسرائيل فى مقابل منح الفلسطينيين حقوقهم السياسية المشروعة. وإثر ذلك ارتحل وزير الخارجية جيمس بيكر إلى الشرق الأوسط. وهناك طلب من منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون جزءًا من الوفد الأردنى، وقد كان.
والسؤال إذن:
لماذا استسلم الفلسطينيون لذلك المطلب؟
لسببين: السبب الأول انحيازها لصدام حسين أثناء حرب الخليج. وقد دفعت الثمن باهظا سياسياً واقتصادياً، إذ امتنعت السعودية عن تقديم دعمها المالى. والسبب الثانى قبول رئيس الوزراء الإسرائيلى لعقد مؤتمر دولى للسلام خاصة أن أغلب الإسرائيليين بعد مرور أربع سنوات على الانتفاضة قد اقتنعوا بأن الانتفاضة لن تُقهر. ومن هنا ركزت حركة السلام الآن على أربعة محاور:
■ معارضة التوسع فى المستوطنات
■ تحريض الحكومة الإسرائيلية على أن تكون مرنة فى المفاوضات.
■ دعم الرأى العام المؤيد لمسار السلام.
■ إقناع الفلسطينيين بأن يكونوا معتدلين فى مطالبهم.
وإثر ذلك أعادت حركة السلام الآن شعاراً كان قد توارى أثناء حرب الخليج وهو «حان وقت السلام». ولكن حزب العمل امتنع عن المشاركة، ومع ذلك فقد اشتركت الغالبية العظمى من أعضائه فى المظاهرات تحت شعار «حان وقت السلام» وتظاهروا جميعا ضد المستوطنين فى أريحا والقدس وحيفا.
وفى ٣٠ أكتوبر ١٩٩١ انعقد مؤتمر دولى فى القصر الملكى بمدريد فماذا حدث فيه؟
No comments:
Post a Comment