Translate

Sunday, February 21, 2016

رياح الخماسين هتطيَّر الحكومة!! بقلم د. محمود عمارة ٢٢/ ٢/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

اعتدتُ أن أترك سيارتى لأستخدم التاكسى.. قناعةً بأنه أسهل وأوفر.. والأهم: لمعرفة نبض الشارع، حتى أتمكَّن من التعبير عنه، فى كتاباتى وعلى الشاشات!!
بالأمس دار حوار مع «سائق لتاكسى».. إليكم بالنص ما جاء فيه:
سألنى: حضرتك بتطلع فى التليفزيون؟
من غير مُجاملة: أنا لو شوفتك على أى شاشة بحب أسمعك.. لأن كلامك صريح ومن الآخر، و.. (نسيت أعرَّفك بنفسى: أنا معايا دبلومة فى القانون وعايز أعمل دكتوراه فى الجنائى)!!
■ أهلاً وسهلاً.. فُرصة أسألك عن أحوال البلد، وزباينك رأيهم إيه فى الرئيس والحكومة؟
دُغرى كده على طريقة حضرتك: شعبية الرئيس لسَّه كويسة.. قلِّت شوية صحيح، لكن ناس كثير بتدعيله إن ربنا يعينه على البلاوى المتلتلة اللى سبهالنا حسنى مبارك وسنينه.. لكن الحقيقة فيه ناس غضبانة من الرئيس.. زى بتوع المعاشات- فيه ناس بتاخد معاش أقل من ٥٠٠ جنيه فى الشهر.. هيعيشوا إزَّاى؟.. وفيه شباب كتير عايز يسيب البلد، حاسين إنهم مُهمَّشين، ومفيش مستقبل.. ناس غضبانة من تصرفات الشرطة، والجهاز الحكومى واقف حال البلد!!
■ قُـلت له: ما هو الراجل مش ملاحق برَّه وجوَّه.. مش واجب نُصبر عليه كمان سنتين عشان النتايج تبان؟
يا دكتور.. لو الناس شايفة أمل، وفيه خريطة طريق.. بتقول هنعمل إيه.. فين وبكام وليه.. وهنجيب الفلوس منين وهنستغل مواردنا إزاى.. وهنوصل لفين وإمتى.. الناس تُصبر!!
لكن الناس حاسة إنهم زى لا مؤاخذة «الخرفان».. مش فاهمين إيه اللى بيحصل، ومش عارفين إحنا رايحين على فين.. الصراحة غايبة، والرئيس بيتعامل معانا، كأننا أولاده الصغيرين.. خايف يزعَّلنا، ومش عايز يشيِّلنا الهم، وخايف علينا من تحمُّل المسؤولية.. وشكله ما بيثقش فى المدنيين، وله حق.. بعد ٦٠ سنة الفساد بقى زى السرطان، وعشان كده هوَّ مُعتمد على العسكريين!!
■ طب ما فيه حكومة مدنية، وعاملين شُغل مش بطَّال؟
يا راجل حرام عليك.. هيَّ دى حكومة؟
دا مُعظمهم ما يعرفوش يديروا مدرسة ثانوى.. صحيح فيهم كام واحد كويسين، زى بتاع الكهربا وبتاع الخارجية.. وجايز فيه كام واحد معرفش عن شُغلهم حاجة.. المهم: إن الحكومة دى ما تنفعش فى الظروف دى.. دول موظفين حكومة..مفيش إبداع ولا خيال.. دول نعم وحاضر وتمام يا أفندم!!
والأنكى رئيس الوزرا نفسه.. دا راجل بتاع بترول.. تحس إنه غلبا وإن مالوش لافى الطور ولا الطحين.. لا بيتكلم مع الشعب ولا بتسمع له صوت.. الله يمسيه بالخير المهندس محلب اللى ماكانش عاجب الإعلاميين.. كنت تحس بوجوده، كان عامل زى المكوك.. زى العفريت فى كل مكان.. (بالمناسبة مش هوَّ برضه مساعد الرئيس للمشروعات القومية) طب ليه مُختفى.. تحس إنه مُهمَّش أو ماشى جنب الحيط.. هل لأن الرئيس ما يحبِّش شريك، ومحلب فاهم الحكاية دى كويس وعشان يستمر كافى خيره وشره.. كمان الست المحترمة (نسيت اسمها) مستشارة الأمن القومى.. هيِّه فين؟ بيقولك قاعدة فى القصر محدِّش بياخد رأيها فى حاجة!!
■ إنت عايز حكومة جديدة إزَّاى، والمفروض إنها هتقدِّم برنامجها للنواب آخر الشهر؟
هو حضرتك ما سمعتش أنهم أجلوا بيان الحكومة، من ٢٧ فبراير لأول إبريل؟.. آهى فرصة للرئيس يشوف حكومة جديدة.. تعمل برنامج مُـقنع للنواب والناس.. برنامج قايم على ٣ حاجات:
واحد: «العدالة فى توزيع الأعباء».. مش ناس تشيل الشيلة، وناس هايصة ومش هتفرق كتير فى حياتهم (كل الكبار اللى استفادوا بالملايين من الدعم- دعم الغاز والكهربا فى مصانعهم- واللى استفادوا من منظومة الفساد وعايشين فى قصور، واللى عندهم فى الساحل وغيرها، دول يدفعوا ضرايب عقارية على فيللهم وقصورهم وبنزينهم، وضريبة استثنائية على ثرواتهم.. فى فرنسا (وإنت عشت هناك) أيام ميتران فرض ضريبة استثنائية ٤% على ممتلكات أى واحد ثروته تزيد على ٢ مليون فرنك (يعنى ٢ مليون جنيه وقتها)!!
اتنين: «إزَّاى نستغل ثرواتنا ومواردنا الاستغلال الأمثل»: عندنا أكبر محاجر فى العالم، الحرامية بيسرقوها ويصدَّروا كل حاجة خام، وبيدفعوا ٣ ملاليم رسوم للمحليات الفاسدة.. امنع تصدير أى خام زى البرازيل ما عملت.. اللى عايز يصدَّر يصنَّع.. نشغَّل الناس، وقيمة مضافة، وعائد من النقد الأجنبى و..و..
تلاتة: «الإنتاج- الإنتاج- ثم الإنتاج».. لا توجد فى العالم «رُوشتة للنهوض، سوى مضاعفة الإنتاج- و«الإنتاج» عايز استثمار.. و«الاستثمار» عايز بيئة جاذبة.. و«البيئة الجاذبة» عايزة منظومة (بدءا من التشريعات، والسياسات المالية والنقدية، الواضحة والمستقرَّة و..و..) وكل دا عايز «رؤية إستراتيجية».. والرؤية عايزة مُفكِّرين مُبدعين- خلاَّقين- مُبتكرين- حالمين.. عايزة «خيااال».. مش عايزة موظَّفين بتوع «جباية» مش عايزة ناس اتربُّوا على فكر الفقر، وفقر الفكر.
الخلاصة: أنا عايز تبلَّغ أعلى سُلطة فى البلد.. «إن مصر فى خطر».. وإن رياح الخماسين أول إبريل، هتطيَّر الحكومة دى لو استمرت بشكلها دا، وبالبرنامج اللى قايم على رفع الأسعار وزيادة الرسوم، وكمان عدم المصارحة!!
عايزين الريس يطلع يكلِّمنا كل شهر مرَّة.. يصارحنا- يكاشفنا (خطاب للأمة شهرى) هيريَّح الناس.. والناس مُستعدة تشارك وتتعاون وتستحمل، بس يشوفوا سيادة القانون على الكل– يشوفوا العدالة والعدل فى كل شىء.. وكدا ربنا يوفَّقنا، ونخليها قد الدنيا بجد!!
■ حسابك كام طالما إنت مش مشغَّل العداد؟
ممكن تليفون حضرتك.. عايز أكلِّمك عن الشعب اللى مأنتخ ومش عايز يشتغل.. وعمَّال يخلِّف عيال مش هتلاقى تاكل بعد سد الخراب!!
ونستكمل الاثنين القادم.

No comments:

Post a Comment