Translate

Monday, February 1, 2016

إسكندرية ليه؟ بقلم د. محمود عمارة ١/ ٢/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

بدعوة من صديقى عبدالفتاح رجب، مؤسس نادى العاصمة، (ورائد من رواد العمل الأهلى الخيرى) سافرت إلى الإسكندرية تحت سفح المطر!!
بعد بوابات الخروج من القاهرة.. تتلفَّت يميناً لترى القرية الذكية بجمال مبانيها.. والتنسيق الحضارى لمدخل الطريق يُثبت لك أننا «قادرون».. عندما نُريد أن ننهض ونلحق بركب الأمم التى تطوَّرت وتقدَّمت!!
وسؤالى المتكرر كُلَّما مررت بالصحراوى هو: لماذا لا نستفيد من الموقع الجغرافى «لمعسكرات الأمن المركزى وأرض مطار غرب» التى تحتل مساحات شاسعة على يمين الطريق، بمواجهة «بفرلى هيلز»، والمقدَّر ثمنها «بتريليون وخمسمائة ألف مليون جنيه» (نُص الدين الداخلى) ونقلهما فى قلب الصحراء الشاسعة.. تخيَّل تريليون ونُص يعملوا إيه فى البلد؟!!
«بُص لفوق».. سترى ما كنا نحلم به (خلية نحل من عُمَّال مصر) يُسابقون الزمن فى بناء واحد من أكبر الكبارى على الطريق، عند الكيلو ٤٠ بمدخل ٦ أكتوبر.. ليفتح شُريانا يصل بك إلى أول شارع شبرا، وسيسمُّونه «محور الخلفاوى».. الذى سيفتتحه الرئيس خلال أسابيع.. سيليه افتتاح «الدائرى الإقليمى» الذى انتهى أكتر من نصف قوسه والذى يربط ٨ محافظات.. قاطعا للطريق الصحراوى بعد السليمانية، ليصل بك حتى مدينة بدر على طريق السويس وعند مدخل العاصمة الإدارية الجديدة (والبركة فى ميزانية جيشنا العظيم)، ممثَّلا فى الهيئة الهندسية، التى أرفع لها القُّبعة كلما رأيت شُريانا جديدا يربط جسد الوطن ببعضه!!
عند مدينة السادات تضرب كفَّا على كف، وأنت ترى واجهة المدينة عبارة عن: سجون×سجون.. بدلاً من أن تكون مشروعات تُضاهى لاس فيجاس مثلاً.. (وصحارينا ما هى واسعة للسجون يا عالم)!!
كُلما اقتربنا من الإسكندرية ازداد هطول الأمطار (التى تضيع سُدى، وكان يُمكن استخدمها فى زراعة الشعير والقمح والفول وغيره، على سواحلنا المُمتدة من مرسى مطروح حتى العريش.. خاصة أن هذا العام سقط علينا ٣٨٠ مللى بدلاً من ١٥٠ سابقا، ومع التغيُّر المناخى ستزداد الأمطار على سواحلنا.. لكن تقول لمين؟ (وهم صُم- بُكمُ- عُمىُ لا يعقلون)!!
فى هيلتون جرين بلازا.. كانت القاعة مُزدحمة بسيدات وشباب ورجال، يُميِّزهم عن أهل كايرو: (الابتسامات والتفاؤل والأمل) رغم الحيرة التى بدت من أسئلتهم عن المستقبل- والسؤال المتكرر: «هىَّ مصر رايحة على فين؟».
سؤال مطروح من عشر سنوات، لا يستطيع أحد أن يُجيب عليه بإجابة قاطعة... ليه؟
كما قُلت فى الندوة:
عندنا رئيس هدية من السما (فى إخلاصه وتفانيه واستعجاله للقفز بمصر).. رئيس استطاع فى عام ونصف أن يُحرِّك المياه الراكدة بمستنقع عفن «ورثناه كتركة خاربة» من مُخلَّفات الستين سنة التى حكمنا فيها أنفسنا بغباء وجهل وعشوائية، انتهت بأننا على وشك الإفلاس.. والأخطر من الإفلاس هو «تخريب الإنسان المصرى» بعدم الاستثمار فى بنائه.. فأصبح إنسانا مُشوَّها، (مُسخاً) فى أمس الحاجة إلى إعادة تأهيله وتدريبه وانضباطه!!
وأيضا فى العام ونصف نجح الرئيس بامتياز فى استعادة الدور المصرى «دوليا» رغمُ مقاطعة الغرب لنا، باعتبار أن ما حدث فى ٣/٧ انقلابا على شرعية مرسى (من وجهة نظرهم التى نجح إخوان الشيطان فى تسويقها لهم) رغم أن مرسى ساقط أمام شفيق!!
ولكن (وآه من لكن)- ما يجعل أغلبية المصريين قلقانين- تايهين- خايفين.. هى:
١- حالة الضبابية فى ملف «سد الخراب».. واستمرار إثيوبيا فى البناء، ضاربين عرض الحائط بأى طلبات للمفاوض المصرى.. وكُلنا متأكدون أنه إذا تم بناء هذا السد بهذه المواصفات المُعلنة، فسيؤدى حتما إلى «عطش المصريين» وهلاك الزرع والضرع وخراب البيئة.. (وسيبك من كلام وزير إسهال الرى) الذى تفوَّق على «هطل» مرسى فى اجتماعه العبيط والشهير.. هذا الوزير الذى انتظر الناس إقالته فوراً بعد تصريحاته غير المسؤولة، بأن لدينا «خزَّانات» تحت الأرض من المياه الجوفية تكفينا لأكثر من مائة عام (وهو يعلم أن الخزَّان الجوفى انخفض منسوبة، وجفَّ فى كثير من الأراضى الصحراوية) من أول طريق مصر/ إسكندرية وحتى الخارجة بالوادى الجديد!!
٢- أمَّـا على المستوى الداخلى فهُناك ملفَّات مُحيِّرة.. تُثير علامات استفهام.. لا أحد يُجيب عليها، منها على سبيل المثال:
(أ) هل استطاعت مجموعة الرجال المحيطين بالرئيس أن تُغلق عليه الدائرة كما كان يفعل زكريا عزمى وأعوانه مع مبارك حتى عزلوه؟
(ب) هل استعجال الرئيس للإنجاز فى المشروعات القومية جعلنا نقفز إلى المجهول بدون دراسات جدوى اقتصادية وبلا تخطيط مُسبق، سيؤدى حتما إلى تكرار نفس الأخطاء والخطايا.. لنظل هكذا نُدير أمورنا بعشوائية وغشومية؟!!
(ج) أين وزارة المشروعات الصغيرة لخلق فُرص عمل للشباب.. فالشباب يحتاج إلى (التدريب والتأهيل.. ولدراسات جدوى.. وللتسويق)، طالما أننا وفَّرنا له التمويل بـ٢٠٠ مليار جنيه خلال ٤ سنوات؟!!.. وكُلنا يعلم أن مصر تحتاج لآلاف المشروعات الإنتاجية.. وأن تهدئة الشارع مفتاحها تشغيل الشباب!!
ويبقى الأمل فى الرئيس بأن يستعين بالخبراء وأصحاب الخبرات، ليضعوا «رؤية» لمصر ينتج عنها خطط وسياسات وبرامج لاستغلال كنوز وثروات مصر المُهدرة!!!
هذا بعض مما جاء فى حوارنا مع الحاضرين بالندوة.. التى استمرت لخمس ساعات متواصلة.. وحضرها كل السادة الصحفيين ومراسلى وسائل الإعلام، ونائبين من نواب إسكندرية المحترمين..
وقبل الختام.. كان هُناك مطلب جماعى بأن: «هذه المدينة التاريخية» بجانب جهود المجتمع المدنى وتبرعات بعض القادرين تحتاج إلى «نظرة».. إلى «مُساهمة» من الحكومة لاستعادة الوجه الحضارى لـ«عروس البحر الأبيض».. خاصة أنهم راضون جدا باختيار المحافظ الجديد.. وكُلهم مستعدون للتعاون معه.. وبمجرد عودتى بلَّغت الرسالة إلى السيد وزير التنمية المحلية د. أحمد زكى بدر، وسنرى ماذا هم فاعلون لأهل إسكندرية المحترمين!!
ونستكمل الإثنين المقبل...

No comments:

Post a Comment