Translate

Sunday, February 14, 2016

ماذا تركتم للشباب؟ .......... نجيب ساويرس .... February 14, 2016, . الأخبار

يتعجب البعض من ظاهرة الألتراس والبعض الآخر يصنفهم كفئة مشاغبة تجنح للعنف وأقرب إلي البلطجة والعصيان.. ولم يحاول أحد أن يتعرف عليهم عن قرب أو يدرس ما الذي يحركهم وما الذي يفرحهم وما الذي يضايقهم أو يحزنهم...
إن قطاعا كبيرا من شباب الجامعات أو شباب الألتراس يقال لهم اليوم: «لا دخل لك بالسياسة ولا دخل لك بالدين وخلطه بالسياسة وأخيرا ببساطة... لن تستطيع أن تذهب لمشاهدة مباريات فريقك الرياضي وآخرتك إنك تحضر تمرينات الفريق في ناديك...
معظمهم لا يملك المال اللازم للخروج إلي المقاهي أو دور السينما أو المطاعم أو النوادي... فماذا هم بفاعلين؟ وأين يخرجون طاقتهم؟ ولا يخفي علي أحد ضعف سوق العمل حاليا واستحالة الحصول علي فرصة عمل دون واسطة ولا معرفة حتي إن الكثير من الشباب اليوم قد فقد الأمل في قدرته علي الزواج وتكوين عائلة صغيرة يفرح بها... لأنه لا يجد فرصة العمل التي تؤهله لهذا المشروع وإن وجدها فهي لا تكفي لتنفيذ هذا المشروع دون مساعدة الأهل الذين قد يحتاجون إلي من يعولهم اصلا!
ببساطة شديدة الشباب في حالة من السخط والإحباط واليأس... وحتي هوايتهم الوحيدة وهي الذهاب إلي المباريات الكروية وتشجيع فريقهم أغلقناها عليهم... فهل يجوز هذا؟.كل ما نفعله هنا هو دفعهم إلي العنف والتطرف بعد أن أغلقنا امامهم كل المنافذ السوية للتنفيس عن النفس والاستمتاع البسيط. بل أن ما نراه من ظواهر بغيضة علي مجتمعنا من تحرش ومعاكسات إنما هو انعكاس لهذا اليأس والإحباط. وحتي مبادرة الرئيس لتوفير القروض للشباب اتوقع أن تفشل أذا ترك تنفيذها لقوي البيروقراطية المصرية العتيدة التي تنتصر دائما علي كل خيال ومغامرة ونجاح!
فما العمل إذن؟... الحل يكمن في التفاهم والتنسيق مع الداخلية لإرجاع الجماهير إلي مباريات الدوري والكأس وزيادة الندوات الثقافية وحتي السياسية في الجامعات والنوادي دون خوف أو قمع. ومن الضروري كذلك زيادة الساحات الرياضية ومراكز الشباب في المناطق الأكثر عشوائية وكثافة مع تطوير المنشآت الموجودة حاليا واعداد وتأهيل مدربين متخصصين في جميع المجالات قادرين علي التعامل الواعي مع هؤلاء الشباب داخل هذه المراكز لاحتواء الشباب بشكل سليم من الناحية الرياضية والثقافية واحتواء طاقاتهم وتعود مراكز الشباب لدورها الأساسي في إتاحة الفرصة للجميع لممارسة الأنشطة بأجر رمزي وإنتاج أبطال رياضيين في كل الألعاب. وأري انه يمكن للقطاع الخاص المصري أن يساهم في هذا بعيدا عن الدولة التي مطلوب منها فقط توفير الأراضي اللازمة لذلك!
كما لا يجب ان نستمر في اغفال دور الثقافة الهام في استيعاب طاقة هؤلاء الشباب الذهنية والاستثمار الإيجابي لأوقات فراغهم بل وأيضا في تنمية مجتمعنا بشكل عام. فاين هي المكتبات العامة وكم عددها في كل محافظة وكل مدينة ومركز؟. ان المكتبات العامة تقدم خدماتها لكل فئات المجتمع دون تمييز ودورها عظيم اذا احسن استغلاله في تنوير وتثقيف المجتمع بشبابه وشيوخه وهي مكان مثالي ومبهج لقضاء وقت الفراغ اذا طورنا المكتبات وزودناها بكل وسائل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة والخدمات. وأؤكد هنا علي أهمية ان تكون هناك قاعة مكتبة مجهزة داخل كل مدرسة في كافة مراحل التعليم ليتعود شبابنا منذ نعومة اظافرهم علي أهمية القراءة والبحث والاطلاع والا سقطوا فريسة في أيدي أصحاب العقول المتحجرة السائرين للخلف.. الكارهين للحياة وللتقدم.
ومن الضروري كذلك فتح مجالات العمل التطوعي في مجالات العمل الاجتماعي والخيري للشباب مقابل مكافآت بسيطة مثل تطوير العشوائيات والنظافة... والأهم من ذلك كله هو تشجيع الشباب علي العمل الحر وذلك بتوفير بعض الأفكار وتوفير التمويل اللازم لها دون وضع شروط يصعب علي الشباب الوفاء بها!
لا تلوموا الشباب ولا الألتراس لو ظل الوضع علي حاله... فاللوم كله يقع علينا جميعا وعلي جيلنا الذي لم يفعل شيئا للقضاء علي إحباطهم


No comments:

Post a Comment